Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
قتل الطفولة وتجريم المجتمع.
الجمعة, تشرين الأول 14, 2016
عباس علي العلي



من الظواهر الخطيرة جدا والملفتة بالسنوات الاخيرة هي إساءة البعض وتحت عناوين زائفة للقيم الإنسانية المشتركة والتي أهمها حفظ الطفولة من التعرض للعنف والقسوة، وهو من ضمن حقوق الطفل الأساسية كما اقرتها الشرائع الدينية والدنيوية، والغريب أن الدولة العراقية وانا معني ساكته وتحت تأثير الخضوع للشارع وعجزها عن المعالجة ليس نقصا في الموارد والتقنيات والقوانين، ولكن بتملقها وإنشغالها بالتنازع المناكفات الجانية شجعت بسلبية الموقف على أن يتم التمادي في الأعتداء على جذر المجتمع الإنساني وهو الطفل.
من المتعارف أجتماعيا وقانونيا أن الدولة ككيان يمثل قيم وتوجهات وفلسفات تقود بأداء واجبها الأساس على حفظ الحقوق وصيانتها من التعدي الداخلي والخارجي، ومنها حق الطفل أولا لما يمثله من أساسية مهمة بحفظ المجتمع والنوع الإنساني، وعليها والحال هذا إن كانت تحترم مسماها الوظيفي هذا أن تشرع متشددة في معالجاتها القانونية والاجتماعية تجريم هذا الأعتداء وأعتباره موجه لروح المجتمع أولا وأعتداء على القيم الضامنة للمستقبل، وعليها أن تفعل كل التشريعات النافذة لمواجهة الانتهاكات المنظمة ضد الطفولة وفرض تطبيقها من خلال أشاعة ثقافة الأحترام الضروري لهذه الفئة الأجتماعية، سواء في الانتهاكات التي تجري عليهم في داخل العائلة أو في خارجها وتحت أي ذريعة دينية أو أقتصادية أو نتيجة للظرف السياسي المضطرب مستعينة بتجارب الأخرين وبمساعدة المنظمات الدولية المتخصصة.
وفي غياب معالجات حضارية وإنسانية عملية لصيانة مجتمع يتعرض للإبادة والتشظي والتهميش، أرى أن من الواجب الضروري والمحتم الآن هو التوجه الكامل لكل القوى المدنية والثقافية والإنسانية الأكاديمية، للتنبيه من خطورة ما يجري على الأرض أولا من أنتهاكات فضيعة، وتحميل كل من يكون مسئول قانونيا وأخلاقيا على أن يتحرك ضمن الأطار الوظيفي المخصص له لمواجهة كارثة أجتماعية متوقعة، وعلى السلطة السياسية والتشريعية والقضائية هي الأخرى بأعتبارها الحارس والقيم على الموضوع الإنساني والأجتماعي أن تتحرك بسرعة وبمهنية جادة لمواجهة أنتهاكات الطفولة بكل جدية وأهتمام، فالمجتمع التي تنتهك فيها حقوق من لا يستطيع أن يدافع بنفسه عن حقه مجتمع جريمة منظمة بلا شك.
إن ترك الطفولة في مهب ريح عاصفة تنخر في شخصية رجل المستقبل وتعده وفقا لتفاعلات الجريمة لأن يكون في المستقبل القريب حدثا جانحا ثم مجرما محترفا إن لم ننتبه إلى أهمية المعالجات الواقعية وندق جرس الإنذار من الآن، وحتى لو تمض الأمور بهذه الحدة مجرد ترك الطفل يتعرض لهذه القسوة ، فإننا نفتح له الأبواب المشرعة ليكون سلبيا ولا إنسانيا في تعامله مع الذات ومع الأخر، لأن ترسبات الطفولة في الوعي العميق ستظهر من حيث لا يعلم، فيتحول إلى كاره للمجتمع ومنتقم لما عانى في طفولته أو عايش أحداث أقحم بمشاهدتها ومعايشتها دون إرادة.
وحتى داخل الأسرة هناك الكثير من العنف الأسري والثقافي الموجه والمقنن الذي يستهدف الطفولة في الوقت الذي لا تسمح المجتمعات المصدرة لهذه البرامج والفعاليات الثقافية أن تعرض على أطفالها، فمن خلال مشاهدة برامج التلفزيون أو الأطلاع على وسائل الأتصال والتواصل الحديثة التي تزرع العنف والسلبية والتطرف وحتى الإباحية في عقول النشيء إنما يكمن الهدف الأساس من التخريب العقلي المستهدف، دون أن ينتبه المسئول الأسروي والتربوي عما يدور في عالم الطفولة من تأثيرات عميقة وحازمة في الوعي العميق والذاكرة البعيدة التي هي مصدر لصناعة السلوك الإنساني في مراحل لاحقة، وما يتركه هذا التخريب الحسي السلوكي من بصمات مخربة وخادشة للبراءة ستكون بكل تأكيد محرفة للسلوك الطبيعي المستهدف. 
إن حفظ الطفولة وصيانة مشروع المستقبل لا يتم عبر أطلاق الأمنيات المجردة من منهج وبيئة، وتشريع لا يحترم ولا يطبق إلا في حالات اللجوء الفردي للقضاء، بل على المجتمع أن يعي مسألة مهمة وهي أن الأعتداء الموجه ضد الطفل وتحت أي يافطة أو تبرير هو هدم وتخريب في أسس ونمطية نظام المجتمع، مما يعني تحويل هذه الجريمة من أطارها الفردي إلى كونها جريمة ضد المجتمع ومن الجرائم التي تحارب الإنسانية، وهنا يكون من حق أي فرد أجتماعي وإن لم يكن متضررا أو ممن تمسه الجريمة بأثر له الحق في اللجوء للقضاء وبكل الوسائل، وعند تخلف السلطة الأدارية والحكومية من ممارسة دورها في طلب تطبيق القانون ضد منتهكي ومرتكبي جرائم الماسة بالأمن الأجتماعي أو ضد الإنسانية وفي كل الأوقات وفي جميع الحالات.


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.48338
Total : 101