حاولت ان احتفظ بمشاعري فهناك مواقف تحتاج لصبر لاحدود له,وهناك مواقف تجعلنا نكفر بكل شيء أتمنى أن تعذروني على هذه اللغة ..فالذي وصلنا إليه من المشاكل لايطاق ..كانت الساعة تشير للرابعة عصرا ..وكان علي ان التحق فورا بدائرتي لصدور امر بالانذار هذا هم أخر بضاف الى همومنا التي تتوالى يوما بعد آخر في عراق ..أمريكا واسمحوا لي أن أطلق هذا الكلام كون كل شيء يتحرك بالإشارة من بوصلة أمريكا ..لقد صنعت لنا تماثيل للعبادة ولاريب وخلقت ظروفا سياسية جعلتنا نمقت كل شيء ..الحرية لإمكان لها هنا في ارض كانت تسمى بلاد الرافدين.القتلى كل يوم تزفهم السيارات الحديثة ..والأهل يستأنسون بالكذب ويكذبون على أرواحهم …عند فقدهم عزيزا ..هذا هو حالنا السياسيون ينظرون للفقراء من خلال زجاج سياراتهم المظللة بدموع الأرامل والأيتام ..ذات يوم قلت ان هناك ثورة سيقودها الفقراء ..وضحك بعض الأصدقاء من كلامي هذا ..اليوم ثبت للجميع ان الثورة بدأت الآن ..فلامناص من ايجاد الحلول السريعة لإيقاف هذا التدهور الحاصل في كل شيء ..كانت الساعة تشير للرابعة ..لكنه كاد يتسبب لي بحادث كبير صاحب الستوتة الذي كان يطلق موسيقى ..لتعطي إشارة للجميع ..بوجود بائع الغاز المتنقل ..حمدت الله كثيرا لأنني كنت يقظا على الأقل في هذا الوقت فدائما أنا خارج حدود التفكير ومشغول دائما بأوضاع العالم فلست لا اعي مايدور في بلدي أضف الى ذلك الصحة التي تتدهور يوما بعد آخر بسبب هذا السوفان اللعين والانزلاق الغضروفي الذي لم أجد له العلاج حتى الساعة ..كان علي ان اجتازه .. لكن حظي العاثر اوصلني لمكان تجمع ماء ترميه بعض المطاعم على الشارع الرئيسي وقد تجمع الماء بكثرة .. في هذه الحفر فالشوارع مبلطة بعناية وضمن قياسات دولية ..ماشاء الله ..فكان ان تم نشر بعض قطرات الماء على جسده وتبلل قليلا ..وهو على دراجته .. ليخرسني بكلام اتعبني كثيرا (رحمل الله والديك جزاك الله إلف خير) يالله سامحني لم اقصد طبعا ..ان أقوم بهذا العمل أبدا .. قررت التوقف والاعتذار اليه وانحنيت له تقديرا لروحه ألمرحه العذبة… لكنه قدم شكره لي واعتذر وقال لي بالحرف الواحد (محالل وموهوب) الفقراء دائما هكذا يحملون الروح الإنسانية ..لم اتركه حين تفاجأت أن احدى قدميه مقطوعة وانه معوق فكم لعنت اليوم الذي جئت به للدنيا ..معوق يعمل برجل واحدة وعلى ستوتة من اجل لقمة العيش التي يسرقها السياسي كل يوم اللعنة عليكم ..واللعنة على هذا الزمان الذي جاء بكم .. اعتذرت إليه وسقطت دمعتي دون علمي تأكدت إنه شاهد هذه الدموع …قال لي بالحرف الواحد كم أنت إنسان …تمنيت ان السياسيين مثلك يبكون على الشعب وحالهم ..قلت له لاعليك ياصاحبي الثورة قادمة بإذن الله ..وهي تطرق الأبواب الآن ..انحنيت له ونزلت من سيارتي أمام رجل المرور لأقبله بجبينه واحمل حزني ..وامضي لشرودي الدائم
مقالات اخرى للكاتب