أن هذا التطرف الديني و الاثني يوحي للاخرين وكأننا كنا نرضع من ضراعي الحقد والتعصب , ولا كأننا في الماضي القريب كنا نهوى التنوير والشعر والثقافة ولعب الجوبي ورقص الهجع والخشابة والشعر الشعبي , كانت ايام جميلة , حتى جاء هذا الزمن الاغبر وقسمنا الى مذاهب وطوائف واعراق .
الاحزاب العلمانية واليسارية لوقت قريب كانتا هما المسيطران على الشارع , فهد (يوسف سلمان يوسف ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي , كاظم الركابي من اوائل البعثين ويعزى اليه تشيكل اول خلية لحزب البعث, كلاهما من محافظة الناصرية , وكلا الحزبان كانا لهما مد جماهيري كبير, اذ كان الشعب غالبيته علماني .
من اين جاء كل هذا التطرف والتعصب , او بالاحرى من اين جاء هذا التدين المفرط بالكراهية ,
لقد انتهجت الاحزاب الاسلامية النهج الديماغوجي في تأليب طائفة على اخرى , زرعت الشك في قلوب طرف ضد الطرف الاخر من اجل الاستحواذ على السلطة . انها عملت على التعاطف الطائفي من خلال زرع المخاوف ضد الطائفة الاخرى . هكذا استطاعت ان تستمر, اما اذا توقفت عن هذا النهج فأنها تنتهي سياسيا لان اهدافها محدودة وقصيرة الاجل .
في زمن الهجع والجوبي والشعر الشعبي والمسرح الملتزم والثقافة والروح الوطنية كنا بخير , لامفخخات ولا فتنة طائفية ولاموت مجاني حتى لايتصور القارئ اننا ندعوا الى الانفلات المجتمعي , الا اننا نحاول ان نقارن مابين الزمن الجميل وهذا الزمن الاغبر , لو سئلنا العراقين اي زمن تختارون لاختاروا الزمن الجميل الذي مضى . ماذا قدم لنا الاسلام السياسي غير الدمار والفرقة , الزمن الجميل رغم قصر عمره الزمني الا انه قدم لنا الثقافة والتسامح والامان الى ان انحرف الدكتاتور صدام وضرب القوى الوطنية واعدم الشهيد الاول محمد باقر الصدر وخاض حروبه الخاسرة , لو راجعتم تأريخ العراق في الاربعينات والخمسينات لغاية انقلاب 8شباط لوجدتم عراق يفتخر به العراقيين .
ها انتم جربتم كل شيء , الم يكن زمن الهجع والجوبي افضل ؟
مقالات اخرى للكاتب