صفحة - 3-
التنطيمات الجهادية!!!! التكفيرية هي الاهم في الناتج الجديد,فكان الفخ الجديد مجهزا بحكمة قل نظيرها في الدهاء والمكر..فتحولت مطالب الشعب العربي السوري بين ليلة وضحاها إلى شعارات طائفية وتوجهات اسلامية متشددة , تحمل مسميات مختلفة وأعلام متباينة , إلا انها في النهاية تشرب من منهل واحد ومن عين واحدة....استقطبت المقاتلين من كل بقاع العالم { للنفرة } كما يقولون ولانفرة بأراضيهم ؟؟ التي تضم القواعد الاميريكية والغربية , ولانفرة للاموال العربية المتكدسة في البنوك الغربية ,ولانفرة في ليبيا التي احتمت بطائرات الاتحاد الاوربي لنصرتها في قضيتها...
ومرة أخرى يقف الاعلام الاصفر وتقف الى جانبه القنوات المشبوهة في توجهاتها , وتشعل النيران في الحقول وتصب الزيت على النار ليل نهار,وتقلب بطون التاريخ وتستكشف مواضع العورة فيه ,وكأنها تستكشف مناجم الذهب والفضة والخيرات وتوزعها على الناس, وادت دورها كما أدته في العراق تماما وبحرفية كاملة. فيما حوصر الاعلام السوري في عقر داره واشتركت اوربا الدميقراطية في ذالك الفعل الاعلامي العدواني ,وهي ترى بالعين المجردة انخراط المنطقة بالفوضى الشاملة وتقطيعها أربا أربا .. وهو أمر محير من أوربا المتخوفة من صعود التيارات السلفية التكفيرية الى سدة الحكم والداعمة لها في آن واحد !!!
هنا قد أزفت ساعة الثأر التاريخي بين الاطراف المحتربة فيما بينها الآن والمتفقة فيما سلف على ما يجري في العراق , وادت الجغرافيا دورا مهما في اشتعال الفتنة الاهلية السورية؛ لان موقع سوريا الجغرافي تحت ظرف تداخلت فيه جميع الاطراف , هو موقع خصب لجميع انواع الاعمال المسلحة والمخططات الاقليمية والدولية ؛ وذالك للاسباب التالية :- .
أولا :-
من الجهة الشرقية للجمهورية العربية السورية , كانت الصحراء الغربية العراقية , تمثل حدودا غير آمنة تماما , ولاسيما بعد ما خبرتها المجموعات المسلحة اثناء تواجدها على الاراض السورية كمدخل رسمي للاراض العراقية , مع ضعف في أمكانيات الجيش العراقي من أجل حماية الحدود الغربية وانشغاله في الوضع الداخلي العراقي , فضلا عن سعة تلك الحدود الممتدة الى مناطق كردستان العراق وتركيا شمالا....
ثانيا :-
الحدود اللبنانية السورية ,وهي حدود غير آمنة في شمالها المتاخم للمناطق اللبنانية ذات الطابع السلفي السني والتي تضم بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينين , وكانت أحداث سوريا تمثل , تحولا كبيرا عند بعض التيارات السياسية اللبنانية , ولاسيما فيما يتعلق بحادث مصرع رفيق الحريري , فكانت كثير من التيارات اللبنانية المتخاصمة مع النظام السوري , ترى في أحداث اليوم فرصة تاريخية لاتعوض في النيل من النظام السوري ,ولاسيما أن هذه التيارات تتلقى الدعم المادي اللامحدود من أنظمة الخليج العربي و تطابقت توجهاتها مع تيارت أخرى من غير المسلمين على الرغم من علم الاخيرة بخطورة الحركات السلفية على الاقليات الدينية الاخرى وعلى السلم المدني في المنطقة وما جرى في العراق ومصر خير برهان على ذالك
فكانت الحدود اللبنانية في اقصى شمالها مرتعا مهما لعبور المسلحين وصفقات السلاح , علانية يقابله صمت حكومي واضح الاهداف. والى الجنوب من تلك الحدود لم يشاء المسلحون السوريون فتح جبهة قتالية مع أنصار حزب الله اللبناني ؛ لاسباب كثيرة في مقدمتها عدم تشتيت الجهد العسكري , والمعرفة الاكيدة بنتائج اي صدام مسلح مع قوة عسكرية من مثل حزب الله اللبناني , على الرغم من الانباء شبه الاكيدة التي تقول بتوغل حزب الله في القرى السورية المجاورة و خاصة الشيعية منها... فيما حافظت جبهة الجولان على هدوئها الحذر, وهي جبهة ساكنة يصعب الحراك فيها مع توافر اعداد من قوات حفظ السلام الدولية والجيش الاسرائيلي على حد سواء .
ثالثا:-
جنوبا حيث الحدود المشتركة مع المملكة الاردنية الهاشمية والتي مازلت حتى اللحظة تؤدي دورا وسطيا هادئا وخاصة فيما يتعلق بمنهج الخارجية الاردنية في علاقاتها مع الجميع , حيث يمثل عامل الاستقرار الاقتصادي عصب الحياة السياسية في الاردن , على الرغم من الضغوط التي تعرضت لها المملكة الاردنية الهاشمية من قبل اطراف اقليمية ؛ من أجل التموضع في خندق واحد , وعلى الرغم من ان بعض مناطق الاردن ولاسيما المدن ذات الطابع السكاني الفلسطيني , صارت تمثل خزينا هائلا للفكر السلفي واحتياطيا جاهزا للاشتعال في اي لحظة ,فقد بقيت سياسة الاردن متزنة حيال الوضع في سوريا في الظاهر على الاقل وان تمت مضايقتها أقتصاديا في كثير من الاحيان .
رابعا :-
حدود البحر الابيض المتوسط وهو الساحل الغربي لسوريا ,الذي ضم القاعدة الروسية العسكرية في ميناء طرطوس , أضافة الى مجموعة كبيرة من القرى والمدن التي تتمذهب بمذاهب اسلامية غير المذهب السني من مثل الدروز والعلويين والشيعة .. واغلب الظن أن هذه المناطق المستقرة نسبيا { نستثني مناطق ادلب وجسر الشغور } , قد تحصنت ذاتيا للدفاع عن نفسها وأخذت وقتا كافيا للاستعداد لاي طاريء يلحق بها .وتتواتر بعض الروايات عن تسليحها من قبل النظام للدفاع عن نفسها , وتدريب اعداد كبيرة من ابنائها للغرض نفسه و لكنها أنباء غير مؤكدة .
أما البحر فقد تسابقت لاحتلاله الدول العظمى المتنافسة على سوريا وخاصة الاساطيل العسكرية الداعمة للاطراف المتنازعة في سوريا, وجلها يقوم بواجبات المعلوماتية العسكرية في البحر المحاذي للسواحل السورية بحسب ما أعتقد , فيما أن روسيا تدافع عن تواجدها العسكري في المنطقة , في محاولة منها لصد امريكا والغرب عن التفرد بقراراتهما , واظهار روسيا المؤثرة والقوية من جديد ,وكان السقوط المدوي لحلفاء روسيا في المنطقة كالعراق وليبيا , بعد تدخل عسكري امريكي وغربي , قد ترك أثرا سيئا في المؤسسة الحكومية الروسية ومنها العسكرية على وجه الخصوص .
خامسا :-
الحدود الشمالية السورية التركية , وإنْ أحببت فسميها الحدود الملتهبة و العداء التاريخي بين سوريا وتركيا , ارتدى انواعا مختلفة من الثياب تتناسب والمرحلة التي عاشها, ولكن اللحظة بدت مختلفة كليا عما سبق من التاريخ, فالدور التركي المتنامي في المنطقة اقتصاديا وسياسيا , بعد صعود نجم الاحزاب الاسلامية في تركيا, مُهِدَ لفكرة عودة الحكم العثماني والولاية من جديد و وهي أفكار لاتمت للواقع بصلة...تركيا شرعت الابواب كلها للعمل داخل سوريا , وكانت منفذا رئيسا للجماعات المسلحة , التي تدخل تركيا بتأشيرة رسمية ثم تنخرط علنا في القتال و قد مثل الموقف التركي حالة عدائية واضحة , وهي تتدخل بكل صغيرة وكبيرة وتخوض الاجتماعات تلو الاخرى وتنسق الامور كافة على أرضها . تركيا تتواصل بجسور حديدية مع النظام القطري اللاعب الاساس في مراحل التغيير العربي ,والذي طوع خزاءنه وفتح مصراعيها ,حالما ببطولة وهيمة وبمنصة تتويج تزيح المملكة العربية السعودية عن الساحة الخليجية , وهو دور مشبوه حاربه اليسار العربي وتصدى له وأرض مصر خير شاهد على ذالك .
ولم يقتنع الاتراك بهذا الدور الشامل الجامع للامر في سوريا بل تعداه لتصدير الحالة الى العراق تحديدا..,فيما لم يسلط الضوء على ردة فعل الشعب التركي أزاء الاحداث على الرغم من تمرير فكرة المنقذ الاسلامي للسنة على يد الفاتح الجديد وتطويع الاعلام لها و وتمريرها بسهولة على الجماهير التركية الحالمة بعودة الاسلام العثماني , فقد بقيت المتناقضات مخفية من الاعلام أو اي مناقشة فكرية , ومن أهمها نزول قوات الناتو على الحدود البرية التركية السورية بدافع الحماية المشتركة ؟؟؟؟وصخب السواحل التركية التي لاتمت لقيم الاسلام باي صلة , لامن بعيد ولا من قريب , ولا احد يعرف ردة فعل القوى اليسارية التركية أو المؤسسة العسكرية من جرآء هذه السياسة, غير انّ تركيا فاتها إنّ العالم الغربي سيلتفت إليها في الوقت الذي يريد هو تحديده ليحاسبها حسابا عسيرا على دعم واستقبال المجاميع المسلحة من كافة انحاء العالم , حيث السياسية الدولية التي تؤمن بالملفات الجاهزة على رفوف الغرف المظلمة ,وهو يوم يجب على السياسين الاتراك ان يحسبوا له ألف حساب ولا اراه في السياسة بيوم بعيد ..
هكذا تفجر الوضع الداخلي السوري ؛ نتيجة تراكمات عقود من الزمن , وهكذا تداخلت مصالح الدول الاقليمية والعالمية وتشابكت على أرض الشام .إلا أن التحول الخطير في مسار الاحداث , هو ظهور الحركات السلفية التكفيرية عبر الاراض السورية وبدعم خارجي لامحدود , بحيث تستطيع معه الدخول والخروج من سوريا بشكل رسمي من مطارات دول الجوار ولاسيما تركيا ولبنان ,وحيث ما اتجهت تجد من يأويها ويقدم لها كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي ؛ وهذا أدى الى انحسار دور المنتفضين السوريين من أصحاب التوجاهات اليسارية أو العلمانية , حتى الذين حملوا السلاح منهم وحملوا مسميات مختلفة لم يجدوا الدعم نفسه الذي تحظى به الحركات التكفيرية, وهم في حيرة من أمرهم في التعامل مع هذه المجاميع على أرض الواقع أو في المحافل الدولية السياسية ؟؟؟ وتتكون هذه المجاميع في الغالب من العناصر المحلية والعربية القادمة من تونس والعراق ولبنان والاردن بشكل رئيس ودول الجوار والاجنبية , والمجاميع الاضافية التي هبت من كل بقاع العالم المختلفة و بدراية كاملة من حكوماتها وقادتها كما حدث ذالك من قبل القادمين من اوربا وكندا ودول روسيا السابقة ومصر وليبيا بالتحديد .. وماهي الا أشهرمعدودات حتى حصلوا على موطأ قدم شكل لهم أمارات اسلامية صغيرة , نتج عنها فيما بعد محاكم شرعية تسوس الناس الى ماتريد ... وكانت تحظى بدعم اعلامي مهول , من مثل ماتبث بعض القنوات الموالية لهذه التوجهات , من كون مقاتلي هذه المجموعات يحققون انتصارات عسكرية مهولة ,وهم على قدر كبير من الشجاعة والثبات في أرض المعركة ... والحقيقة أن المتتبع لتلك الاخبار لو آمن بها , لعرف أن
مقالات اخرى للكاتب