تحت عنوان " وعكة العبادي الصحية تؤجل الموازنة والمالية تقترح الغاءها إثر عجز بالمليارات " . نشر خبر مساء يوم 11 / 10 / 2014 , من ان اللجنة النيابية المختصة كشفت قبل العيد , ان حكومة نوري المالكي انفقت كل المبلغ المتأتي من عوائد النفط للشهور السبعة الاولى من العام الحالي , رغم انها لم تدفع مبالغ البترودولار للبصرة وباقي المحافظات المنتجة , كما لم تدفع موازنة كوردستان , فضلا عن نفقات اخرى متوقفة في المحافظات التي سقطت بيد داعش , ما يشير الى زيادة كبيرة في الانفاق , وعدم تحسب لحصص محافظات مهمة ظلت تنتظر اطلاق اموالها او مرتبات موظفيها .
فعن اية موازنة تتحدثون ؟! ولم يبق للعام الوحيد منذ تأسيس الدولة العراقية منذ ما يقرب المائة عام بدون موازنة , ولم يبق على انتهاء العام المغدور الحالي 2014 سوى اقل من ثمانين يوما . والسؤال ليس للمحافظات السنية وإقليم كوردستان والبصرة الشيعية وأخواتها المنتجة للنفط وباقي المحافظات التي اوقفت مشاريعها لعدم اقرار ألموازنة . السؤال محدد الى الشرفاء من حزب الدعوة الذي كان يحسب له الحساب بعدد شهدائه الخالدين , وليس بحزب المالكي الذي توسع وأصبح اكبر الاحزاب الشيعية بعد استلامه للسلطة واستئثاره بالمال العام . السؤال موجه الى كل شيعي شريف وفي المقدمة منهم مرجعيتنا الكريمة في النجف الاشرف التي تتحمل قسطا كبيرا من المسؤولية في وصول هؤلاء الى السلطة من خلال توجيهاتها في انتخاب الدورتين الاوليتين كما يعرف الجميع , وكما اكدها الغرابي وهو استاذ في الحوزة العلمية ومقرب من المراجع العظام في مقابلته لصحيفة " الشرق الاوسط " قبل عام .
ومثلما تدخلت المرجعية الكريمة بفتواها المباركة لإيقاف تقدم داعش , فإنها مطالبة اليوم اكثر بإيقاف هؤلاء القتلة الذين ارادوا اغتيال كل العراق بفسادهم ولصوصيتهم وطائفيتهم التي اساءت قبل كل شئ للتاريخ الشريف لأتباع اهل البيت الاطهار . واذ كانت داعش تجمع للقتلة المهووسين بسفك الدماء من حثالات شعوب مختلفة , فان الذين صرفوا كل خزينة العراق بعد ان يأسوا من ( الولاية الثالثة ) سرطان سيفتك بكل خلية من خلايا المجتمع . والمرجعية الكريمة مطالبة بإعلان حرب على الفساد واللصوصية بفتوى , وليس بتوجيهات عامة من خلال وكلائها رغم اهميتها , اننا بحاجة لمن يوحدنا وينهض بهممنا لمكافحة هذا السرطان , ويمنحنا الفتوى الشرعية التي تصبح سلاحا حتى بأيدي الانسان البسيط ليمتنع عن الاستجابة للرشوة , وعدم السكوت عن سلبه حقوقه الشرعية في العيش الكريم .
الى كل من قال ان المالكي لم يمهد لدخول داعش , نقول ان الذي سلب ( كل ) خزينة العراق وصرفها , وان العجز اصبح بالمليارات من الدولارات , ودون ان يدفع البترودولار للبصرة وشقيقاتها من المحافظات المنتجة للنفط , ولم يدفع موازنة كردستان ورواتب موظفيه منذ شهر شباط , ولفلفت نفقات المحافظات التي سقطت بيد داعش , كما يشير تقرير ( اللجنة النيابية المختصة ) , الذي سرق كل هذه الاموال ولم يكن يمهد لدخول داعش لكي تختلط الاوراق بحرب اهلية كان يمني النفس بإشعالها لإشغال الجميع بها , وترك امر الخزينة التي سوف لن يلتفت اليها احد . وان لم يمهد لدخول داعش فهو مجنون , وليس نائبا لرئيس الجمهورية .
ان اقتراح وزارة المالية ب" الغاء الموازنة " لهذا العام والاقتصار على النفقات الاساسية ومنح كردستان سلفه بأربع مليارات دولار , ونقل الالتزامات المتبقية الى العام المقبل كما ذكرت اللجنة المالية المختصة , هو لتجاوز عار سرقتنا وتلافي آثارها المدمرة . وستبقى وصمة العار التي فاقت عار اسفل حكام بغداد على مر العصور .
مقالات اخرى للكاتب