في ظل الوضع الراهن الذي يمر علينا كبلد سلط الله عليه المحن ، فكان كمن كثرة عليه السكاكين من كل حدب و صوب ، تنغرس في جسده النازف الممزق ، المتعب من عذابات هذه السنين الغادره ، التي تريد النيل من كل شيء فيه ، حتى من حجارته و أشجاره ، من حضارته و أنهاره . تحضر على لساني دائما الامثال الشعبية البغدادية القديمة ، كجزء من ذاكرتي التي ترتبط مع الحدث بسرعة و بانفعال عالي حالي كحال معظم العراقيين الذين يقفون عاجزين بالتعبير عن الوصف . فالامثال هي من ضمن الموروث البيئي او الثقافي للمجتمع ، ترتبط ارتباط جذري و عميق معه. كما يستخدمها أهلنا في القياس على الحالات التي تمر بهم في هذه الحياة ، كنتاج لتجارب معينة من تجارب الاخرين او القصص الاسطورية او ما تناقلته الحضارات و الشعوب . وقد تكون استخدام هذه الامثال من باب السخرية و التهكم ، او من باب مرارة التجربة و الالم . ومنها ما قد يذهب و يصبح حكمة تتداولها الاجيال يوما بعد يوم .و لما للامثال من واقعية وصلة رمزية للحالة . و هي غنية و دقيقة التعبير ، بصورة تكون كافية لتسد هذه الثغرات في حالة العجز عن الوصف او العجز عن التعبير الدقيقة . حتى انها أصبح شعارات تنطلق منها الافعال في كثير من الاحيان و العقود السابقة ، ايام كان العراق يمسي و يصبح على انقلاب او تغيير في السلطة . ونحن نعيش هذه الايام ، اردد مع نفسي المثل البغدادي المشهور ( كام الداس ياعباس ) حتى اصبح المثل الاكثر استخداما من ترسانة الامثلة ، الموجوده في جعبتي . فرغم اني سمعته لاول مره عندما كنت صغير ولم أكن ادرك معناه جيداً في حينها . الا اني بدأت اعرف بمرور الوقت مدلول هذا المثل ، الذي يضرب حاله حال بعض الامثال البغدادية ، التي صورت الشخصية السايكوباثية وهي التي لاتعير الواقع الاجتماعي اهتماما ولايقف بوجهها الا الشدة واللين . وهي دلالة على انفراط عقدها وتحولها من سيرها المنتظم الى الفوضى و العبثية حتى تصبح غير واضحة المعالم او معروفة النهاية و العواقب ، وغير محمودة النتائج
مقالات اخرى للكاتب