القيادة الصالحة توجد أتباعاً صالحين .. كما ان السيئة توجد ما على شاكلتها .. تعلمنا في تجربة حكم مزدوجي الجنسية في السنوات الماضية ان رئيس الكيان يبحث عن اسوء ذمة ما بكيانه لكي يبيعه وزارة او محافظة او هيئة .. نعم المناصب تشترى بالمال مقدماً او بالتقسيط الشهري وتدير هذه العمليات اللجان الاقتصادية في المافيات الحاكمة ، ولان زعيم الكيان لايهمّه مصلحة وطن عليا وحق جماهير شعب ، فانه يختار الشخص المناسب الثعلب الماكر الذي يستطيع ان يوظف ميزانية الوزارة لصالحه لكي يوفّر المعلوم الشهري له ولسيده .. فلا يهم الزعيم ان يكون الشخص الذي وهبه المنصب ؛ له اختصاص مناسب لطبيعة عمل الوزارة او هو امي بمعنى كلمة امي / ولهذا لم نشهد وزير كفوء ونظيف اليد طيلة السنوات الثلاث عشرة الماضية .. وقس هذا المعيار من الرأس نزولا لوكلاء الوزير ومستشاريه والمفتشين العموميين ( من نفس الكيان ) الى المدراء العامين ومعاونيهم والى مدراء المديريات الفرعية فكل من احباب الكيان او الحزب ومن شاكلة واحدة ، ومعيار الجميع صغيرا وكبيرا ليس خدمة عامة وإنما رضا الزعيم والتسبيح بحمده .. وان كانت هذه هي كل المواصفات المطلوبة بالمسؤول ليتولّى مهمة ما ، وغياب معايير الكفاءة والخبرة الطويلة في مجال معين .. كان الأداء في مؤسسات الدولة على درجة عالية من السوء والفشل ، وذهبت مليارات الدولارات نهباً .. ومرَّت السنين الثلاثة عشر الماضية بدون بنى تحتية وبدون تنمية وحتى بدون قوات أمنية رصينة في التنظيم والولاء ، حتى تكَّشَّف المستور بهبوط أسعار النفط وظهرت الشمس وبانت عورات الحرامية !اليوم يطالب الشعب اللصوص لكي يتنازلوا عن إمبراطورياتهم وان هم أتخموا ارصدتهم في الخارج بالسحت الحرام / ولكن المقامر لايترك اللعب بسهولة عند اول خسارة ويبقى يصارع الخصوم الى آخر مدى / فهو لم يعد يكترث الى اي معيار آخر غير الدولار والدينار ولتذهب كل قيم الأخلاق والكرامة وطهارة النفس والضمير الى الجحيم !فالجميع مستعّد ان يتنازل عن كل شيء غير المنصب !وما يجري من سجالات وتجاذبات بين الجماهير الغاضبة وبين حيتان المحاصصة لأكبر دليل .. وآخرها صحوة ضمير البعض من النواب ممن ضاقوا ذرعاً برؤساء الكتل ( ان صدقوا ) واعتصامهم تحت قبة البرلمان يمكن ان يكون نقطة ضوء في آخر النفق للخروج من نفق المحاصصة النتن !؟وفي الختام .. الف تحية لثلّة الوطنيين نظيفي اليد من مدراء عامين ومدراء ممن بقوا نظيفي اليد والضمير في نظام المحاصصة القذر ، او تَرَكُوا الوظيفة بسبب الضغوط .. اذكركم بان ؛ إِمَّعةطُفَيْليّ، والتَّاء فيه للمبالغة.
مقالات اخرى للكاتب