الحسين قطب في معركة لا تنتهي ، معركة الخير والشر ، الحق والباطل ، الإنتصار للمظلوم والوقوف بوجه الظالم أو مباركة ظلمه والسكوت عن جرائمه، أو لم يوصه وأخيه ، الإمام علي ع وهو على فراش الموت " كونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً " ؟
طريقان متضادان ، الحسين يقف على رأس أحدهما ، فيما يقف يزيد على الطرف الثاني .
طريق يحاول ان يعيد الإعتبار للإنسان ، للمهمشين ، للفقراء ، ويبعث روح الدين الثائر بوجه الظلم والإحتكار واستعباد الإنسان ، وطريق يخطط ويعيد الحياة لحكومات الوراثة واستعباد الإنسان وخلط روح الدين وثورته بروح القبيلة وعصبياتها .
فالحسيني هو من يقف مع المظلوم وينتصر للحق ويتجنب الشرور ، ويقف بقوة في وجه الظلم والظالمين ويطلب الإصلاح في هذه الأمة المنكوبة بالفساد والمستبدين ، وليس مهماً دينه او مذهبه ، فالروايات تذكر ان انصار الحسين كان من بينهم مسيحي ايضاً .
اما النقيض من ذلك فهو من يخالف اهداف الحسين ومبادئه ، ويلتحق بمبادئ يزيد واهدافه في قتل الإنسان و اغتصاب السلطة والجور والطغيان وممارسة الظلم بكل ألوانه ، لا مناص من ان هناك الكثير من الشيعة سيلتحقوا بالطرف النقيض ، طرف يزيد ، وهناك الكثير من الديانات والمذاهب الأخرى سيلتحقوا بركب الحسين !
ففي كلام زمان ومكان ستجد هناك حسيناً ثائراً ، وحيداً ، ضامئاً ، في فئة قليلة من الإنصار "تسلك طريق الحق رغم قلة السالكين فيه " فيما ستجد الجنود المجندة تحوم حول يزيد وتعزز بطشه وتأكل من ماله الفاسد .
لكن هل انتهى كل شيء ؟ طبعاً لا ، فطريق الحر الرياحي يسع الجميع ، وكما قالها الحسين ع في يوم الطف " كونوا أحراراً في دنياكم " فالحسين اليوم لا يريد منكم ان تلعنوا يزيد التاريخي فقط ، بل يريد منكم أن تقفوا في وجه كل يزيد ، في المجتمع وفي الدائرة وفي البرلمان وفي السلطة وفي كل مكان .