وددت أن أوجه كلامي اليوم إلى سيادة دولة الرئيس الدكتور إبراهيم الجعفري، وأتمنى أن يجيبني عن سؤالي الذي كنت أعرف إجابته مسبقاً، إلا أن ما فعله ويفعله سيادة دولة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي جعلني أشك حتى بأقرب المقربين، فالسيد المالكي بقراراته الارتجالية الغريبة العجيبة وآخرها موافقته بعودة أعضاء حزب البعث إلى ممارسة حياتهم السياسية وكذلك إعطاء ما يسمى ( فدائيو صدام ) مبالغ تعويضية عن سنوات ما بعد التغيير 2003 تحتم على كل سياسي عارض النظام البعثي السابق أن يقول كلمته، ويوضح وجهة نظره في أمر إعادة الحزب الذي عاث في الأرض فساداً وكان السبب في قتل وتعذيب وتهجير الملايين من أبناء الوطن. والسؤال الذي أوجهه اليوم إلى سيادة الدكتور الجعفري زعيم حزب الدعوة الإسلامية ( قبل المؤامرة ) وزعيم تيار الإصلاح الوطني حالياً، ورئيس الوزراء في أول حكومة منتخبة، والمنسحب من الترشيح لدورة ثانية خوفاً على المصلحة العامة، ومنعاً للانشقاق الشيعي، و درءاً للاقتتال الطائفي. أوجه سؤالي إليك يا من وقفت وقفتك الخالدة أمام رؤساء الدول العربية عام 2005، وكانت الأجواء ملبدة بغيوم المنافقين، وكيد الحاسدين، ومراقبة المتربصين... في كلمتك التاريخية التي كانت انعطافة مهمة في عمر العراق الجديد، العراق الحر، العراق الخالي من الأوبئة البعثية، الخالي من الأورام الصدامية، وجوه وعيون الرؤساء تستمع إلى كلامك كاستماع التلميذ لأستاذ مادة الرياضيات، كأن على رؤؤسهم الطير، تحدثت، وتحدثت، وأبهرت، وأعجبت، وأغضت، وأغضبت... وفجأة بالضربة القاضية عليهم قضيت : لا مكان للبعث بعد اليوم لا مكان للبعث بعد اليوم تذكرها؟ أكيد تذكرها، لأنك لا تنسى شيء، فكيف بهذه الكلمة التي ما زال أنصارك وضحايا البعث يحتفظون بها؛ بل أن بعضهم يحفظونها عن ظهر قلب، لأنها من القلب إلى القلب. فيا سيدي: صوّت زعيم حزب الدعوة الإسلامية ( زميلك ، أو رئيس قائمتك الانتخابية) على أن هناك متسعاً للبعث في العراق، وان هناك مبالغ مالية يجب على الضحايا دفعها للجلاد! نعم سيدي: وفي يوم ميلاد البعث الفاشي وقبل يوم من ذكرى إعدام مؤسس حزب الدعوة، يقدم رئيس مجلس الوزراء على التصويت على إعادة البعث إلى ممارسة الحياة السياسية!! فهل تقبل بذلك؟ سيدي: لم نتعود منك الصمت، أو المراوغة، أو المهادنة... من حقنا أن نعرف رأيك، فان كنت ضد القرار فقل ذلك بصراحة كما صرح بها غيرك بكل شجاعة، وإن كنت مع قرار إعادة البعث فاخبرنا أيضا ! لا لشيء ، ولكن.. لكي نحطم الأقراص المدمجة التي نحتفظ فيها بكلمتك التي بشرتنا بها : لا مكان للبعث بعد اليوم.
مقالات اخرى للكاتب