من يقنع (ألمتأسلمين) ان خطابات الكراهية هي الأكثر رواجاً.. هي خطابات جبانة.. تقف بين أنصارها وتعلم أنها ستكسب التكبير والتهليل والتصفيق.. جرّب ان تتحدث بمحبة وتسامح عن (الطائفة) الأخرى.. هذه تحتاج إلى شجاعة..!
خطابات الكراهية تتمدد أفقياً وعمودياً وتسيطر على كافة الجهات والمنابر.. تنسى كل خصم تاريخي لك، ولا ترى إلا خصمك الطائفي.
ما اروع ان يكفوا من خطاباتهم وعنجهياتهم وتهديدهم ووعيدهم بالقتل بالكواتم والمفخخات ونهب الثروات والاقصاء والتهميش وقطع الارزاق والاعناق.
ماروع ان يكف هؤلاء عن تفجير الجوامع والحسينيات والكنائس وقتل الابرياء بالشوارع والملاعب الرياضية والذبح وقطع الرؤوس ورمي الناس من فوق السطوح واثارة النعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، خاصة ونحن على ابواب شهر الطاعة والمغفرة عسى ان يفغر الله ذنوبهم وما اقترفت اياديهم من قتل ونهب وتدمير باسم (الدين) وما اروع ان يتوقفوا من طلب المساعدة الامريكية للتدخل في شؤون بلدانهم وان يقرؤوا قل هو الله أحد و المعوذتين ويبخروا ثيابهم ولحاهم ببخور وعطر الرحمة في شهر الرحمة والمغفرة وان يعلنوا التوبة النصوح.
ليست مشكلتنا نقص العلماء، ولا قلة الوعاظ والخطباء، وليست حتى في تقصيرنا بأداء العبادات، فلا توجد امة تلتزم أمورها التعبدية مثل امتنا الإسلامية، التي تؤدي الفرائض والعبادات وتتخلى عن ترجمة الحكمة منها في واقع حياتها. فنحن نصلي ونصوم ونحج و........ ثم نسرق ونكذب ونرتشي ونغش ونسب ونشتم ونحرض على القتل واثارة الفتن و..... ونفصل بين العبادات والمعاملات، مع أننا نقرا ونردد دائما "أن الدين المعاملة". ونقرا قوله تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي " ونقرا حديث نبينا الكريم " من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له". وهذا دليل قاطع على أن هناك حكم عظيمة نتعلمها من العبادات وليست مجرد طقوس وحركات روتينية نقوم بها ... فليس الله بحاجة هذه الطقوس والحركات إن عجزت عن التحول لسلوك في حياتنا.
فالعبادات كلها تصب في تهذيب السلوك الإنساني، ولا قيمة لها إن لم تفعل ذلك، ويمكن اعتبار العبادات مدارس نتعلم فيها إدارة حياتنا...وان نرفض ونشجب كل مايحصل من قتل وتدمير وسرقة المال العام في وطننا العربي وفي عراقنا الجريح الصابر المحتسب حيث نرى ونسمع يوميا من اعمال اجرامية تطال الابرياء هنا وهناك من اناس لبسوا ثوب الدين وتستروا به زورا وبهتانا ،والا ماذا نقول: على من يفجر نفسه في جامع او حسينية او ملعب كرة قدم كما يحصل في بغداد والمحافظات او رمي اطفال من فوق سطوح البنايات كما يحصل في مصر ومن قتل وذبح ممنهج مثلما يحصل في سوريا اليوم وكذا الحال في لبنان وليبيا واليمن وتونس والسودان..!!اليس هذه البلدان اسلامية؟ واليس من يقوم بهذه الاعمال الاجرامية هم من (المتأسلمين).؟
ما أجمل أن يعيش العبد في هذه الدنيا وهو يحصد الخيرات في مواسم الطاعات ؛ فهذا شهر رمضان بإهلاله تفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين، وينبغي على المكلفين من الإنس والجن المبادرة والمسابقة والمسارعة في فعل الطاعات وترك المنكرات، والمهاترات والتهديد والوعيد واللجوء الى التسامح والصدق مع الله ومع النفس ومع الاخرين، وهذا الموسم المبارك فرصة عظيمة لتجديد الحياة بالإيمان والتماس رضى الرحمن – جل جلاله – والتقرب إليه بالطاعات ومن أعظمها بعد أداء الفرائض الحرص التام على قراءة القرآن العظيم بالتدبر وتحريك القلوب عند قراءته وسماعه، وكان الصحابة – رضي الله تعالى عنهم أجمعين - إذا اجتمعوا وفيهم أبو موسى الأشعري يقولون : (يا أبا موسى اقرأ علينا) فيقرأ وهم يستمعون، وعن عبد الله بن مسعود – رضي الله تعالى عنه - قال: قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : (اقرأ عليَّ). فقلت : يا رسول الله، أقرأ عليك وعليك أنزل ؟! قال: (نعم، إني أحب أن أسمعه من غيري)، فقرأت عليه سورة النساء حتى أتيت إلى هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيدًا)، قال: (حسبك الآن) فالتفت إليه فإذا عيناه تذرفان، ما اروعه من تعبد ومن ايمان في شهر الطاعة والغفران.