لست ادري فيما اذا فوجيء العراقيون مثلي أم لا ، وهم يشاهدون معالي وزير التربية يهدد ويتوعد من تسبب في تصدير البسكت الفاسد بالويل والثبور ، بعد توجيه التهمة لوزارته المصون بالتورط في هذه القضية ، ولا اعلم رأي القانونيين في سلامة قراره بتشكيل لجنة تحقيق في ملابسلات الفضيحة برآسته وهو احد الاطراف المتهمة .

الذي رأيته في الرجل عندما كان يهدد ، صورة المرعوب الخائف المرتبك الذي لا يمتلك الحد الادنى من صفات القائد وقت الازمات والمحن . وهذه ليست المرة الاولى التي نراه فيها على هذه الحال فقد سبقتها قضية الصفعة وغيرها .

وقبل ان اترك الكلام عن معاليه أسأل :- ولماذا هذه السفرة السريعة الى الاردن غير الشقيق وترك مسؤولية ادارة الوزارة ؟؟

حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي كان العراق معروفا بكثرة المعامل المتنوعة في منتوجاتها من الطابوق والسمنت البورتلندي فائق الجودة والطابوق الجيري والاسفنجي ، ثم معامل اللدائن التي غطت طيفا واسعا من الاحتياجات المنزلية والانتاجية ناهيك عن افضل المواصفات في القابلوات والمحولات الكهربائية ألى معامل الملبوسات الجاهزة والاقمشة الفاخرة والسجاد الراقي ....الى معمل الزجاج المتفوق على التركي والايراني والصيني... ومن بين هذه المصانع المفخرة يتخذ معمل البسكولاته مكانه المتميز بين جميع المعامل والمصانع العراقية ألمتميزة .

والعراقيون – المفتحين باعلى الالبان كثافة – يعرفون اين تبخرت هذه المعامل وكيف سرقت بعد الاحتلال هدية الى دول الجوار على مساعدتها في تحرير البلد من حكم الطاغية

والدكتاتورية ، فاصبحنا نستورد بضاعتنا من الدول المجاورة( شقيقة وغير شقيقة ) التى تكن لنا الحب كل الحب والتي أيضا حصنت حدودها بسبب هذا العشق بوجه العابثين والانتحاريين !!!!!

وقبل ان تعرف دول الجوار طعم البسكويت ، كان ابن زاخو يتلذذ بطعم منتوج معمل بسكولاته ويفخر بتقديمه لضيوفه يشاركه في هذا التذوق الرفيع ابن القرنة وصفوان ، ولا يختلف عنهما ابن بعقوبة او الرمادي في التذوق الرفيع ذاته .

وليس هذا المعمل هو الوحيد في منتوجه الوطني السليم , بل هناك معمل غسان ومنتوجه الموسوم بأسم ( بسكويت ماري ) الشهير ... وماركات وطنية غيرها .

وبدل ان تقوم السلطة التشريعيه ومعها التنفيذية بحماية المنتوج الوطني ، فتحت الابواب مشرعة امام أستيراد كل رديء ومسموم ومسرطن ليزرع في اجسادنا المعروف والمجهول من العاهات وكأن سموم اليورانيوم المنضب لم تكن كافية !!

السلطة التشريعية في بلادنا تناقش كل شيء عدا ما يتعلق بحياة العراقيين وسلامتها والارتقاء بأهلها الى حال افضل من الذي فيه .

السلطة التنفيذية تغني على موجة تختلف تماما عن موجة المهمومين والمحرومين والكادين ليلا ونهارا بالحلال وفقط بالحلال .

جميع الذين تسببوا في هذه الجرائم أفلتوا من المحاسبة والعقاب بسبب قانون الطمطمة الذي لم تدرج فقراته في الدستور ولا في القوانين العراقية الجديدة !!

اليوم قرأت عن مصيبة اخرى ( ديكحلوهه ) هي نية الدولة لاستيراد معامل لصناعة البسكويت !

وأسأل هذا الغريب عن االعراق صاحب هذه النية ( الكشرة ) :- هل اطلعت على ما موجود من معامل للبسكت في العراق ؟

لماذا لم تفكر حضرتك في دعمها واحتضانها وهي المالكة لافضل الخبرات في هذا المجال وعلى مستوى المنطقة ؟ أضف الى ذلك ان اصحابها ومن خلال جودة انتاجهم وتسعيرتها يتمتعون بحب للعراق واهله بلا ادنى شك . ولو اسندت اليهم مهمة أطعام فلذات اكبادنا لفعلوها بكل جهد طيب ونوايا سليمة .

ما حاجتنا الى معامل خردة من مناشيء بايرة وعندنا معاملنا الاصلية ومن ارقى المناشيء غير ان تحريكها لا يحتاج لسوى بعض الزيت الوطني بدل ( الدهن ) الاجنبي المفضوح والذي طغت روائحهه النتنة على كل مكان .

رب قائل يتفلسف ويقول انها لاتواكب التطور العلمي ألحالي ( صدقة لعينه ) فأجيبة هل ترمي اوربا مصانعها كل يوم الى المزابل بسبب التطور الحثيث الذي يحصل هناك كل يوم ؟؟؟

شعار معمل بسكولاته كان ] انواع لاتنتهي ...لكل ذوق ما يشتهي [

وهذا ما كان فعلا .