لكل صنعة موادها الاولية وتلك المواد تعد مفاتيح الصنعة, والسياسة في العراق اثبتت بانها كذلك, وقد اكد السياسيون في الخط الاول بانهم فقط من يملكون مفاتيح الحلول السياسية في الكثير من المناسبات المهمة التي كانت مصيرية في تغير مجرى العملية السياسية في البلد.
في حين ان لصناعة الازمات ادوات تتحكم في المشهد السياسي ضمن حدودها الادارية وهي تعمل وفق خطط مرسومة وتعليمات محددة من اصحاب المفاتيح, ودون ذلك لن تفتح الابواب مطلقاً بوجه كل من يحاول الخروج عن السياقات ومخالفة التوجيهات والتعليمات, وفي هذا يبقى المواطن بحيرة شديدة لسرعة التوافقات وبساطة نكث العهود, وبين هذا وذاك معاناة كبيرة وتلاعب خطير بمشاعر المواطنين.
لكن الغريب ان هنالك من يتوهم ويوهم الاخرين بان هنالك عقلاء في مراحل صناعة الازمات السياسية, ويعتقد بان لديهم القدرة على اتخاذ القرارات خارج الارادة التي تجمع الخطوط الاولى المصنعة, صديقنا الواهم يذكرني بذاك الطبيب الذي حاول ان يختبر المرضى في مستشفى المجانين عله يجد بينهم من لديه العقل, فقام برسم باب على الحائط واخبر المجانين بان من يرغب بمغادرة المشفى, فعليه ان يخرج من هذا الباب! فتسابق الجميع.. ليرتطموا بالجدار المتين ويتساقطوا على الارض الواحد تلو الاخر, لكن الطبيب التفت الى الوراء ليجد احد المرضى جالس في مكانه لم يحاول ان يفعل كما فعل زملائه, فقال الحمد لله اذا خليت قلبت ويبدو ان من بين المرضى رجل ليس فيه جنون.
واسرع الطبيب باتجاه ذاك المريض فرحاً بنتيجة الاختبار, وسأله: لماذا لم تفعل كما فعل اصدقائك المرضى؟! يبدو انك تدرك انهم مجانين؟.. فتبسم المريض واجاب: حقاً انهم مجانين يحاولون فتح الباب والمفتاح عندي في جيبي!, الكثير من ابناء المحافظة بدأوا يدركون اللعبة السياسية وطرق الادوات في الحصول على المكاسب من المحاصصة دون اخذ مصلحة المواطن بنظر الاعتبار, وانكشف الستار عن مسرحية المبادئ الهزيلة ليظهر الممثلين عراة, وسط تزاحم الجمهور لركوب الموجة واعتلاء الخشبة بين طامع بالحصول على منصب بتقبل المشعرة, واخر يعترض على العرض بحجة ان مفتاح المسرحية في جيبه والجميع مجانين.
نفوذ صاحب الفخامة لازال ساري المفعول, وغروره واضحاً من خلال حشر انفه بكل صغيرة وكبيرة من مفاصل الادارة, والتدخل واضح صريح لتغير مجريات العديد من القضايا المهمة والحساسة في حياه المواطن العراقي, التعطيل في اعمال المؤسسة التشريعية في المحافظة يسبب الكثير من المعاناة للمواطنين ويعطل الكثير من المشاريع المهمة التي تساهم حاضراً ومستقبلاً في انتشال المواطن من فقره.
ولابد للمواطن ان يعي بان السبب في تعطيل عمل الحكومة التشريعية في ذي قار, التدخلات الخارجية من اصحاب النفوذ في المركز ومن يملك المفاتيح المحكمة القادرة على فتح ابواب صناعة الازمات او اغلاقها, لمصالح حزبية وفئوية ضيقة بعيداً عن المصالحة العامة.
مقالات اخرى للكاتب