ان الخير والشر ، تعرف بسمات دالة ، كما قالت العرب في امثالها (تخبرُ عن مجهولة مرآته).
فسمت الخير : الدعة والحياء، وسمة الشر : القحة والبذاء، وكفى بالحياء خبراً، أن يكون على الخير دليلاً، وكفى بالقحة والبذاء شراً، أن يكون الى الشر سبيلاً.
وقد روى حسان بن عطية، عن أبي أمامة، قال: رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم): الحياء والعي شعبتان من الايمان، والبذاء والبيان شعبتان من النفاق)، ويشبه العي في معنى الصمت والبيان في معنى التشدق ، وكما جاء في الحديث الاخر (ان ابغضكم الي الثرثارون المتفيهقون المتشدقون).
وقال بعض الحكماء : (من كساه الحياء ثوبه، لم ير الناس عيبه).
وقال بعض البلغاء: (حياء الوجه بحيائه، كما ان حياة الغرس بمائه) . وقال بعض العلماء: (يا عجبا كيف لا تستحي، من كثرة ما لا تستحي، وتتقي من طول مالا تتقي). والحياء من كمال المروءة وحب الشكر.
وقال بعض الادباء : (من عمل في السر عملا يستحي منه في العلانية ، فليس لنفسه عنده قدر).
وهذا النوع من الحياء قد يكون من فصيلة النفس، وحسن السريرة، فمتى كان حياء الانسان من وجهة الثلاثة فقد كملت فيه اسباب الخير وانتفعت عنه اسباب الشر، وصار بالفضل مشهوراً، وبالجميل مذكوراً، فان اخل من وجوه الحياء، لحقه من النقص باخلاله بقدر ما كان يلحقه من الفضل بكماله.
مقالات اخرى للكاتب