ألحكيمة ألفاضلة
السلام عليكم
مرة أخرى التقي قراءةً مع قلمك الجريء والصريح والمفعم بالخلق الرفيع.
كنت عزمت على كتابة تعليق على مقالك الموسوم (من ارشيف طبيبة..4.. مريضتي الشاذة ) لكن وجدت ان الكتاب لا يتفاعلون مع التعليقات وحضرتك كذلك وكأن الكتابة للكتابة فقط وليست لتبادل الآراء وتصحيح أخطائها وأنضاج ماهو سليم منها . ولذلك كتبته هنا علك تطلعين عليه .
لم تنوهي في مقالك نوع هذا السلوك الذي اسميتيه ( شذوذا ) وما هو مبرر ارسالها الى المستشفى النفسي . سأفترض ان المقصود هو المثلية الجنسية .
وعلى اية حال !
لا أحسبك تغفلين ان ممارسات الشخص في مجتمعه ، أيا كان توصيف هذه الممارسات ،مقبولا او مرفوضا انسانيا ، هو تحصيل عاملين مهمين :- الوضع الاقتصادي والقوانين.
وقبل ان اتكلم عن هذين العاملين اود القول ان موضوع المثلية الجنسية ليس غريبا عن مجتمعنا كما هي حال المجتمعات الاخرى وبالخصوص المثلية النسائية . هو سلوك قديم جدا .
ان سبب لجوء المرأة الى العلاقة الجنسية مع مثيلتها بسببين احدهما عدم تمكن رجلها من تلبية رغبات جسدها أو بسبب اضطهاده الجسدي لها وربما للسببين . في مجتمعاتنا استبعد السبب الاول على الاغلبية الساحقة من النساء بسبب مفاهيم أخلاقية عدة ألا في النادرالضيق جدا حيث تلجأ المرأة أما نحو رجل آخر أو مثيلتها .. لكن الاضطهاد بنوعيه السلوكي أو الجسدي قد يلجئها الى التنفيس عن العوز في اشباع الرغبة الجسدية مع اخرى تماثلها في المعاناة .
أعود الى العامل الاقتصادي الذي بسببه وقع عديد من الفتيات ضحايا زواج غير متكافيء . العائلة الفقيرة جدا تريد التخلص من أعباء تكاليف العيش فتدفع فتاتها الى القبول باول ثري يطرق بابها فينقلها الى جنة لا تدوم اكثر من اربعين يوما .. ربما .. ثم تتوالى ايام المآسي والفضائح والزيجات العلنية والخفية .
الطامة الكبرى عندما لايكون هذا الزوج من الذي يمشون على ثنتين بل على ثلاث . أية علاقة ترتجى من هكذا فرح ؟!! أية عواطف ممكن ان تربط بينهما ؟؟ ثم اليس هذا سببا كافيا لتتجه هذه المغدورة الى علاقة يسميها الناس شذوذا... في أحسن الاحوال؟؟
وهنا يظهر غياب دور القانون فليس بمقدور القاضي منع هكذا زواج فيه تفاوت بالاعمار كما بين السماء و الارض بحجة ان الدين لا يعارض الاتفاق بين الطرفين .
لكن العواقب تظهر لا محال ولو بعد حين فأما الولوج الى دنيا الدعارة ، أجلكم الله ، أو الى دنيا المثلية .
على انه من واجبي التاكيد ان المثلية ليست مقصورة على الفتاة الفقيرة بل هي تاخذ حضورها في بعض المجتمع الثري جدا ايضا حيث الاهمال والاضطهاد الذي تتعرض له الثريات من شركائهم الاثرياء( في شركاتهم ) أيضا ولاسباب عديدة مهنية او نفسية .
ستبقى المثلية ما دام التدهور الاقتصادي المتعمد والمبرمج سائرا وبخطى حثيثة .... وما دام المشرع لا يتدخل في تشخيص الاسباب والحد منها .
كما لايخفى عليك وعلى كثير من المثقفين ان الانتعاش الاقتصادي في المجتمع يهيء أجواء السكينة النفسية ويحجم المشاكل بانواعها الى الحد المعقول ويطور العقل الابداعي للانسان ويحفظ الاسرة من الانهيار وتدمير العلاقات بين أفرادها أيضا .
ألشاب في قصتك لم يحب الفتاة أطلاقا .. لأنه لو أحبها حقا لما جاء لينتقم من خسارة بهجة فض البكارة والهرولة الى أهله بخرقة ألدم .
ألسؤال المهم جدا في نظري :- كيف وجد هؤلاء المسعفون س عارية فرموها بالشذوذ الجنسي ؟؟
أحتراماتي لجنابك الكريم .
مقالات اخرى للكاتب