في خطوة تصب في فحواها في ابعاث رسالة تحدي للشعب والمرجعية الدينية , والى السيد العبادي , وهي تدل بان جبهة الفاسدين انتقلوا من حالة الدفاع الى حالة الهجوم , واستيعابهم الصدمة والهزة التي احدثتها بداية الحراك الشعبي , بالتظاهرات الجماهيرية العارمة , التي غطت الساحات والمدن ومنها ساحة التحرير , بالاحتجاجات في المطالبة باصلاح العراق وابعاد الفساد والفاسدين , لكن تلكؤ السيد العبادي في تنفيذ الاصلاحات التي وعد بها الشعب , اعطاء نفس الى الفاسدين ان يقوموا بالهجوم المضاد , وفي استغلال ضعف وتردد العبادي الى حد الجبن والخوف والارتجاف , حتى بات يخاف من خياله , لذلك تيقنوا جراثيم الفساد باليقين الثابت , بان العبادي تنقصه الجرأة والشجاعة , لذلك لم ولن يتجاسر ان يخدش مشاعر الفاسدين حتى لو قليلاً , ولم يمضي في تنفيذ مسيرة الاصلاحات . لذلك ياتي قرار مجلس الامناء في شبكة الاعلام العراقي بتنصيب ( علي الشلاه ) رئيساً له . وهو يبعث رسالة دامغة الى الحراك الشعبي , بان جبهة الفاسدين من الاحزاب الاسلامية , صلبة وقوية وباستطاعتها اجهاض وتخريب التظاهرات الشعبية واخمادها , وهو اصبح هدف مقدس لا رجعة منه , فقد كان الرفيق ( علي الشلاه ) الابن المدلل لحزب الدعوة , بعدما خلع الزي الزيتوني , ولبس الثوب الاسلامي والمحبس والسبحة , ليسبح بحمد المالكي تعالى ( مختار العصر والمنصور بالله ) وعراب عودة حزب البعث الى مقدمة الواجهة السياسية , ومنحهم بالجملة وبالمجان المناصب الرفيعة في الدولة وفي قيادة حزب الدعوة , بعد ان اعطاءهم صكوك البراءة والغفران ومفاتيح الجنة , وخلع عليهم البردة الاسلامية , ليقودوا دفة سفينة العراق الجديد , تحت مظلة الاحزاب الاسلامية الفاسدة . كأن التغيير لم يحدث اطلاقاً , وان صدام حسين لم يعدم , انه حي يرزق بصاية ابناءه البررة , الذين خلعوا الجلد البعثي ولبسوا الجلد الاسلامي , لضرورة متطلبات المرحلة والظروف . رغم انوف الشيعة ومقابرهم الجماعية ومئات الالوف من الشهداء الابرار , انهم راحوا بكل بساطة على يد القائد المظفر المنصور بالله ( المالكي ) , راحوا ( بولة بالشط ) , وها يعود حزب البعث ليس من الشباك , وانما من الباب العريض المفتوح على مصراعيه لهم , ليحكموا العراق من جديد , حتى ليعم الخراب في كل زاوية منه , وما سقوط المحافظات الموصل والانبار ومدن ومناطق واسعة من العراق , إلا مسرحيات معدة سلفاً بالتنسيق الكامل مع رفاقهم في تنظيم داعش ( الواجهة العسكرية لحزب البعث ). اما الاحزاب الاسلامية ( الشيعية والسنية ) ماهي إلا كارتونات هزيلة , لا تحل ولا تنش ولا تهش ( خيال الماتة ) سوى فتح المجال لها بكل حرية وسهولة , ان تشبع شراهة شهيتها الجائعة الى الغنيمة والفرهود بالسحت الحرام , اما الشعب فمصيره اما الموت من التفجيرات اليومية , او الذبح من رفاق البعث في تنظيم داعش ,او الموت في البحر , او الاقتناع بحياة الذل والمهانة وفي عيشة الهوان وعقم الرجولة , وما يرمى من فتات الفضلات من رفاق البعث . انهم ينتقمون من الشعب , لانه هلهل وكبر بالفرح العظيم لسقوط البعث واعدام قائده العظيم صدام حسين , هذا هو حقيقة الواقع العراقي اليوم , ببناء صرح البعث الصامد والمنتصر على الشعب من جديد , وليس غرابة ان يدوس البعث ببسطاله الشعب ليزهقة بالحياة الجهنمية , دون رحمة وشفقة , بل بقلب فاشي وحشي , ولهذا السبب تعم الحرائق عموم العراق . لقد طالب الشعب والمرجعية الدينية من السيد العبادي ان يضرب بيد من حديد , والسيد العبادي يأكله الخوف والجبن , ولم يقدر ان يضرب بعصا من الخشب الرقيق , ولم يتجاسر على الاقدام خطوة واحدة في تنفيذ الاصلاحات , من هذا المنطلق , ليس غرابة ان يوصمه احد الفاسدين من قيادة حزب الدعوة ( حسن السنيد ) حيث قال عن العبادي بانه ( ساذج وعديم الخبرة ومتخبط ) وما على السيد العبادي , إلا ان ينتظر الطعنة الاخيرة من ( بروتس ) , اما قيادات الاحزاب الفاسدة , فالطريق مفتوحاً لهم بكل حرية , ان يهربوا من العراق , محملين بالحقائب الدولارية من المال الحرام , وهذا يحتم على شباب الحراك الشعبي , البحث عن تطوير تظاهراتهم الاحتجاجية , بالتفجير نحو انتفاضة شعبية عارمة , قبل ان تبتلعهم افاعي الفساد المالي الجائعة , وهي تعد نفسها بغرق التظاهرات بالدم والبطش لاخمادها , ان هناك ما يلوح في الافق من مؤامرات تجري في الخفاء ضد الشعب
مقالات اخرى للكاتب