لماذا يبحث المرء دائماً عن الاتصال، وعن الرغبة في تحقيق بعض المفاهيم القديمة عن العلاقات الإنسانية، ولماذا يبحث الرجل عن المرأة دائما؟؟ هل إن السبب كامن في خصوصية الرجل، أم انه جزء من الركام الحضاري الذي ترك بصماته في عقليه الرجل فغدا باحثا عن بديلة بدلا من البحث في مدارك ذاته عن مكنونه الإنساني.
فنزوة اللقاء مع المرأة تدفع الرجل إلى التفكير جديدا وضمن اطر إنسانيه معقولة للتحري والنظر عن كيفية تفريغ هذه النزوة وهذا لايتم الا بالاتصال المباشر مع المرأة. واذا كانت النزوة هي التي تحرك كوامن ذات الإنسان وتحركه باتجاه تحقيق ذاته من خلال بناء صروح جديدة لعلاقات إنسانيه جديدة فلابد ادن من معرفة ان الإنسان الراجح العقل والصواب هو الإنسان الذي يستطيع أن يربط ربطا مباشراً بين دوافع الإنسان الغريزية وبين هدف أساسي يضعه في مصاف حياته ويتحرك لتحقيق ما يصبوا اليه من خلال دمج هذه الدوافع مع الأهداف الأساسية لمسيرة حياته، وبعدها التفكير جديا في وضع صيغ سليمة صحيحة للحياة.
فالدوافع الصحيحة هي التي تدفع المرء للبحث المتواصل عن امور مهمة في الحياة قتلا للرتابة والملل والوحدة. والوحدة هنا في الأساس النظري التي تجعل المرء الانفراد مع ذاته ودخول النفس البشرية معترك الصراع بين(الأنا) ، وبين (الهو) ، هذا الصراع ناتج من التفكير المنطلق من فراغ، من أساس وهمي هذا الأساس هو التجرد من الهدف لاجل سيطرة (الهو) على (الانا) وتلك مشكلة تقود الإنسان الحائر في الوحدة الى المفاهيم من معناها الحقيقي الواقعي الفعلي الموجود على الارضية الإنسانية، فملأ فراغ الإنسان هو أساس الاستقامة في الحياة.. لان هذا الفراغ يدفع المرء التفكير ضمن صراع الكبت المكبوت، وتكون النتيجة دائما ليست في صالح المرء، لان المنظور الثقافي هنا ينتحر لحين تهدئة الحالة الإنسانية النابعة من الفراغ. ان الابتعاد عن التفكير في جدية البحث نحو الوصال يدفع المرء ومن خلال حواره مع نفسه للتقصي عن بدائل.. وهذه البدائل قد تكون محرمه وقد تكون شاذة فالنظر الى المرأة بمنظار أن تكون ربة بيت ممتازة وطاهية جيدة وخياطة ماهرة، يدفع الرجل للتحري عن بديل لسد مركب النقص في ذاته وبعدها سيطرة الهو على الانا العليا، ويتجه المرء الى الوصال والاتحاد فوراً.. فيتم تحرك الهو الى عمل النفس العليا لملء مركب النقص وبالتالي يذهب باتجاه المرأة ولكن اية امرأة؟! .
المرأة التي استهوى منها المكياج والملابس الأنيقة والعطر، وغيرها، المرأة التي تبتسم وتضحك وتكون ممتزجة بين البراءة حينا وبين نقص ذات المرء حينا آخر، فتلك الحالة تتم فيما لو كان بلا شعور في كوامن الإنسان خال من الهدف الإنساني النبيل الصادق وهو بناء صرح المحبة والتسامح والاستقرار.
ان فقدان النفس العليا في ذات الرجل وإثناء التفكير المجرد يدفع الإنسان للتقصي عن مسببات وجود الإنسان كالتفكير في انجاب الأطفال وتكوين أسرة. وهذه الوضعية هي من محض الوجود وذلك لتحرك الإنسان ضمن الأطر التي تتحكم في ذاته وهي النقص الواضح في شخصيته الإنسانية نتيجة تربيته الخاطئة الأولى: ان ملء هذا الشعور هو الذي يدفع ويوجهه الإنسان للتفكير مرة ثانية في الإنجاب وذلك لإسناد موقفه في اللاشعور. اما المرء المتوازن الشخصية من الناحية النفسية نوعا ما يفكر في إيجاد أوضاع حديثة بعد الزواج ، فالتفكير بتكوين الأسرة يتم بعد وضع كل مبررات الوصول موضع التنفيذ وذلك من اجل تحديد حيوية الانا العليا والخوف من سقوطها في حبائل الانا الدنيا وبعدها الانهيار امام الواقع وسقوط الهدف الذي تصبو اليه مخيلة الإنسان .
أما وضع المرأة قبل الوصال فأن عاطفتها تدفعها باتجاه سحب البديل الرئيسي لحياتها والتضحية بـ(الانا العليا) بعد الاستقرار والثبات من وضع غمرته قيم الطفولة والبراءة الى وضع انساني جديد على أساس ان الحنان يمكن ان يغمر ذات الإنسانة ويجعلها منطلقا لحياتها الجديدة.
إن المرأة في هذه الوضعية تستميت من اجل إبقاء هذا التوازن الجديد في كوامنها الداخلية وبذلك سوف ينمو لديها نوع من النزعات المختلفة تبدأ بالتضحية تدريجيا. التضحية بحقوقها ورغباتها وميولها من اجل تثبيت سعادة الرجل الذي ارتضى بها، وتستثار لديها أمورا تخرج الانا عن طوعها وتقترب كل القرب من وضعيتها الجديدة الغير مثارة الامر الذي يؤدي الى تخبطها .
فتفقد توازنها الشخصي وتتصرف بامور حيناً وتناقضها حيناً آخر، تلك الازدواجية لابد وان يكون لها منفسا واقعيا هو وضعيتها المختلفة مع الرجل وتجعل نفسها اسيرته او عبدة له او خادمة، وهي طاقة كبرى ايضاً.
وهنا … ان العشق الزوجي والذي تكون المرأة جديرة ببنائه لابد وان تكون حريصة على تكوين شخصيتها المستقلة وعلى مساواتها المطلقة مع الزوج في حقوقها وواجباتها : وهناك نموذجان للنفس البشرية في هذا المضمار…
النموذج … اذا كانت (الانا العليا) للرجل مشحونة بمواقف ادبية جددت مسيرة حياته. فلابد ان تكون المرأة في وضعية متناقضة، أي ان اللاشعور لديها مشحونة بالحب والحنان. فهنا يتم الوصال نحو السعادة ويتم دمج شخصية الرجل والمرأة بشخصية الذكر والانثى وذلك مفتاح السعادة لان احدهما مكمل للآخر ويكونان بذلك جسد واحد ولكن يظهرين بمفهوم (الانا الدنيا) وجسد واحد ولكن بعقلين بمفهوم (الانا العليا).
النموذج .. اذا كانت الانا العليا للرجل مشحونة بالامور الدالة على الركام الثقافي المبعثر، غير المبرمج فيما لو تم الوصال مع امرأة سيطرت الانا العليا لديها على الهو وتحركت نحو بناء شخصية مستقلة متكاملة متوازنة . فإن الانفجار او الانهيار الإنساني سوف يتم عاجلاً او آجلاُ لتصادم الانا العليا لدى كل من الرجل والمرأة وعدم وجود بديل للتعامل معها لكونها(ذكراً وأنثى). وسوف يكون استخراج هذا البديل بممارسة الوصول نحو بناء السعادة المزعومة ويكون هذا الاستخراج على حساب شخصية المرأة()، وأخيرا يتم سحب مواقف انسانية من الانا العليا في مخيلتها ووضعها في اللاشعور لديها لكي تتصادم مع ما بذاتها من قيم نبيلة صادقة الهمة.
واولا : أقول :
المرأة مخلوق نادر، وليست كل أنثى امرأة، ولو أن حواء كانت مجرد أنثى لما استطاعت اخراج آدم من جنته .
مقالات اخرى للكاتب