اود ان اسال نفسي والمتظاهرين هل هناك ضرورة للتغيير الآن؟، هذا سؤال محير أجاب عليه مواطن بسيط لا يقرأ ولا يكتب مثلما اجاب عليه مثقف اكاديمي ورجل دين وشاب وامرأة ومن جميع المحافظات الكل يطالب بالتغيير مسترشدين بدعوات المرجعية على التغيير وبدعوات الحكماء والعقلاء ، والعجب العجاب ان نشاهد يوميا تظاهرات في محافظات الوسط والجنوب وهي تهتف ( اشلون تقلد حيدر وانت البايك بيت المال) وهم في هتافاتهم هذه لا يستثنون احدا من الكتل والوزراء والنواب الذين يمثلونهم تحديدا.! ، ومن العجائب والغرائب ان هؤلاء الذين تظاهروا والذين يطالبون بالتغيير بعد ان صدعوا رؤسنا كثيرا ، نراهم يتسابقون لاختيار نفس الوجوه الكالحة ،ونفس الكتل التي ادعوا انها خذلتهم ،وسرقة المال العام ، ولم تقدم للمواطن وللوطن طيلة عشر سنوات عجاف، غير الفقر والذل والقتل ،وقلة الخدمات ، وشراء الذمم .! وانا وغيري من المتابعين للشأن السياسي العراقي نرى انه من الافضل ان تكون اساليب التغيير واهدافه في اولويات أي عمل سياسي لأنه جزء من الاستقرار على المدى القريب والبعيد وانه وسيلة فعالة وناجعة في استئصال الفساد اولا بأول .
وليس من الكياسة، تأخير ذلك التغيير لأي سبب، مهما كان إذا ألحت الضرورة ،ودقت ساعتها باصرار. ومن خلال متابعة النتائج التي اعلنتها المفوضية" المستقلة"للانتخابات اليوم الاثنين 19 مايو 2014م ،نجد ان التغيير قد حصل او يحصل في عدد المقاعد فقط وليس بالتغيير المنشود، حيث تبادلت الاحزاب والكتل الادوار بعدد المقاعد لا أكثر ولا اقل والمسؤول الاول والاخير هم الناس أي ( المنافقون من الناس) الذين احق لهم الانتخاب لانهم اعادوا نفس اللعبة الطائفية المقيته والعشائرية والمناطقية ولو بشكل يختلف من الاول لانهم كذبوا على المرجعيات وعلى الوطن وعلى انفسهم
لان سنة الحياة وضعت فكرة التغيير اساس كل تقدم وتنمية وتطور وازدهار، وهي قادمة من اعماق ما نعرف من علوم بيولوجية ،حيث ان الدماء وعناصرها تتغير تلقائيا ،ليحل محل الدم القديم دم جديد دائما، والامثلة كثيرة على ان التغيير ضرورة حياة واستمرار، وان اي تهاون في طلبه يعد خطرا شديدا، يهدد طموحات الشعب وتطلعاته ، لان تجديد الدماء هو غاية التغيير، ودفع عناصر فاعلة وافكار متجددة ، يجعل التغيير سهلا ويسيرا ، دون تنازع يؤدي الي صدام وخسارة دائما ما تأتي علي مصالح الناس ، وتؤخر ما يصبو اليه الآملون في مستقبل زاهر ، وحياة افضل. لأنه هناك فروق دقيقة بين تغيير الاشخاص وتغيير السياسات، وكم من وزراء واعضاء برلمان وكتل واحزاب جاءوا وذهبوا ، ولم نشعر بهم الا رقما في طابور طويل من المسؤولين، وعادوا مرة اخرى عرفهم الشعب بانهم مجرد حرامية وقتلة ومثييري للفتن والاقتتال وتقسيم البلاد والعباد، فكيف تم اختيارهم هل ان الشعب الصومالي او الافغاني هو من جاء لينتخب بدلا عن المهوسين والمطبلين الداعيين للتغيير كذبا ونفاقا.؟!!
مقالات اخرى للكاتب