ادرك ان صور المطار كانت كفيلة بانتاج كم هائل من السخرية ...
ولا اريد الدفاع عن المطار سوى القول بان مدرج المطار هو المعيار الابرز للتقييم فاعمال المدرج حسب المختصين تحتل الحيز الاكثر اهمية وتشكل البنية التحتية المعقدة لاي مطار ومن ثم تأتي باقي المكملات ...
وكل هذا لايهم ..
بالنسبة لي شخصياً اتلمس بشيء من المشاعر المختلطة تكرس "النزعة المحافظاتية" في العراق .
هناك توجه نحو الهوية "المحافظاتية" - ولا اعرف مدى تلائم المصطلح لكنه صالح في نطاق التقسيم الاداري العراقي.
هذه الهوية نمت بشكل مستقل عن كل العقبات السياسية والاقتصادية التي شهدها البلد .. وكان نموها دليل آخر على ان اللامركزية الادارية من الممكن ان تخلق اجواء منافسة تشكل في جوهرها عمق وفلسفة النظام الاقتصادي والاداري الحديث .
مازلت اعتقد ان المشاريع الستراتيجية الكبرى مثل المطارات والمصافي والمحطات الكهربائية والمصانع لانتاج الحديد والاسمنت وغيرها .. يجب ان تدخل في نطاق خطط الدولة التكاملية منعاً للهدر وعملا بمبدأ الاستثمار الافضل للموارد الطبيعية والبشرية.. ولذلك اعتقد ان مد شبكات طرق جديدة حديثة بين المحافظات اهم من انشاء مطار في كل محافظة.
لكن على الجانب الاخر المحافظات العراقية تستشعر بشكل لافت هويتها وتشعر بالحاجة الى تطوير نفسها ذاتيا من دون
الاعتماد على امومة الحكم المركزي في بغداد.
"المحافظاتية" الجديدة في العراق بالطبع قضية قد تخلق نتائج متناقضة اذا لم يتم ادارتها بشكل حكيم وفي نطاق الحكم الرشيد المفقود في العراق . والمنافسة قد تقود الى تفكك البنى الحزبية التقليدية وظهور احزاب محافظاتية لا تهتم للشعار الطائفي .. وهذا خبر جيد في الوضع العراقي ماعدا ان من نتائجه الجانبية ظهور نزعة قد تحول الهوية المحافظاتية الى مادة شعبوية في الصراع السياسي ما يرفع نسب المتاجرين بقضية التقسيم مثلا.
الامر مرتبط في النهاية ببغداد العاصمة وقدرتها على التخلي عن نزعتها الامومية على المحافظات لكن بهدوء وبخطوات مدروسة ومخطط لها مسبقا ...
مقالات اخرى للكاتب