كثير من الدول يكتب عنها التاريخ مرت بأحداث عصيبة لكن من حكم تلك الدول وفي اصعب العصور اعاد هيبتها كدولة لها قانون ولها قوة داخلية وخارجية معززة بوطنية أهلها وشبابها وشيبها فمن المعروف ان المواطن يبقى يعشق ويحب وطنه وفي كل ظروفه وينظر بعينيه الى حكومته لتعيده الى وضعه السابق وبالتالي وطنية ذالك المواطن تبقى دائما على محك الاحداث لكنها ثابتة لا تتزحزح ابدا تتفاعل مع الاحداث الذي يعيشها ذالك الوطن ويبقى ذالك الحب والهوس والعشق للوطن معينا كبيرا لقادة الاوطان يتقوون به على الاحداث مهما كانت تلك الاحداث عصيبة ومؤلمة ولذالك العاشق لوطنه ينتظر اللحظات من حكومته أو قادته ليؤسسوا لوطن يخرج ثانية من ثقل الركام والماساة .
العراق اليوم يمر بايام ربما قد تكون هي الاكثر حزنا ومأساوية على نفسية المواطن العراق وهو يرى بأم عينيه أن حكومته بضعفها وعدم تدبيرها تقتله يوميا وتجعله يتلوى من المه على ما وصل له العراق على ايدي هذه المجموعة التي يسمون أنفسهم حكاما او قادة او رجال حكام يتربعون على مقاليد الحكم في دولة هي الاقدم في العالم وهي التي وضعت الحرف والقانون الاول وصاغته صياغة تعطي للمواطن حق العيش على هذه الارض معززا مكرما ,, كل يوم يسمع ويرى العراقيون حدثا او أحداثا تمر دون أن تتخذ فيها الحكومة العراقية اي اجراء يشفي غليل المواطنين الذين ينشدون من حكومتهم ان تضع النقاط على الحروف على الرغم من أن هذه الاحداث تصدر من أحزاب عراقية او من اشخاص يتبعون لأحزاب او من تصرفات دولية جارة بحق مواطني اهل العراق المساكين .
كل دول العالم تمر بمراحل وتعود كما كانت بعضها وصل الحال به أن يوقع على ورق ابيض سمي شروط الذل والهوان هذه اليابان والمانيا ومنها العراق وتنتهي ايضا امبراطوريات حكمت آلاف السنين لكن كل تلك التي وقعت على شروط المنتصرين لم تكن يوما حتى وهي في ارذل مراحل وجودها كدولة موصى بها من قبل عصبة الامم او الامم المتحدة لم تكن ضعيفة الى الحد الذي نراه اليوم في الحكومة العراقية وذلها وهوانها وأضمحلالها حتى يخال لك أن العراق لا تحكمه حكومة ولا قانون ولا دستور انهم مجرد اشخاص لا حول ولاقوة لهم في مجابهة اي نوع من أنواع الخطر الذي يمر به او يتعرض له العراق وكذالك تشعر أن هؤلاء المتسيدين على كراسي الحكم لا يفقهون من ادارة الدولة وتسييس المصالح والفوائد لوطنهم شيئا وما هم الا ادوات متخبطة ترمي الحجر في ماء الوطن الصافي ..
فعندما نسمع ونرى أن شخصا تابع لحزب كردي في كركوك يهدد الحكومة العراقية وينذرها ويقول انه سيلقنها درسا لاتنساه وتمر الايام ولم نسمع من الحكومة أن مثل هذا الشخص قد جيء به الى بغداد لينال جزاءه ,, هذه ما شاهدناه بأقتحام قوة من البيش مركة لدائرة اتحادية مهمة وأوقفوا تصدير نفط دولة كاملة وهددوا وعربدوا ومر الامر وكأن شيئا لم يكن ماذا تتخيل ان يشعر المواطن وهو يرى مثل هذا التهديد وعدم الرد من الحكومة الا يصاب بمرض عضال دائمي لايمكن الخروج منه الا بإسكات وتوقف القلب أو أحباط نفسي مؤثر على صحة المواطن ومسرعا به الى شفا الموت المحقق وهو يرى الحكومة عاجزة عن أتخاذ خطوات ولو بردع متواضع .
اما أحداث خور عبد الله هي الاخرى قد أخذت من العراقيين الكثير وآلمتهم كثير وهم يرون أن جزءا من اهم بقعة عراقية تصادر وترحل لدولة أخرى بشخطة قلم كما يقال خرج المواطنين وبكوا على حقهم المعروف والمعلوم منذ مئاة السنين لكن الحكومة لم تحرك ساكن ايضا وانتهى الموضوع واستغل استغلال كامل من قبل الكويت لصالحهم لدرجة أن القوة الكويتية البحرية قامت تجوب بزوارقها متحدية العراق وتمنع العراقيين الصيادة من الصيد او التقرب من خور عبد الله فلا رد ولا أحتجاج ولا استنكار وتصور ايضا حال ذالك المواطن وهو يرى حكومته بهذه الهيئة المذلة دون أن تحافظ على عناصر وممتلكات الوطن .
اما ما جاء به وزير الخارجية السعودي الجبير وهو يلوح بورقته المسمومة ليسلمه الى الحكومة العراقية وبشروط لم يشترطها اب على ابنه او زوج على زوجته او سيد على عبده وتتعامل الحكومة العراقية بتلك الورقة وتعطي عهدا أو وعدا للسعودية بدراسة تلك الاراء والشروط مستصغرة بالعراق وأهل العراق والحكومة هي الاخرى لم تنتفض او ترجي او تتوقف عند هذا الوزير الذي جاء وهو يضن ويعتقد أن الحكومة العراقية ليست كجيشها أو حشدها او شعبها بل هي الحلقة الاضعف من بين تلك الحلقات وهكذا جاء واثقا من أنه سيفرض بشروطه ما يريد وكأن العراق احدى مدن السعودية وهي من ترسم له استراتيجيته السياسية .
والأدهى من كل هذا وتلك وهذه أن الفساد والسراق يتحركون بحرية واريحية ويعرفهم الجميع من المواطن الى المسئول مهما علا ونصا منصبه لكن لايستطيع حاكم أو رئيس العراق او رئيس الوزراء ان يقول كلمته فيترك كل شيء للأيام وهو ينتظرها بفارغ الصبر لانه على دارية تامة أنه سيعود ثانية الى مدن الجنوب بحلة مختلفة لكن الاضعف .
عشرات مثل هذه الصور التي بات العراقي يتألم منها ويتظاهر احيانا ويرفع صوته بقوة ومناديا بكل الوسائل المتاحة حتى تلك المسماة افتراضية للتواصل الاحتماعي لكن كما يبدوا أن الحياء توقف عند هؤلاء وأن الوطن صار مجرد مانحا اموالا ومكتسبات ليس الا ,,هذه التصرفات تشعر الوطنيين العراقيين وكأنهم يمرون بمراحل اغتيال ممنهجة على ايدي عصبة سخيفة ووضيعة وضعت العراق وأهلة على كفة ميزان ومصالحهم على الكفة الاخرى .
مقالات اخرى للكاتب