ركب العرب حصان الديمقراطية , وراحوا يهتفون , "إفتح يا سمسم"!
وحسبوا أنها ستأتيهم بما لا يخطر ببال من الغنائم الإقتصادية والإجتماعية والمعنوية , وبآيات الحرية والسعادة والبهجة , التي حُرموا منها على مرّ العقود.
ووقفوا أمام صخرة الأنظمة التي كانت تحكمهم , حتى تم إقتلاع بعضها بثوراتهم العفوية , والبعض منها بقدرات الآخرين العسكرية.
وما أن تهاوت تلك الصخور الجاثمة على صدورهم , حتى إنكشف لهم المصير الجديد , وكأنه مسيرة في نفق مظلم ومتاهات دامية , إذ وجدوا بأنهم ليسوا كما كانوا , وإنما كما يُراد لهم أن يكونوا , حالات متنافرة , متباغضة , وفقا لمناهج دينية وطائفية وحزبية وفئوية , ومسميات ما سمعوا بها من قبل.
وفقد السمسم نصفه , واتخذت الديمقراطية طعمه , ورفعت رايات إسمه , وقال قائلهم:" صه صه" , ولا مَن يسمع , أو يفهم لغته , ويدرك صوته , وإنما راحت الجموع تتداعى في دروب الحسرات , وشعاب الويلات , والآخ تَعَضُ على الآخ , فانتثروا في الأصقاع , ولسان حالهم يقول: "الوطن ضاع يا خويَ ضاع".
والكثير منهم وعى بأن الدين صار وسيلة للقهر والدمار , وتحقيق الصراع ما بين أبناء الدين الواحد , والشعب الواحد , والوطن الواحد , و "الحبل على الجرار"!