التحالف الامريكي الغربي لمحاربة داعش هو ليس الا ضحك على الذقون وهو أن كان حقاً يريد قتال داعش فذلك معناه ان منفذيه وهي امريكا بالاساس الاول من الغباء ان تعتقد بانها تستطيع ان تحقق انتصار بضربات جوية على جيش من العصابات التي تعتمد على معارك الكر والفر وتغيير الستراتيجيات بشكل مستمر لتحقيق انتصارات متتالية على الارض. هذا خاصة اذا كانت الضربات الجوية هو ما نراه حتى اللحظة يبدو وكأنه لعبة مفرقعات اطفال. ليس ذلك فحسب بل واصبح العراق ساحة تدريب لطائرات هذا التحالف يتدرب فيه طياري تلك الدول على ضرب الاهداف! بل اصبحت تلك الضربات يتم استغلالها (للبروباكاندا) السياسية والعسكرية. في الحقيقة ان الضربات الجوية الامريكية التي يدفع العراق ثمنها باهضاً هي عبارة عن فضيحة وفشل امريكي ان كانت امريكا فعلاً جادة بتلك الحرب اما اذا كانت هناك اهداف مخفية ولعبة قذرة فهذا بحث آخر سوف تتكشف اوراقه ولايقل فضيحةً من سابقته!
لايوجد ادنى شك بأن تلك الضربات الخائبة فاشلة مئة بالمئة حسب ابسط الحسابات العسكرية وهذا ما صرح به اكثر من خبير عسكري امريكي. ان (بركة حسين ابو عمامة) المعروف بباراك اوباما لايريد قتال داعش ولايريد للعراق ان يحقق نصراً كما يريده العراق لنفسه. هي نفسها امريكا بقيادة بركة حسين ابو عمامة التي اوجدت ومولت داعش لقتال حكومة بشار الاسد وهي تتغابى وتضحك على نفسها حين تريد تمويل المعارضة السورية لمقاتلة الاسد وفي نفس الوقت للانقلاب على حليف البارحة داعش! بشار الاسد مرتاح الان ولعله لعب دوراً اساسياً لكي يصدر داعش الى العراق لكي يقلب السحر على الساحر! هو لايهمه الشعب العراقي ما دام ذلك يوفر له فرصة التقاط الانفاس وتسليط الاضواء على الجانب الاخر لانه هو نفسه الذي كان يدرب الارهابيين قبل ذلك منذ عام ٢٠٠٣ ويرسلهم لقتل العراقيين البسطاء الابرياء في مساطر العمل والمقاهي والمطاعم بواسطة الانتحاريين والسيارات المفخخة. هي لعبة قذرة يدفع ثمنها مرة ثانية العراقيين المبتلين بنظام سياسي وضعته امريكا على اسس طائفية وحطمت الجيش العراقي ثم خرجت دون توفير التدريب والتسليح الذي وعدت به.
ان الجميع يعلم علم اليقين بأن امريكا لديها القابلية العسكرية التي لو ارادت فعلاً قتال داعش لتمكنت من ذلك بوقت قصير حتى مع عدم ارسال جنود على الارض وذلك بالقيام بضربات عسكرية جوية صاروخية وجوية قوية ومتواصلة وبالتنسيق مع قوات عراقية مجهزة بشكل جيد وخطط امريكية تعتمد على المعلومات الاستخبارية التكنولوجية التي تعرفها امريكا فعلاً ولكن لاتعطيها للعراق.
الاعلام العراقي الرسمي مثل قناة العراقية اصبحت لاتنفك تكذب على العراقيين وهذا شيء خطير اذ يجب اعطاء تغطية دقيقة وعدم تضخيم فقاعات الضربات الجوية الامريكية او غيرها وكأن ضربة يقوم بها طيار امريكي متدرب او طيارة موجهة تطلق صاروخ او اثنين سوف تنهي عصابات داعش المرتزقة غداً! هذا كذب وتضخيم وهناك تمدد لتلك العصابات على الارض وفشل عسكري في قاطع الرمادي وتكريت وديالى وباقي القواطع بحيث اصبحت وضيفة الجيش وقوات الحشد الشعبي هي رد الهجومات الداعشية التي اصبحت هي التي تمتلك زمام الهجوم والمبادرة. وعند دخول الجيش منطقة فانه سرعان ما يتخلى عنها تاركاً معداته واسلحته بينما اصبحت عمليات محاصرة قطاعات عسكرية كبيرة وقواعد ومعسكرات تتكرر بشكل لايمكن السكوت عليه بينما الحكومة الجديدة تبدو كسابقتها نائمة والبرلمان التعيس لاينفك يريد تحقيق مصالح طائفية ولايمتلك حس وطني على الاطلاق.
الحكومة السابقة كانت هي السبب في ضعف الجيش وتدهور تسليحه واستشراء الفساد في هياكله وهي السبب في عدم توفير الحماية الكافية لحدود البلد ضد الارهاب القادم مما ساعد على دخول عصابات من شذاذ الافاق من المتخلفين فكرياً ودينياً وعقلياً يجمعهم عامل واحد هو الارهاب والجريمة. وغيرها من امور فساد تسببت بها الحكومة السابقة ولكن بدلاً عن تقديم رئيسها ووزير دفاعها ووزير داخليتها (نوري المالكي) للمحاكمة تم تكريمه بمنصب هو أساساً لايحتاجه العراق بل هو عبأ على العراق وشعبه. كذلك وعلى نفس المنوال تم تكريم (أسامة النجيفي) رئيس البرلمان الفاشل السابق بمنصب مشابه وعبأ مشابه بدلاً من محاسبته جراء الفشل الذي حصل.
حكومة حيدر العبادي ولدت غير مكتملة وان اهم نقص فيها هو الوزارت الامنية والسبب في تأخيرها هو ذات السبب الذي طالما تسبب بجميع المشاكل وهو الطائفية وغياب الوطنية. كما وأن حكومة العبادي لم تتخذ قرارات عسكرية وامنية مهمة فقد تركت الهياكل نفسها والمفسدين في مناصبهم والفاشلين كما هم وكان قرارها الخاطيء بايقاف الضربات الجوية سبباً كبيراً في تمدد داعش الاخير. ان الله سبحانه وتعالى عندما اراد ان يضرب قوم لوط بضربات جوية ويقلب بهم الارض لم يوقفه وجود لوط بينهم وهو نبي بل طلب منه ان يخرج في الليل وان لايلتفت ويسرع الخطى هو ومن معه من المؤمنين واهله ثم انزل عذابه على من بقي! هكذا يجب التعامل مع المناطق التي تتواجد بها عصابات داعش؛ الاهالي يخرجون ويتم ضرب داعش وهكذا تتعامل امريكا تقوم بالتحذير بالابتعاد عن مراكز الضربات ومن يبقى يتحمل وزر نفسه.
العراق في خطر كبير هو اخطر ما مر به في عصره الحديث وان الوضع اذا بقي على حاله فقد تحدث امور لاتحمد عقباها ولاتقتصر خطورتها على العراق وحده بل ستشمل الكويت والسعودية وايران والاردن ومصر وبلاد الشام وجميع بلدان المنطقة بل وستهدد العالم امنياً واقتصادياً. وان الحل بسيط ولكنه بحاجة الى شجاعة بالقتال وهو ليس كما يصوره بعض الامريكان لاسيما الاخ (بركة) على انه صعب وطويل الامد. هم يريدون ان تبقى داعش شماعة التدخل الجديدة في شؤون دول المنطقة وليس العراق فحسب. ان السياسة الامريكية تعتمد على خلق شماعات واعداء لكي يسهل لها التدخل وحتى تبقى تلعب دور الشرطي العالمي خاصة في هذه المنطقة الحساسة والغنية بالثروات.
مقالات اخرى للكاتب