Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
حياة الأمس.. وهموم اليوم
الثلاثاء, كانون الأول 10, 2013
د. شاكر كريم القيسي

 

 

 

 

 

 

منذ مجيئنا للحياة في الاربعينات من القرن الماضي و قبل ان نبدئ التعليم النظامي في المدارس النظامية كانت الدراسة مقتصرة على تعليم القرآن واللغة العربية ومبادئ الحساب عند الكتاتيب. او الملالي، وكان يقام احتفال عند اتمام الطالب لدراسة القرآن الكريم (الختمة)  نلبس الملابس البيضاء والعقال الابيض المطرز باللون الذهبي وامامنا مجموعة تحمل الصواني من الشموع والحلوى يتقدمهم ابو الطبل( الدمام) وعلى شكل مسيرة في الحي الذي نسكنه اضافة الى ذبح ديك لكل منا وكذلك اولاد الحي المتخرجين وفي حينها كنت انا واخي ابا عمار من المتعلمين لدى الملا في الحي كون الملا من اصدقاء والدنا رحمه الله وكانت الدراسة في بيتنا المتواضع من الطين.. وكان الأولاد يتلقون تعليمهم عند الملا بينما البنات عند الملاية لقاء مبلغ مالي صغير يستحق كل يوم خميس. وللملا مبلغ آخر متفق عليه عندما يختم الطالب القرآن. كما للملا العيدية والفطرة (زكاة الفطر). وكان يستخدم أسلوب الضرب والتهديد والوعيد لترهيب الطالب

 

 واتذكرأن أول معلم تعلمنا عنده هو ( المرحوم الملا نوري) وكذلك ( المرحوم الملا موسى) الاول موظف في البلدية  وكان يأتي الى دارنا بعد انتهاء دوامه بواسطة الدراجة الهوائية والثاني معاق مبتور احد ساقيه ويأتي راكبا( حمار) أجلكم الله ،كنا نقرأ الرسائل( المكاتيب) لأهل الحي بطلاقة وليست مثلما يقرأ( حجي راضي) يعطينا من نقرأ له المكتوب  ( الجكليت واصابع العروس او بطل نا مليت ) كنا نكتب بخط واضح وجميل افضل بكثير من طلاب الجامعات في الوقت الحاضر وعند بلغونا السادسة من العمر انتقلنا للدراسة في المدارس النظامية وكانت اول مدرسة لنا هي مدرسة المناهل الابتدائية  المختلطة في الكرخ في الخمسينات ، وبدأ التعليم الجديد بمناهج اكثر موضوعية بواسطة المعلمين و المعلمات وكانت الدراسة مستمرة طوال العام دون انقطاع سوى لخمسة عشر يوما خلال فترة الربيع واخرى نهاية العام الدراسي، ليست مثل العطل في الوقت الحاضر والتي تبلغ اكثر من نصف ايام الدراسة، و نذهب الى المدرسة بدوام مسائي اخر لمدة ساعتين يوميا بحيث تكون مجموع الدروس ستة دروس يوميا، الحرص كبير جدا من المعلم او المعلمة على التلاميذ وايصال المادة بيسر، متابعة نظافة التلميذ وغذائه من خلال وجبات غذائية توزع علينا صباح كل يوم في المدرسة ، حليب.. وبسكويت و..دهن السمك، وتوزع علينا معونة الشتاء في كل عام عبارة عن جاكيت نيلي وبنطلون رصاصي وقميص ابيض وحذاء باتا ابيض للفقراء من امثالنا  واتذكر انه  حصلت تظاهرة طلابية عام 1956 قادها شباب كبار و اشترك بها طلاب المدارس الاعدادية والمتوسطة  وقاموا بإخراجنا من المدرسة بهتافات ( اطلعوهم لو انكسر الجام) وهذا بدأ الوعي السياسي في الخمسينيات نهتف ونتظاهر مع الكبار دون ان نفهم معنى الشعارات والغاية منها.

 

تعلمنا ذلك قبل دخولنا للمدرسة لم نكن نعرف القلق، همومنا محصورة في يومنا وعندما تشرق شمس يوم جديد تتلاشى عثرات هموم الأمس، لم نكن نعرف معنى الطائفية او العشائرية او المناطقية هذه الاسماء الدخيلة على مجتمعنا، كانت سطوحنا متلاصقة بيوت من الطين ننام مع اطفال جارنا واطفالهم ينامون عندنا ناكل من اكلهم ويأكلون من اكلنا، لانعرف غير المودة والكلمة الطيبة التي ننادي بها الاكبر منا سنا والتي ينادينا بها، نهاب المعلم ونحترمه ونهرب بعيدا منه عندما نراه في الشارع العام او جالسا في المقهى، ولكن عندما اكتسى ثرى الأرض بخيراتها واصبح النفط نقمة وتوسعت مدارك الإنسان وتقدم في علمه وعلومه  في الاتصالات والمواصلات والانترنت همز شيطان الإنس في ضمائر الحاقدين أن ازرعوا الفتن بين الضعفاء ليخلو لكم سواد الأرض من جمهرة الأبرياء .

 

طرق اثارة الفتن تشعبت من بين فتحات الغفلة وسقطت فيها قلوب غضة امتلأت بنيران الحقد والكراهية بعد ان استجمعت قواها من وهن المبادئ معتقدة قدرتها على قلب موازين الكون تسير على خطى الغدر تنبش العفن، عفن الهموم من بين انقاض الحياة بحيث الاطفال الذين هم بأعمارنا عندما كنا في الخمسينات نتحدث عن الصدق والنظافة والايمان وحب الوطن، يتحدثون الان في مدارسهم وفي ما بينهم عن الطائفية والعشائرية والحزبية ومشاهدات فديوية اباحية على الانترنت او المحطات الفضائية، يدخنون السكائر ويتغيبون عن المدرسة، يفتقرون للصدق والنظافة والتعلم، كسالى حاقدون البعض على البعض الاخر بحيث يصل حد الشجار والضرب بالأسلحة الجارحة التي يحملونها معهم الى المدرسة في حقائبهم نتيجة ضعف ادارات الكثير من المدارس وكذلك ضعف المراقبة العائلية..!!

 

لم تكن المشاهد فيما مضى توحي بتغيرات الحياة لأننا تشبعنا بصفاء الأخوة ولم نكن نتوجس خيفة من وهج الحياة لامتلاكنا قلوباً مطمئنة، لكن صيحات البطش من حولنا نشرت سواداً تسلل بعضه على موائد فكرنا هموم تواترت علينا استوردناها من خارج معتقدنا ومبادئنا قسمتنا الى فريقين تتنازعنا قوة فرضت علينا راياتها مبطنة بالخبث يحملها من استهوتهم مصطلحات طغت على مفاهيمهم فأمنوا بها يرددونها في كل محفل ظانين انها الخلاص من فكر طالما حملناه وآمنا به، وهي في حقيقة امرها دسائس رخيصة لتحطيم فكر احاطنا منذ عقود بسلام آمن دائم، فكر جعلنا في مأمن من صراعات حطمت امم من حولنا ..

 

لو عدنا للماضي والماضي القريب ومن قاعدة الطمأنينة لكان خير شاهد هي تلك الأيام والليالي التي عشناها الخالية من القلق والهموم والصراعات الاقليمية من حولنا التي سلبت منّا لذيذ المنام ولكن غفلتنا والتي بلغت اعلى درجات الثقة المفرطة استباحها فكر لم يحمد نعمة الاستقرار والامن وصدّق بريق الحقد والكراهية وهام يستطلع رؤية امجاد زائفة على حساب امننا واستقرارنا وزرع بيننا قلقا عشش في رؤيتنا خوفاً من القادم ..ا دون ان نرى  مسؤولا يتصدى بصدق لهذه الافكار الهدامة المستوردة لتدمير الواقع الاجتماعي من خلال القتل والتهجير وترديد الشعارات الطائفية المقيتة  والفساد والافساد الذي شمل كل شيئ في الحياة وبالدرجة الاساس التعليم وان يعمل جاهدا لاجتثاث تلك الافكار التي حطت وانتشرت على ساحتنا فجلبت لنا هموما نحن في غنى عنها واصبح حاملوها وكأنهم جرذان داهمها طوفان فتفرقت لا تعرف اين تجد مخابئها وللأسف الشديد نرى المسؤول هو من يثير هذه الفتن ويشجع عليها..! ولابد  ان نقول نحن في مأمن ان شاء الله ما دامت هناك ايادي شريفة قوية تناضل عن ثرى هذه الأرض واهلها تصد كل ما هو فاسد وتقضي على كل صوت نشاز ينعق بنداء قبيح ينادي بتفريق ابناء هذا الوطن ويحاول تمزيقه وتقسيمه وفقا لأهواء اسياده الذين لا يريدون الخير لنا ولا لوطننا و لديننا و لأجيالنا...

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.36064
Total : 101