قرر مجلس النواب قبل نحو عام تحسين وضع المتقاعدين من خلال تعديل قانونهم العتيد الذي اضاف (بحبوبحة ) خجولة من الدنانيرالى مصادر رزقهم الوحيد العزيز (الراتب) الذي يتقاضوه اكثر من اثني عشر مليون من فئة المتقاعدين كل شهرين بعد احضار المستمسكات الاربعة والحضور الشخصي للمتقاعد خاصة من المساكين الذين مسحت (بضم الميم وكسر السين ) ملامح اصابعهم من جراء الخدمة التي كانت تمتد لاكثر من خمسة وعشرين عاما ولم تظهر لهم كما يقال (بصمة) ما يعني حضوره كل شهرين شخصيا بشحمه وبقايا لحمه امام موظفي المصارف حتى ولو على نقالة او كرسي متحرك ليتأكد الموظف منه لكي يصرف له تلك الدنانير القليلة ولا ادري ماهو سر التأكد الشخصي كل شهرين مع ان المتقاعد هو نفسه ولماذا لايكون لمرة واحدة في بداية كل عام هو سؤال لايمكن الاجابة عليه الا من قبل الراسخين في علم المصارف وهيئة التقاعد .. نعم اقر تعديل قانون المتقاعدين بعد ان شبعوا من التصريحات التفاؤلية وظلت اعينهم تراقب مع أفراد أسرهم الفضائيات الى ان جاء الفرج وتم اقرار التعديل بعد أن أصبح حال نسبة كبيرة منهم يعيش على (الرنكات) وفق مصطلح مصلحي السيارات كانوا ينتظرون (الامل) كما قالت كوكب الشرق أم كلثوم (من زمــان طــال انتظــاري….واحتمالـــي ولا أنت داري …. نــار بعــادك واصـطبـــاري…كل ده علشـــان عينيـــــك).
وسارت الامور بعدها والدنيا( ربيع والجو بديع )وليس الربيع العربي المزعوم ولكن مع نهاية العام الحالي تفاجأ المتقاعدون ان هناك استقطاعات من رواتبهم وتغاظي هيئة التقاعد ووزارة المالية من (تطبيق المادة 36 من قانون التقاعد والتي تنص بقرار من مجلس الوزراء زيادة الرواتب التقاعدية كلما زادت نسبة التضخم السنوي على ان تكون الزيادة اكثر من نسبة التضخم وان مجلس الوزراء ملزم بتطبيق المادة وزيادة رواتب المتقاعدين بمقدار نسبة التضخم التي حدثت خلال عامي 2013 و2014 والتي تتجاوز 10 بالمئة اضافة الى ما يتقاضونه) اي بدلا من زيادة رواتبهم في خضم الاوضاع الاقتصادية وارتفاع الاسعار ذهبت الجهات المالية ذات العلاقة الى الاستقطاع وكأن هذه الدناينر التي حرمت منها عوائل المتقاعدين سوف تسند الموازنة المقبلة متناسين تلك الجهات مئات المليارات التي سرقها الفاسدون من اموال هذا الشعب جهارا نهار دون عقاب ويتساءل المتقاعدون (لماذا نحن هل لاننا الحلقة الاضعف فقرا) خاصة ان غالبيتهم وبسبب ما يحمل على كاهلة من سنوات الخدمة العجاف وتعدد الامراض المزمنة وعدم قدرته حتى على الحركة لكي يمارس عملا اخر لزيادة مدخوله يستهدف بالاستقطاع لماذا يعاقبون هكذا وكانهم اقترفوا جرائم مع انهم كانوا يخدمون الوطن وكل من موقعه بأخلاص دون سرقة او فساد كما هو حال الكثيرين الان من الذين تؤشر عليهم هيئة النزاهة من انهم فاسدون ماليا واداريا (شفطوا كل شيء) !!
فكم من المتقاعدين فاضت عيونهم بالدموع عند تسلم راتبه المستقطع الذي حتما يسبب له اختلالا في ميزانيته الشهرية البسيطة وليس كما الميسورين من البرلمانيين والمسؤولين منهم يقيم حفلة عيد ميلاد لولده باكثر من ثمانين مليون دينار واخرى تفتح مركز تجميل بكذا مليون دولار وثالث يصرف على بنات الكاولية في علب الليل مع اول ابوذية (على ابو فلان عاشوا) دفاتر دولارية والمتقاعد والارملة واليتيم في بلد النفط والخيرات بلاد الرافدين كيف يكمل في ظل هذه الظروف الصعبة ايام الشهر دون ان يمد يده للاخرين لدين او مساعدة اوصدقة فهل أن الاستقطاع لشريحة كادت تهبط الى قاع الفقر العميق هي من المبالغ التي تساعد على تحسين الموازنة …
افتونا يرحمكم الله..
مقالات اخرى للكاتب