ألا طاشتْ وما ثابتْ لرشدِ
وإنْ ثارتْ فقد ذهبتْ بحشدِ
إلى ألمٍ وتخريبٍ وسُعرٍ
وإمعانٍ بقاسيةٍ ونكدِ
كأنّ جموعَها تحدو أساها
بداعيةٍ إلى نقمٍ وحدِّ
وما لشعوبها أملٌ وسؤلٌ
إذا تاهتْ وما وَصلتْ لقصدِ
قيادةُ ثورةٍ برهانُ فجرٍ
وملهمةٌ لحالمةٍ برَغدِ
وما مَسكتْ شعوبٌ مُبتغاها
إذا وُصِمَت قيادتُها بوأدِ
ومَنْ حَسِبَ النجاحَ بلا قيادٍ
يرى زمنا هوى مأسورَ قيْدِ
فكنْ بقيادةٍ وَضُحَتْ رُؤاها
وقائدُها يبادِرُها بنُشدِ
كراسيها إذا مُلِكتْ وسادتْ
فلا تعتبْ على فئةٍ وفردِ
وأيّ جديدةٍ نهَضتْ لحُكمٍ
أسامتْ قومَها طعنا بكيْدِ
بها حزبٌ على حزبٍ وشعبٍ
فلا وطنا رعتْ وقضتْ بجُحْدِ
وإنّ نظامَها حمّال جورٍ
ومنّاعٌ لصالحةٍ وسَعْدِ
لقد ضُرمتْ مَعاقلها وأزّت
فسالَ الْدمع مَحفوفا بسُهدِ
وليلٌ من عَجائبها تردّتْ
كواكبُ لحظهِ في ثقبِ زرْدِ
أتابعُ فعلها والروحُ كلْمى
مضرّجةٌ بواعيةٍ لفقدِ
كأنّ أسيرَها مجموعُ شعبٍ
وأنّ طليقها مرهونُ صَفدِ
أظنّ ديارها تشتاقُ حرّا
يُعاطيها الكرامةَ بالتحدّي
يكادُ وجودها يرتادُ جمرا
إذا هبّتْ دواعيها لنجْدِ
إذا سَئِمَتْ من الإقدامِ يوما
تولتها العوادي مثلَ أسْدِ
وفي يومٍ من الأيّام صارت
بدائرةِ الضحايا والتردّي
فجاءتها الأوافي والعَظايا
مقنّعةً بكاذبةٍ وزُهْدِ
لكلّ ضعيفةٍ أفواهُ وحْشٍ
تداهمها بداجيةٍ ورَقدِ
على الويلاتِ مِنْ فَرَقٍ مَشينا
بأجيالٍ وأجيالٍ كنُضدِ
كأنّ النورَ يا زمني كنارٍ
وأن مكاننا بركانُ وَقدِ
فهلْ نضجتْ نواهينا وأعْلتْ
جواهرَ ذاتنا في عصر وعْدِ
وهلْ نجحتْ بتحريرٍ لعقلٍ
وأذكتْ خطْوَها في روحِ عَهْدِ
صحيحُ سلوكنا برهانُ وَعيٍّ
وإدراكٍ لما يُعنى بخلدِ
فعشْ أملا وقاومْ إنكسارا
فإنّ العزمَ يدعونا لمَجْدِ
وكمْ نطقت عُصورٌ مُحتواها
فبانَ العِزّ من فِكَرٍ وجدِّ
فهلْ بقيتْ بداجيةٍ رؤانا
وأنّ الضوءَ من شمسٍ وبُغدِ!!