التكنوقراطية كلمة اصلها يونانية من كلمتين هما (تِكني) فني وتقني و(كراتس ) اي سلطة وحكم وباعتبارها شكلا من أشكال الحكومة تعني حرفيا حكومة التقنية ويقال حكومة الكفاءآت وبناء على ذلك فإن الحكومة التكنوقراطية تتشكل من الطبقة العلمية الفنية المثقفة وهي حكومة متخصصة في الاقتصاد والصناعة والتجارة وغالبا تكون غير حزبية فهي لا تهتم كثيرا بالفكر الحزبي والحوار السياسي وبذلك يكون معنى تكنوقراط حكم الطبقة العلمية الفنية المتخصصة المثقفة الحكومة التكنوقراطية هي الحكومة المتخصصة غير الحزبية التي تتجنب الانحياز لموقف أي حزب كان وتستخدم مثل هذه الحكومة في حالة الخلافات السياسية..وبدات الحركة التكنوقراطية عام 1932 في الولايات المتحدة وكانوا من المهندسين والمعماريين والاقتصاديين المشتغلين بالعلوم ودعوا إلى قياس الظواهر الاجتماعية ثم استخلاص قوانين يمكن استخدامها للحكم على هذة الظواهر الا ان اقتصاديات النظام الاجتماعي هي من التعقيد بحيث لا يمكن أن يفهمها ويسيطر عليها رجال السياسة ويجب أن تخضع إدارة الشؤون الاقتصادية للعلماء والمهندسين وكانت هذه الدعوة نتيجة طبيعية لتقدم التكنولوجيا…وغدت هذه المفردة هذه الايام متداولة في الاعلام والصحف وفي مطالبة المتظاهرين ايام الجمع في بغداد والمحافظات الكل يطالب بحكومة (تكنوقراط ) وكانه المنفذ والمنقذ الوحيد في نهاية النفق المظلم لمختلف الاوضاع التي وصل اليها المشهد العراقي حاليا من تهديد داعش والوضع الاقتصادي المتردي واسعار النفط وسد الموصل والنازحون وشح الخدمات وموازنة لاتكفي لسد ابسط المستلزمات منها الرواتب وتوقف معظم المشاريع في مجالات الاستثمار والصناعة والزراعة لتكون عونا لمورد النفط في دعم الاقتصاد الذي اصبح نفطيا فقط بحيث ارتبطت كل الامور باسعار النفط (صعد لو نزل) !! لذا ان تعيين وزراء (تكنو قراط ) وتكليفهم بمهام تتعلق باختصاصاتهم امر يتفق مع المنطق العلمي لأنهم مؤهلون وقادرون أكثر من غيرهم على تولي مسؤوليات مهمة كالوزارت والإدارت العامة ولا سيما في العراق ولكن لو تم ترشيحهم من قبل الكتل السياسية أو من قبل أية جهة كانت فان الأمر لا يختلف عن الوضع الحالي لان تبعيتهم ستبقى للجهات التي رشحتهم لذا يرى محللو المشهد العراقي أن (الحل الأفضل هو أن توضع مواصفات ومؤهلات وشروط مهنية فنية تخصصية محددة ليست لها علاقة بانتماء المرشح لإشغال المناصب وأن يكون المرشح مستقلا من الناحية السياسية وغير حائز على جنسية بلد أخر غير العراق وغير مرتبط بأي عمل قد يؤثر على استقلاليته المهنية والوطنية).اي الخروج من قيود المحاصصة من ان هذه الحقائب للكتلة (ص) وتلك الوزارات للحزب (س) واخرى (لجيم) ولـ(دال)وهكذا كما كان يجري منذ اول تشكيل للحكومات العراقية بعد الاحتلال عام 2003والى الان ولعدم الدقة في الاختيارات للمناصب الرسمية يجني العراقيون نتائجها الكارثية الواضحة للعيان من معاناة وويلاتها يوميا منذ تلك السنوات العجاف في اوضاعهم المختلفة والتي لايحسدون عليها (كما يقال )ولكثرة استخدام مصطلح (التكنوقراط )وجه لي رجل سبعيني في احدى سيارات الاجرة (كيا ) لخط باب الشرقي البياع سؤالا خاصة بعد ان ألمح نسخة من جريدة (الزمان ) بيدي .. فقال (عمي يرحم اجدادك متكلي شنو يعني (تكنوقراط ) يعني مكدرنه بكل هاي الفلوس نستورد منهه من الخارج جم درزن اذا يكلون هو الزين )!! وحاولت تقريب الصورة له كيف ان الموضوع اشخاص وليس ( واتر بمب مبردات )من الذين يحملون مؤهلات وشهادات حتى يتسلمون مقاليد الوزارات فكان جوابه (لعد اشو..كل ..مسؤول لو وزير كبل اسمه الاستاذ والدكتور و..و…و يعني كل اللي كبلهم جانوا ..خس .. لو قرنابيط ) ..لم استطع الاجابة مع اقترابي من المكان الذي وصلت اليه فأنقذت نفسي من الحراجة والاجابة مناديا على السائق (نازل راس الشارع )!! تاركا عدد من الركاب وقد دخلوا على الخط وتحول النقاش من سياسي الى غذائي عن اهمية القرنابيط كقيمة غذائية عالية فهي تحتوي على عناصر تساعد في محاربة التجاعيد وعلامات الشيخوخة والوقاية من السرطان او (دك .. عيني .. دك )!!!
مقالات اخرى للكاتب