في الساعة (الداعشة) حاولت أن أرقد بسلام في مدينتي الشعبية المملوءة بالفقراء وأدندن بأبيات شعر في (بيتي الشعري) الذي لايكف عن ترويعي من جراء اصوات الاطفال المستنفرين للضجيج. استرخيت قليلا لاستذكر ذكريات جميلة علّها تشغل هوس نفسي وإذا بصوت طفل يشبه صوت امراة مدخنة كبيرة في السن يزفر: (طب داعش هجوم ) وخلفه اسراب من الاطفال وفي ايديهم السلاح الابيض!! دمروا كل شيء ودخلوا الى بيتي دون اذن للبحث عن داعش. والبعض من القنوات تساند الاطفال بأنشودة: (داعش تخويفه بس شوفه الليفة). قلت: يجب ان اتخذ اجراءً احترازيا لاعلان حالة الطوارئ وطرد الاطفال. أغلقت الابواب وأقمت حظراً للتجوال في بيتي واذا بكلب صغير خائف يجلس في زاوية من زوايا الفسحة (الحوش) ودمه يسيل وغير قادر على التنفس. اتصلت بابن اخي القريب مني وطلبت منه ان يأتي إليّ ليساعدني على اتخاذ موقف من هذا الكلب. فجاء إليّ وحملناه بكيس دقيق (كونية) ونقلناه الى ساحة أمام المنزل ليأخذ حريته. رجعت الى البيت لأسترخي ثانية وإذا بالتلفاز يفاجئني بإعلان الحكومة حالة طوارئ قصوى واحتلال داعش لموصلنا الحدباء وهروب بعض جنود الجيش العراقي الذين لاتتحاوز اعمارهم العشرين عاماً والمدربون لعدة ايام فقط و الغير قادرين على تحمل المسؤولية! أُقسم أنني تفاجأت فعلاً واستغربت وقلت في نفسي: لايمكن أن يكون هذا مبرراً لسقوط المدينة وانسحاب جميع القوات الامنية من المحافظة وتركها لـ(داعش) الذي هو أضعف من الكلب المشرد الذي دخل الى داري.
مقالات اخرى للكاتب