أقسموا باغلظ اليمين على خدمة ناخبيهم والوفاء لهم
وضعوا اياديهم على كتاب الله و وعدوا بالخدمة التي تمليها عليهم ضمائرهم
صدًعوا رؤوس العباد بشتى التصريحات والبرامج الخدمية التي لا ترتقي اليها افضل الدول الصناعية والزراعية !
أنتهت الانتخابات.. جربوا مقاعد المجلس.. ومر اول شهر حتى استلموا ذلك الراتب الذي ما أن وضعوه في جيوبهم حتى انقلبوا الى شياطين وذئاب و وحوش كاسرة ليس لها هم سوى تجميع المكاسب الشخصية مكسبا تلو المكسب .
لم تعرف قاعة مجلس النواب المتعدد الجنسيات سرعة وهدوءا وتوافقا في التصويت مثل تلك التي تتعلق بالامتيازات والمكاسب الشخصية .
والعكس رأيناه مرارا عند تعلق الامر بالمشاريع الخدمية والترفيه عن العباد من خلال تامين فرص العمل والتعليم والصحة .. فهم في شغل بعيد عن هذا .. فلا نصاب يكتمل واذا حضر من لم يجد شغلا خارج القاعة او الكافتريا او منصة التصريحات ، تراه يلعب بجواله او في حوار مع الجالس خلفه غير مكترث بما يناقش .
خرجت تظاهرات في مدن العراق ضمت الموجوعين والمتضررين والمظلومين من جشع النواب وطمعهم وطالبوا رفع هذه الامتيازت عن الرئاسات الثلاث وغيرها من الدرجات الخاصة ... وباركت المرجعية الدينية في النجف الاشرف هذه المطالب الشعبية .
تنازل نواب كثيرون عن هذه الامتيازات ....
تسابقوا الى منصات المؤتمرات في المجلس المتعدد الجنسيات للادلاء بما يبهج الناس بهذا الامر ..ومتبارين في التعبير عن حب الشعب والاستعداد للتضحية في سبيله !
هكذا كان المفهموم من كلامهم .
وجاءت لحظة التصويت على قانون التقاعد ...الذي انتظره المحتجون فاذا الكل ( الا اثنين او ثلاثة ربما ) هاديء في المجلس ومبتسم فلا اعتراضات ولا مشاحنات ولا بوكسات ولا أحذية .. اجلكم الله !
النتيجة انهم حنثوا باليمين ونكثوا العهد فظهروا على حقيقتهم الردية وهذا ما رايناه جليا في تبريرات اليوم التالي من بيروت وعمان و اربيل ومدن اخرى راحوا اليها ليريحوا اعصابهم و اجسادهم وكأنهم خاضوا سجالات عنيفة في جلسة التصويت .
هل صوت النواب بعيدا عن توجيهات رؤساء كتلهم وهم ، رؤساء الكتل ، من اوائل من وقف مع مطاليب الشعب ؟
أحدى الكتل التي تنازل نوابها عن الامتيازات ايام الاحتجاجات ... التزمت الصمت عند التصويت.
كتلة اخرى ايضا تنازل نوابها عن الرواتب التقاعدية ... سكت نوابها تضامنا مع الساكتين يوم التصويت.
كتلة اخرى غابت بحجة الانبار فجاءها ما تريد صافيا لان الامتيازات عندها اغلى من الانبار واهالي الانبار .
واذا كانت احدى الكتل ادعت بان مجلس النواب متعدد الجنسيات قد زج فقرات امتيازات الدرجات الخاصة دون علمها ، ألم يكن نواب هذه الكتلة على اطلاع بهذا الزج ؟؟؟؟؟؟؟
اين رؤساء هذه الكتل مما أقترف نوابها من جريمة شنيعة يوم التصويت ؟؟
الطلب الذي وجهته المرجعية للشعب بانتخاب من يتعهد بألغاء الامتيازات لن يحترمه اي من النواب القادمون لانهم منذ الساعة سائرون على خطى اسلافهم ... بل هم من نفس نبتتهم التي ارهقت الناس وسفكت دمائهم ورقصت على اصوات التفجيرات التي قطعت أوصالهم .
هم من طينة هؤلاء الذين لا يتجرؤون على استقدام عوائلهم الى العراق لانهم يستنكفون من شيء أسمه العُراق . العراق بالنسبة لهم وسيلة لامتصاص الاموال من عيون اصحابها الحقيقيين .
ألمؤمل والمرجو من المرجعية الكريمة الضغط وبكل قوة على البرلمان متعدد الجنسية لالغاء هذه الامتيازات ..... حتى قلم الكتابة .
ألمؤمل والمرجو من المرجعية الكريمة الضغط وبكل قوة على مفوضية الانتخابات لعدم قبول ترشيح من عنده غير الجنسية العراقية .
والمطلب المهم ايضا من المرجعية ذاتها الضغط باتجاه تغيير فقرة الحصانه في الدستور ليتم استدعاء اي من هؤلاء للمثول امام القضاء في اية شبهة او تهمة .
أما ما يسمى بالخدمة الجهادية فانها بدعة أيما بدعة !
لم نسمع في تاريخ الشعوب التي ناضلت من اجل حريتها وقدمت الشهداء من اجل استقلالها أن طالبت ثمنا لهذا النضال .
هل تحول الجهاد و وفق (القانون) العراقي الى شغل مرتزقة ؟؟؟؟؟
غفرانك ربنا .
غفرانك ربنا .
مقالات اخرى للكاتب
