الحربُ على الارهاب في سياقها الميداني صارت تعيد رسم التحالفات والتعاون حتى بين الاطراف المتضادة، وارتباطا بالمثل الشائع  "عدو عدوي صديقي" ،، فإن سيطرة الحوثيين على اليمن جرت على ما  يبدو بغض نظر من جانب واشنطن. وقد تحدث تقرير نشرته "اللوس أنجلس تايمز" قبل أيام: عن غزل أمريكي للحوثيين. وتحدث أيضا عن تدافع المسؤولين في إدارة أوباما للاتصال بقادة الحوثيين لطمأنتهم بأن الولايات المتحدة لا ترى أنهم أعداء لها. وبحسب الامريكيين الاستراتيجيين فإن علاقة الحوثيين بايران بما في ذلك التحالف العضوي بين ايران والحوثيين لا تشكل عائقا للعلاقة الامريكية مع الحوثيين، انطلاقا من أن فرع تنظيم القاعدة في اليمن يشكل تهديدا أكبر من أي جماعة مسلحة مقاتلة أخرى بسبب ميلها لشن هجمات ضد الأمريكيين رغم المسافات الطويلة، فالقاعدة في شبه الجزيرة العربية حاولت في العديد من المرات تفجير قنابل في طائرات أمريكية، ولم تنجح أي منها. وبعد ما أظهرت الوقائع الميدانية ان الحوثيين هم الاقدر في القضاء على  تنظيم القاعدة في اليمن،، فقد أصبح من الضروري لواشنطن التحالف والصداقة ولو مؤقتا مع الحوثيين. 
والسؤال الان هل الحرب على داعش في العراق يمكن ان تظهر خرائط جديدة يفرضها الميدان للتحالفات؟ في اعتقادنا ان ذلك قد حدث بالفعل.. وهو يمكن ان يتجلى بشكل او بآخر في المستقبل القريب ولا سيما بين بعض فصائل قوات الحشد الشعبي والولايات المتحدة، ولا سيما بين قوات بدر والولايات المتحدة. ويقول هادي العامري زعيم بدر "ان السفير الأمريكي وعده بدعم جوي للمتطوعين من قوات الحشد وبدر عندما يهاجمون بعض مواقع داعش". 
وأظهرت المعارك التي تم خوضها مع داعش في مدن رئيسية من العراق سواء في ديالى او سامراء وبيجي وحتى في جرف الصخر وبعض مدن الانبار ان قوات الحشد الشعبي هي التي ظلت تقاتل فعليا في ظل ضعف دور القوات المسلّحة نظرا لما تواجهه من مشاكل في التنظيم والتأطير والتسليح سيما بعد انهيار هذه القوات في حزيران الماضي وفقدانها لكم هائل من اسلحتها ومعداتها. وبحسب العديد من خبراء الميدان في العراق ان الرغبة في تسريع معارك تحرير الموصل وتكريت والتعقيدات التي قد تحملها هذه المعارك قد تتطلب مشاركة برية من قوات التحالف الى جانب القوات العسكرية العراقية الرئيسية، أي مع قوات الحشد الشعبي.  وهذا يعني ان التخطيط لهذه المعارك يتطلب تحقيق قدر كبير من التعاون والتنسيق بين قوات التحالف والحشد الشعبي في مواجهة داعش سيما وان معارك تحرير تكريت والموصل قد تتطلب خوض حرب شوارع. 
أكثر من ذلك ان بعض الخبراء والمستشارين الامريكيين بعد أن لمسوا ضعف التنظيم والانضباط لدى منتسبي وزارة الدفاع العراقية صاروا يشجعون الجيش العراقي على ضم وتجنيد مقاتلين من قوات الحشد الشعبي وخصوصا من مقاتلي بدر والذين صقلت المعارك خبراتهم القتالية وأظهروا روح استبسال وقتال غير متوافرة لدى العديد من عناصر الجيش النظامي. 
والسؤال الذي يظل بانتظار تطور الاوضاع في المنطقة هو هل إعادة رسم التحالفات والصداقات في مواجهة ارهاب داعش والقاعدة سيعيد رسم الاوضاع الاستراتيجية في المنطقة بما في ذلك اعادة صياغة العلاقات الامريكية الايرانية؟