Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
رســـالة مفتــــوحة فــي لحظـــــة انغـــــــلاق
الاثنين, آب 11, 2014
عبد الزهره زكي

دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي المحترم

أتحدث إليك برسالة مفتوحة مدفوعاً بثقتي المطلقة باستقلاليتي عن أي انحياز لأي طرف سياسي عراقي وعن أية مصلحة سياسية أو سواها، أتحدث بصفتي الثقافية الوطنية والديمقراطية، وهي صفة تملي على كل من يتمسك بها مسؤوليات القول بما يرضي الضمير وبما يراه الضمير مصالح إنسانية ووطنية وشعبية ويحض على حفظ هذه المصالح وصونها والتقدم بها.

أتحدث إليك لأني دافعت، وبمنتهى الحياد والاستقلالية أيضاً، عن حقك الدستوري في الترشح لرئاسة الوزراء ورأيت أن (منعك) وليس اقناعك بعدم الترشح هو خطأ ستترتب عليه أخطاء كثيرة، لكني قلت أيضاً إن (اصرارك) على الترشح، من دون اقتناع شركائك، هو الآخر خطأ كبير ستترتب عليه أخطاء أكبر، وسيكون على الشعب والعراق في الحالين دفع ثمن هذه الأخطاء.

الحديث عن حق دستوري، يا دولة الرئيس، هو حديث قابل للجدل والاختلاف في ظرف مثل الظرف العراقي وفي بنية سياسية وأمنية شديدة التعقيد واللبس، ولا مجال هنا لتعداد الحالات التي جرى فيها التعامل بـ (مطاطية) مع (الحق الدستوري) خلال سنوات العملية السياسية ولحظاتها الحرجة، وما أكثرها، وهي حالات بقي الشعب ونخبه المختلفة ينظرون فيها بتفهم لتلك المطاطية والتعامل معها كمرونة لابد منها لتجاوز اختناقات قاتلة مرت بها تجربة السنوات الأكثر من عشرة، وهي سنوات عمر الديمقراطية الفتية التي يريد العراقيون بناءها والمضي بها في واقع عاصف ومتقلب الأنواء.

ما الذي نفعله حين يكون التمسك بالحق الدستوري والشرعية الدستورية مدعاة لكوارث نعرفها ونتوقعها وبالتأكيد هي متوقعة ومعروفة من قبلكم؟ ألم نضع، كما تضع جميع الديمقراطيات في العالم، الدستور من أجل تأمين تعايش المصالح المجتمعية ومن أجل وضع مبادئ عامة لتعزيز الحياة والحريات والكرامة في دولة تريد أن تكون في حضارة العالم المعاصر؟ ما الذي نعمله حين نواجه أزمة اختيار بين الالتزام بالشرعية الدستورية (بما يفرضه هذا الالتزام من تحديات خطيرة) وبين اللجوء إلى (المرونة) في التعامل مع هذه الشرعية حين تكون هذه المرونة وسيلة لتفادي مخاطر التحديات؟
منطق العقل وبداهة الحياة يمضيان إلى المرونة حتماً، وهذا هو أسوأ خيار اضطراري، ولا بأس في تجريب السيئ ما دام ضرر الأحسن أكثر فداحةً مما نتوقعه ناتجاً عن اعتماد السيئ.

لا ينبغي يا دولة الرئيس أن نعمل بمبدأ (المرونة) حين تكون المرونة وسيلة لتأمين مصالح شخصية أو حزبية أو قومية أو مذهبية بينما نعمل على تبشيع هذه المرونة ونصورها (كفراً دستورياً) حين تتعارض مع واحد من تلك المصالح.

إن دولتكم رجل أساس في العملية السياسية، ولثماني سنوات كنت الرجل الأول فيها موقعاً ومسؤولياتٍ، وتعرف أن ما سميتموه بـ (التوفق السياسي) هو مبدأ للعمل لابد منه، ولقد دفعنا كعراقيين أثماناً فادحة لاعتمادكم هذا المبدأ الذي كان عملياً لا يتعدى كونه تسمية مهذبة لمبدأ سيئ وهو (المحاصصة) التي افقدتنا الكثير. لقد قبلنا، كعراقيين، بتلك الأثمان، وكان قبولنا بذلك مدفوعاً بأمل ما، أمل غامض من أجل اجتياز مرحلة وعبور ظروف، وقبلتم به أنتم، كقوى سياسية، مستفيدين من مكاسبه وغير متحركين مع الأسف من أجل تقليص مضاره حتى تحول التوافق/المحاصصة إلى ضرورة تقرب من (القدسية الدستورية)، وبفعل هذا المبدأ منع سلفكم السيد الجعفري من بلوغ رئاسة الوزارة وبه وبفعله أصبحتم رئيساً للوزراء.. أفهل يجوز الآن التنكر لهذا المبدأ الذي أؤكد أنه مدعاة لتكثير المشاكل ما دام بصيغته العراقية المعتمدة.

لا ينبغي ذلك، فضرر التنكر له الآن أكبر بكثير من استمرار العمل به في هذا الظرف.
أدعوك وأرجوك يادولة الرئيس أن تبادر من أجل فك هذا الاختناق الذي وضعتمونا جميعاً فيه، ولا حل إلا منك.

المرات القليلة التي التقيتك بها تسمح لي بالتأكيد هنا، بلا مجاملة ولا تزلف فلا مصلحة لي سوى مصالح شعبي، أن جانباً طيباً وإنسانياً ونبيلاً في شخصيتك هو ما يسمح بالتعويل على أن تكون مبادراً إيجابياً في الانتهاء من هذه المحنة التي نواجهها، كشعب، معكم بينما البلد يحترق والمدن تتمزق ومصائر الملايين تتهدد.

أنا أدرك تماما أن اختيارك موقعاً آخر في عملية بناء العراق ومجيء أيٍّ كان من منافسيك لن يحل شيئاً من عقد كثيرة كانت تتضاعف كلما تقدمت بنا السنوات، ذلك أن الخلل بنيوي في جوهر العملية السياسية ودستورها ونظام أحزابها من جانب وهو محكوم بتآمر خارجي غاشم من جانب آخر، لكن لا بد من حل وذلك بما نحن عليه الآن لا بما نراه ضرورياً لوضع العراق نهائياً على الطريق الصحيح.

مسؤوليتنا كمثقفين وطنيين هي في أن ننبه إلى أن الديمقراطية الفتية بكل عاهاتها وأدرانها هي الثمرة الوحيدة لهذا الشعب المبتلى التي تبقت من تغيير ما كان لأحد يتمنى أن يكون وينتهي إلى ما انتهى إليه من مآل. لا ينبغي إفساد هذه الثمرة واتلافها.. لن يكون مدعاة فخر لأحد أن يكون سبباً مباشراً أو غير مباشر لتضييع الديمقراطية.

ليس بين منافسيك يادولة الرئيس من هو من خارج هذه العملية السياسية التي اشتركتم جميعا بوضع صيغها النظرية والعملية، كل منافسيك هم ممن شاركوك هذا وشاركوك ماضياً معارضاً، بل بعضهم لم يكن بالبعيد عن خياراتك الحزبية، وهذا ما يفرض عليك مسؤولية مضاعفة في ابداء المرونة التي لا بد منها من أجل انقاذ البلد وعدم الدفع به في اتون مستقبل مجهول.

لا مثلبة بل فخر لكم أن تتنازل عن حق شرعي لك، ولكن كعراقي اقول لك ولمنافسيك ولجميع القوى السياسية المحلية والجهات الدولية المؤثرة إنه يجب أن يكون تنازلك عن ذلك الحق مشروطاً بأن يقدم منافسوك ومؤيدوهم تعهدا بحزمة اجراءات مكتوبة وبضمانات دولية تسمح للعراقيين بالأمل في الخلاص من المحنة الأمنية ومن أزمات السياسة والفساد وتضعنا على عتبة أفق سليم.

لا ينبغي ان يكون تنازلك حلقة في سلسلة تنازلات أخرى وتفريط مستمر بالحقوق.. يجب أن ننتهي من هذا الحال، ويجب أن نفتح أفقاً للعراق وللعراقيين.
كلنا ماضون والبقاء للعراق ولما يتركه أي منا من أثر في صورة العراق.

لتكن الصورة بما نتمنى جميعاً أن يكون العراق عليه.

وفقكم الله ووفق الجميع إلى ما فيه السداد والصواب ومنفعة البلاد والعباد والسلام عليكم.

عبدالزهرة زكي

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.35438
Total : 101