تعمدت الاطالة في عنوان هذا المقال , حتى اجذب عدداً اكبر من القراء ليطلعوا على ما اريد ان اقوله وأكتبه وما اتطرق اليه , لأهميته ومساسه المباشر بحياتنا , وحساسيته كموضوع يخص مجتمعا محافظاً كالمجتمع العراقي , لعله’ يجد صدى اومحاولة للعلاج ومواجهة هذه التصرفات التي اصبحت شائعة جدا في شوارعنا .
فطريق عودتي من العمل , يمر في شارع فيه مدرسة للبنات , فاشاهد بعيني مايخدش سمعي ويرتد منه الحياء خجلا , فاتذكر شعر الفارس العربي عنترة بن شداد المعروف بشجاعته وفروسيته واخلاقه النبيلة وهوينشد .
وأغض طرفي مابدت لي جارتي،،،،، حتى يواري جارتي مأواها
أني أمرؤ سمح الخليقة ماجد،،،،، لا أتبع النفس اللجوج هواها.
صور سلبية
لا اريد ان اسلط في مقالي الضوء على هذا الصور السلبية التي تحصل من قبل الشباب في هذا الشارع أوغيره من شوارع المنطقة , من أقوال اوافعال اوتصرف ولا من هيئة , لكوني اعلم ان كل هذه التصرفات معروفة مسبقاً لدى الجميع وحتى لاتكون دعاية مجانية لها , ولا حتى يكون موضوعاً مثيرا في جانب لا اريده , بقدر ان اطرح المشكله واجد لها الحلول .اولاً اريد ان اوجه خطابي واقول لكل شاب موجود في هذا الشارع , تذكر انك قبل ان تسيء الى احد فانك أسأة الى نفسك اولاً ( وهذه النظرية ليست مثالية ولكنها شيء واقعي ) فسلوكك دليل عليك ( وسوف تقول كيف ذلك ؟! ) ,ساضرب الامثله لك على ذلك .طبعا لن اقول لك انك تمتلك اختاً ولن اقول لك انك تمتلك بنتٍ ولا انسانه تعتز بها اوتخاف عليها وهي قريبة منك أومقربة منك , تخاف عليها اوتغار عليها .
ولن اقول لك انك تلوث بنات الناس حتى تصبح اقل ثقة بمن ستختارها زوجة لك اومن سيختار غيرك زوجة له.ولن اذكر لك قانون الله الثابت على الارض ( كما تدين تدان ) فالرجل مهما كان عمره سياتي عليه يوماً سيتزوج ويكون عائلة قد تتعرض لما يتعرض له الناس الان , ولن انحاز الى كلام الدين واقول لك ( هل ترضاه لأختك ؟! لبنتك ؟! لعمتك ؟! لخالتك ؟! فان الناس لاترضاه لها ) .ولن اعرج على ( حب لاخيك ما تحب لنفسك ) لانك لوتحب جارك اوصديقك اوالناس , ماتصرفت هكذا من خلفهم اوبعيدا عن ابصارهم وعلمهم .ولن نتكلم عن المنظومة الاخلاقية والاجتماعية التي انهارت في مجتمعنا , وواجب الاهل والاباء والامهات في التربية والمتابعة بل حتى في اختيار الاصدقاء والرفقاء الطيبين الخلوقين .ولا العقوبات والقوانين المشرعة لمواجهة هذه الحالة , ناهيك عن الاعراف العشائرية والتقاليد الاجتماعية التي ستطولك مهما كان تماديك في الموضوع وستدخلك انت واهلك بمشاكل لاغنى لك بها تنسيك فرحة التصرف الذي قمت به .ولكني احب ان اشير لك الى دراسات في علم النفس اجريت على من يقوم بهذه الافعال , ووصفته بالسلوك المرضي الذي يعاني صاحبها من مشكلة أو( عقدة ) في نفسيته تجعله لا يستمتع بحياته الا بعد ان يقوم بهذه التصرفات الغير سوية .فنجد ان علم النفس بحث في اتجاهات عديدة كانت كلها تخص الدوافع والسلوك , فلوأخذنا مثلاً ما وضعه عالم النفس الشهير ( إبراهام ماسلو) وهوعالم نفس أمريكي , صاحب نظرية (تدرج الحاجات ) أوما يسمى ( بهرم الاحتياجات ) ركز فيها بشكل أساسي على الجوانب الدافعة والمحركة للشخصية الإنسانية. حيث قدم ماسلونظريته في الدوافع الإنسانية ( Human motivation ) حاول فيها أن يصوغ نسقاً مترابطاً يفسر من خلاله طبيعة الدوافع أوالحاجات التي تحرك السلوك الإنساني وتشكّله , فوضع فى قاعدته الاحتياجات الأساسية (أوالبيولوجية) الطعام والشراب والمسكن والجنس ، ويعلوها الاحتياج للأمن ويعلوه الاحتياج للحب، ويعلوه الاحتياج للتقدير الاجتماعي، ويعلوه الاحتياج لتحقيق الذات، وتعلوه الاحتياجات الروحية. فإذا فقد الإنسان أحد هذه الاحتياجات أوبعضها أوأغلبها فإنه يسعى لإشباعها من نفس نوع الاحتياج إن وجد أومن احتياج آخر أعلى أوأدنى حسب ما يتاح له. فمثلا إذا فقد الإنسان الحب أوفقد التقدير الاجتماعي أوفقد القدرة على تحقيق ذاته ، أوفقد القدرة على التواصل الروحي فإنه ربما يلجأ إلى التحرش أوالانغماس فى الجنس أوالقمار أوالمخدرات فى محاولة منه لسد فجوة الاحتياج المفقود .
وليس اخيراً ان التحرش سيتأصل في نفسية المتحرش , حتى انه من الممكن ان يعكس هذا التحرش في داخل عائلته اوبيته نتيجة الكبت الذي يعيشه ويسلط هذا السلوك على من حوله حتى لولكن من نفس من اقربائه , لذلك تعاني المجتمعات التي ينخر بها هذا السلوك ( زنا المحارم والعياذ بالله ) .
جوانب المشكلة
أننا الان مطالبون بالحلول بعد ان كشفنا جوانب المشكلة , فهناك حلول كثيرة ممكن مواجهة التحرش بها , تؤدي الى فائدة لشخصية الشاب ولموقعه الاجتماعي وماكنته بين اقرانة واهله . وحتى لا ينعكس هذا السلوك ليتحول الى نقطة للفشل في الجوانب الاجتماعية أوالدراسية اوالعملية , ويكون هناك طوق للنجاة من هذا الغرق .
أن افضل شيء لمواجهة هذا الكبت اووقت الفراغ للشاب هوأشغاله بمحتوى مفيد ي , فيبعده عن الشارع والمغازلة والتحرش , بهواياته المحببة لنفسه والتي يجيدها , كممارسة الرياضة اوالقراءة والمطالعة , والنشاطات الاجتماعية التي تعكس جوانب الخير من تكافل ومساعدة وتزاور , وكذلك اقامة الفعاليات والنشاطات التي تخدم المجتمع وتطور مسيرته الانسانية .
وطبعا لا ننسى جانب الالتزام بالعادات والتقاليد لمجتمعنا العراقي المحافظ والسلوك الديني القويم الحقيقي والاخلاق السمحه لتعاليم هذا الدين العظيم , والشعور الانساني النبيل الذي ينظر الى المراة كانسانة لها حقوق تحيى بها كريمة عزيزة من دون اي انتهاك لحرمتها .
مقالات اخرى للكاتب