من اجمل الطرائف التي تحاكي معاناة الفقراء الحقيقية, "ان فقيراً كان يمشي في الصحراء فسقط عليه شباك من السماء", وعلى ما يبدو من مجريات القرارات الحكومية في العراق الجديد ان تساقط الشبابيك على رؤوس الفقراء اصبح معهوداً وبأوامر حكومية الزامية لابد من تطبيقها على المواطن .. الفقير طبعاً دون سواه!!.
التقشف.. التقنيين.. تخفيض الرواتب.. الضرائب.. ايقاف العمل بالمشاريع.. مقترح قانون الخدمة الالزامية.. الخ, سمات العمل الحكومي في المرحلة القادمة والذي ترى الحكومة فيه قوة عصا موسى وقدرة خاتم سليمان والشفرة التي تفك طلاسم الاخفاقات والتركة الثقلية التي اورثتها الحكومة السابقة والتي اثقلت كاهل المواطن البسيط, وجعلت ابسط امانيه العودة الى نظلم ما قبل التغير لمرارة المظلومية التي يتعرض لها (ناس وناس).
تذكرنا هذه القرارات بأوامر القائد الضرورة نفذ ثم ناقش, فسرعان ما سرى مفعول تلك القرارات في دوائر الدولة, فاصدر المدراء الاوامر بالتقشف والتقنين في رواتب بعض موظفيهم دون غيرهم بنسبة (الثلث), الموظف لم يشتكي بعد من الحيف لان الاوامر لازالت في اروقة الشؤون الادارية وهي تسير بسرعة النار في الهشيم لأنها ليست في مصلحة الموظف ولو كانت غير ذلك لتطلب الامر موافقات وايمان غليظة من صاحب القرار ليتم تنفيذها على الرعية.
وفي مثل هكذا روتين لي شهادة ( ذات يوم كانت لي مراجعة في مديرية بلديات ذي قار, وحضر احدهم بيده نسخة من كتاب رسمي صادر من مكتب رئيس مجلس الوزراء يقضي بشموله بقطعة ارض سكنية في منطقة مسقط راسه, فما كان من الموظف المسؤول الا ان رمى الكتاب بوجهه وقال بالحرف الواحد (ليس من صلاحيات رئيس الوزراء منح قطعة ارض والكتاب يجب ان يكون من مجلس الوزراء) استغرب الرجل وكان يتمتم مع نفسه وخرج من الدائرة).
احد مسؤولي الاقسام في دائرة من دوائر المحافظة رأيته يتحدث مع نفسه, فاقتربت منه وسالته عن الخبر؟ فقال يا أخي عجيب!, مدير الدائرة يأمرني بتنفيذ قرار التقشف والتقنين من خلال تخفيض رواتب السائقين في الدائرة بنسبة الثلث, وذلك يعني رفع الخطورة والمهارة وغيرها من المستحقات علماً بان رواتبهم لا تتجاوز (400) الف دينار فوقفت عاجزاً امام معاناتهم لعلمي بقلة رواتبهم, علماً ان المدير ونحن رؤساء الاقسام لم يتطرق احد الى رواتبنا!! (الله اكبر).
من حقنا كمواطنين نصرة انفسنا يا رئيس الوزراء.. وان نصرخ بأعلى اصواتنا ( يا حكومة طاحت براس الفقير) تلك رسالة ذممني وحملني احد المواطنين ايصالها من خلال كتاباتي, أما الرسالة الاخرى.. ما ذنبنا ندفع ثمن سياسات فاشلة وسوء ادارة وتخطيط قيادات البلد في جميع المراحل؟, ومن الامانة ايصال الرسائل لكم مع التحذير بعدم الضغط على المواطن العراقي اكثر من ذلك.. فما بقي شيء يطمع به الطامع.
نسخه منه الى المرجعية الرشيدة في ضرورة نصرة المظلومين.
مقالات اخرى للكاتب