رويّدكَ أنّ أمّ الدارِ ماتتْ
وما انْكسرتْ بها يوما وهابَتْ
مُعززةً مُكرّمةً وعاشتْ
أميرةَ بيتها والكلّ طاعتْ
كنخلةِ مِوْطنٍ يأبى انْحناءً
لعاديةٍ وأهوالٍ توالتْ
وما قالتْ عِراقا بلْ عُراقا
وتؤمِنُ أنّها فيهِ اسْتطالتْ
وكمْ رَفضتْ رحيلا لاغْترابٍ
وقالتْ مَوطنيْ عزيْ ودامتْ
تمرّ على عواديها بعزمٍ
وتنْهَرُها بروحٍ اسْتقادتْ
وتأملُ رُغمَ يائسةٍ وحَربٍ
بأنّ الشمسَ ما بقيتْ أضاءَتْ
فلا حزنٌ ولا جَزعٌ تعاطتْ
ولكنْ في تفاؤلِها تواصتْ
تُحاورني بأشعارٍ وفِكرٍ
وتلهِمُني برائعةٍ أجادتْ
وحشْرجَ صَدرُها مِنْ غيرعُذرٍ
فأوْهَنها وأوْجَعها فعانتْ
وأقعَدها وأرْقدَها بحِجْرٍ
تقاومُ أسْرَه حتى أفاضتْ
رأيتُ الأمّ إنْ ذهبتْ تبدّتْ
بقلبِ الحيّ جوهرةٌ تطامتْ
كأنّ جذورَها في أصلِ ترْبٍ
وإنّ ترابَها روحٌ تسامتْ
أ يُدفَنُ طيِّبٌ والتربُ حيٌّ
ويُؤكَلُ حيّها فالأرضُ جاعتْ!!
تُخاطِبُنا المَنايا دونَ صِدقٍ
وتخْدَعُنا بساعيةٍ تلاحتْ
هوَ المَوتُ سلطانٌ رهيبٌ
يُباغِتنا بقاضيةٍ أناختْ
ويُعْلِمُنا بأنّ العيشَ لحظٌ
فما بقيتْ مفاتنهُ وشاءتْ
تغيبُ حياتنا في جوفِ تربٍ
وإنْ لذّتْ بما كسبتْ وطابتْ
بنو حوّاء هلْ نكروا وَعيدا
يُحَمّلهمْ على سُررٍ تجاستْ
تحاوطنا الكوارهُ حيثَ كنّا
فندفعها وما عنّا تناءتْ
وتقحَمُنا كإعصارٍ شديدٍ
وتوجِعُنا ولا هَدأتْ ولانتْ
أودّعُ قامةً من نور عقلٍ
متوّجةً بأفكارٍ أنارتْ
ودمْعُ الروحِ مُعتلِجٌ سَكوبٌ
ونارُ الشوقِ مِنْ لهفٍ تنامتْ
فقلْ صَبْرا على وَجَعٍ تأتّى
ونازلةٍ بأفئِدَةٍ أقامتْ!!
فما فوقَ الترابِ إلى ترابٍ
وكلّ بصيرةٍ عنهُ أشاحَتْ!!
تباركَ عمرُنا كالوَمضِ فيها
وإنّ الخلقَ في خلقٍ تفانتْ
تعالى الله بارؤنا وتبقى
لنا عِبَرٌ مِنَ الأحزانِ رانتْ!!
موازينٌ بها الأيامُ دارتْ
مقيّدةً بأوقاتٍ توافتْ!!
* إلى أمي التي ودعتها إلى مثواها الطاهر يوم الثلاثاء 10\2\2015