Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
داعش... توازن الرعب وعمود الكهرباء
الاثنين, تموز 14, 2014
عماد رسن

كلما حاولت فهم ظاهرة داعش في العراق تذكرت عمود الكهرباء القريب من دارنا والذي أصبح أسطورة بعد أن سمعت عنه الكثير. ففي نهاية آخر شارع من الحي الذي نسكن فيه يوجد هناك عمود كهرباء مهترئ يذكرني بالنظام البائد فهو من مخلفات البنية التحتية المتعبة والتي أجهز الامريكان على بقاياها باحتلالهم للعراق. لقد ظل هذا العمود صامدا ً لفترات طويلة أمام حروب متعددة وحر وبرد ولا أعرف إن كان بقائه صدفة أم بفعل فاعل, فبعد كل هذا الدمار الذي حل بالعراق لم يخضع هذا العمود للصيانة منذ عقود. في الفترة الأخيرة بدا هذا العمود مكهربا ً لايقترب منه أحد على إثر تماس كهربائي, فقد أصبح العمود عدوانيا ً بشدة لدرجة أنه يقتل من يلمسه بأصبعه, بالخصوص أيام الشتاء حين يفيض الشارع بالماء لغزارة الأمطار وعدم وجود شبكة لتصريف المجاري. 
لكن, من ميزات هذا العمود أنه يحتل موقعا ً ستراتيجياً بالغ الأهمية, فهو يقع في آخر شارع من الحي السكني, فبعد هذا الشارع توجد هناك مساحات شاسعة امتلأت في السنوات التي أعقبت سقوط النظام بالعشوائيات التي لاتمتلك إلى الآن ومنذ سنوات عديدة لاشبكة للكهرباء أوالماء أوالمجاري ولا أي شيء حتى, بل هي بيوت متعبة غير منتظمة تملأ شوارعها النفايات والحفر وأطفال حفات يلعبون وسط تلك البيئة التي لايمكن لأحد أن يعيش فيها إلا مضطرا ً. يحاول سكان هذه العشوائيات الحصول على الحد الأدنى من الخدمات من خلال الوصول لشبكات المياه والكهرباء في الحي النظامي ومن هنا تأتي أهمية عمود الكهرباء الذي أصبح نقطة إرتكاز حيث ترتبط العشرات من بيوت العشوائيات بشبكة نقل الطاقة الكهربائية من خلال هذا العمود. 
لهذا العمود مزاج غريب, فحين يشتد الطلب على الكهرباء يصبح حاميا ً حد خروج الدخان منه وكأنه يعبر عن غضبه ورفضه للوضع المتأزم, وأحياناً أخرى يصبح باردا ً مرتاحا ً بالخصوص في الهزيع الأخير من الليل كون أغلب الناس نيام حيث يقل الطلب على الكهرباء. أما في الشتاء فيصبح العمود عدائيا ً إذ يقتل من يقترب منه فالكل يتجنبه. أما الأرض التي يقف عليها ذلك العمود فهي رخوة رطبة غير ثابتة لقلة من يمر عليها خوفا ً من ذلك العمود ومن يمرعليها يحتاج للإتكاء على ذلك العمود وربما يلقى حتفه بصعقة كهربائية. لقد قتل هذا العمود كلبين وحصان كبير مر منه وهو يجر عربة بيع الغاز بصعقة كهربائية إذ مات باللحظة. ظلت جثة الحصان مرمية ثلاثة أيام حتى أنتفخت وتفسخت وأصبحت رائحتها العفنة تملأ المكان فاضطر أصحاب الحي أن يجمعوا المال ليستأجروا جرافة ومركبة حمل لرفع الفطيسة من المكان ورميها في مكان آخر.
لقد كان العمود يقف أمام بيت وهو آخر بيت في الحي يسكنه أناس من مكون معين أما من يقطن العشوائيات فهم من المكون الآخر. فمن جهة يخاف أصحاب هذا البيت أن يمنعوا أصحاب العشوائيات من إستخدام العمود لنقل الطاقة الكهربائية فذلك سوف يحسب على أنه حرمان مكون من الكهرباء من قبل مكون آخر وبنفس الوقت كانوا يخافون أن يقتل أحد ما صعقا ً بالكهرباء وحينها لابد أن يدفعوا دية الميت على إعتبار أنهم أصحاب العمود الواقف أمامهم منذ سنين. أما أصحاب العشوائيات فأنهم يغازلون أهل ذلك البيت لضمان تدفق الكهرباء من خلال العمود ومرة يخيفونهم إذا تحدثوا عن خطورة العمود لأنه سيمنعهم من التزود بالكهرباء إذا عولج معالجة صحيحة. لقد كان لهذا العمود وظيفتان متناقضتان في وقت واحد, فهو مصدر للتهديد وصمام للأمان.
إن هذه القصة قصة حقيقية فهي تحكي تداخل الخوف والمصلحة وتوازن القوى من خلال عمود كهرباء. إلا أن الافت للنظر هو دور هذا العمود الذي أصبح بعبعا ً ومصدر حماية ومصلحة للكل في نفس الوقت. الكل بحاجة لهذا العمود والكل يشتكي من هذا العمود, وعلى خطورته فهو نقطة توازن رعب بين مكونات الحي إذ لايستغني عنه مكون ويستخدمه المكون الآخر كذريعة لشحذ الهمم من أجل بسط نفوذه إذ يشبه موقف داعش في العراق اليوم حيث تختلط الأسباب وتتعدد النتائج بتضارب المصالح وتوازن الرعب بين المكونات التي يخاف أحدها الآخر. لقد دخل داعش كطرف في لعبة المصالح لكن لداعش له اجندات تختلف عن كل المكونات التي تعيش في هذا البلد. فداعش بالنسبة للبعض مصدر حماية وضمان لقلب معادلة السلطة لصالحه بالعودة للماضي, أي قبل 2003, وذلك بتغيير قواعد اللعبة الديمقراطية بالإتكاء على عامل خارجي ومشاريع أقليمية لها أجندات طائفية. أما الطرف الآخر فيستخدم داعش كفزاعة لتخويف المكون الآخر لضمان البقاء في السلطة من خلال التحشيد الجماهيري والإستنجاد بالروح المعنوية بالتركيز على الهوية الطائفية لتبرير فشله والذي اضطره أيضا ً باللجوء لدول خارجية. وهناك من يستفيد من داعش لأنه حقق له مكتسبات ماكان يحلم بها في يوم من الأيام فداعش بالنسبة له مهم للحد الذي يشكل خطرا ً عليه هو وحده. ولكن, يبقى السؤال, هل نحن بحاجة لداعش لتحقيق توازن رعب في بيئة تملئها الصراعات, وهل وجود داعش من أجل توازن رعب محلي فقط أم أقليمي أيضا ً ومانحن إلا ضحاياه؟
 أتمنى أن تكون نهاية داعش كنهاية عمود الكهرباء الذي أصلحت دائرة الكهرباء مافيه من تماس كهربائي حيث أصبح آمنا ً وتخلص الجميع من شره بالرغم من أنها لم تفصل الكهرباء عن بيت العشوائيات في المنطقة. 

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.44893
Total : 101