Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
عيون المها وما بها؟!!.. بقلم/ د. صادق السامرائي
الجمعة, نيسان 11, 2014

 

يُقال أن الشاعر علي بن الجهم قدِمَ على الخليفة المتوكل بسامراء , وكان بدويا جافيا فأنشده مادحا قصيدة قال فيها:

 

أنت كالكلب في حفاظك للود

وكالتيس في قراع الخطوب

أنت كالدلو لا عدمناك دلوا

من كبار الدلا كثير الذنوب

 

ويُقال أيضا أن المتوكل قد رأى فيها , حسن المقصد وخشونة اللفظ , وبأنه أوعز أن يكون الشاعر في أحد القصور ببغداد على نهر دجلة , وبعد ستة أشهر جيئ به إلى المتوكل فأنشده:

 

عيون المها بين الرصافة والجسر

جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري

أعدن لي الشوق القديم ولم أكن

سلوت ولكن زدت جمرا على جمر

................إلى آخر القصيدة

 

فقال المتوكل : أوقفوه , فأنا أخشى أن يذوب رقة ولطافة؟!!

 

ومَن يتأمل القصيدتين , لا يجد ما يسوغ أنهما لشاعر واحد , وأنه هكذا تغير بسرعة , وصار يقول شعرا لا يمت بصلة إلى ما كان يقوله من قبل , ويصعب تعليل هذه الإنتقالة النوعية وببضعة أشهر.

 

كما أن شخصية المتوكل لا توحي بهذه الإستجابة لمن يواجهه بألفاظٍ كما ورد بالقصيدة الأولى , وأظنه لو فعلا حصل ذلك , لقطع رأسه في مكانه وبيده , فلا يمكن لأحدٍ مهما كان أن يتلفظ أمامه بلفظ كهذا.

 

كما أن علي إبن الجهم لم يكن ساذجا إلى هذا الحد ليقف أمام المتوكل ويصفه بتلك الكلمات , بل وأن الحافين بالمتوكل لابد لهم أن إطلعوا على ما يريد قوله , ولا يمكنه أن يقول شيئا من غير مراجعة من قبل المشرفين على ديوان الخليفة.

 

فمن الناحية السلوكية , لا يمكن ذلك , خصوصا إذا كان الشاعر قد إكتملت أدواته ومفرداته , وآليات نظمه للقصائد , لأنه سيتحوّل إلى صنّاع شعر بمواد أولية مخزونة في ذاكرته.

 

ولا أظنه قد أثر المحيط به وغيّر آليات نظمه للشعر ومَعجميته بهذه الأشهر القليلة , مهما كان المشهد غريبا وعجيبا بالنسبة له.

 

فالشاعر البدوي يبقى بدويا في ألفاظه , كالشاعر الشعبي الذي تبقى مفردات شعره ذات طبيعة شعبية.

 

والمقارنة ما بين القصيدتين , كالمقارنة ما بين الأرض والسماء , فجزالة القصيدة الثانية بأنغامها وعذوبتها وصورها وبلاغتها ومفرداتها وتأثيرها في النفس والروح والذوق , لا يمكن مقارنته بالقصيدة الأولى بأي حال من الأحوال.

 

فالأولى تنم عن ضيق إبداع وفقر بلاغي , وضعف في خزين المفردات والتعبير عن الصورة الشعرية , وقلة الجمال الفني , وكأنها لم تنطق بلسان شاعر , فلا يمكن لشاعر يكتب القصيدة الثانية أن يكون بهذه السذاجة , وعدم القدرة على تقدير الموقف والإحساس بالمحيط الذي هو فيه.

 

كما أن طبيعة الشاعر العربي مهما كانت بيئته , أمام الخلفاء يكون ميالا للمديح المطلق الذي يُخرج الممدوح من أفق البشرية , ويضفي عليه صفات خيالية , وهذا شأن شعر المديح على مرّ العصور العربية.

 

ومن الواضح أن هناك تشويه للشاعر والخليفة , فالصورتان لا تتفقان ولا تتطابقان , ومن المرجح أن تكون القصة ملفقة وغير صحيحة , وإنما أريد بها النيل من الخليفة والشاعر.

 

وهكذا فأن القصة لا تحقق الإنسجام , ولا تتفق مع التقاليد والأعراف السائدة عندما يتم تقديم شاعر للخليفة لأول مرة , خصوصا وأن المتوكل كان له شعراءَه وعلى رأسهم البحتري , الذي لا بد لأي شاعر يتقدم إلى مجلسه أن يُجاز من قبله , وإلا سيتحمل تبعات ما سيقوله.

 

 

 

اقرأ ايضاً

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.4648
Total : 100