جميل جمال العراق وشعبه روت مقتنياته نفوس الزائرين الظمآنة كما روت دجلة والفرات ارض الحضارات وأنتجت أرثا" من الطين المصنع بأحدث وأجمل الفنون التي تحدت كل الظروف وبقت شاخصة فوق وتحت الأرض لتحكى لنا قصة حضارات سباقة بتعليم البشرية كافة العلوم والقوانين ,
إدارة المحفل انتهجت سياسة كسر الأسلوبية والروتين وتقديم كل ما هو جديد وجميل فقد استقبلت القيثارة السومرية كاريزما المتحف الشناشيل التي تجسد تراث وفلكلور العراق التي حضرت بقوة كعمل فني متميز بدقة وحرفية عالية
والجديد الأخر "موضوع البحث والتقصي" هو افتراش نحات ارض المتحف ليشتغل احد أعماله الفنية , فنان ولد من قلب معاناة الزمن الغابر أنتج من الأوجاع والفقر والآهات فنون, انتفض من ركام الخراب الجميل ,وهبته السماء ألوانها ومنحته الطور ريشها و الأرض أحجارها ليصوغها بإبداع فطري عفوي ويحولها الى لوحات "رسم وخط ونحت",الفنان يمتلك أحساسا" مرهفا وأخلاقا دمثة ,غني مثل بلده فهو يمتلك الفقر بشقيه المادي والمعنوي الى حد اللعنة, فنان فطري لم يأخذ نصيبه من التعليم مثله مثل الكثير من فقراء العراق, هذا الفنان العزيز النفس الوديع بكل ما تحمل هذه الكلمة
من معنى أقام عدة معارض وحصل على جوائز وشهادات تقديرية لكن طيبته المفرطة جعلت البعض يطمع فيه ويجير كل أعمالة ونتاجه " ليخرج من المولد بلا حمص"
وجد ضالته واستقر به المطاف في "المتحف المتجول الثقافي" المحفل التاريخي والثقافي والفني ووجد ذاته كفنان حر يقدم أعماله باستقلالية مدعومة بكل ما يحتاج من لدن مؤسس المتحف والإدارة وهذا هو واحد من الأهداف السامية التي يسعى لها المتحف
اختم قراءتي على هذا المنعطف الفني الكبير لأثمن الجهد المتميز والروح الوطنية الوثابة والسلوك المثابر ودماثة الخلق التي يتمتع بها العاملين بروح الفريق الواحد من اجل العراق وإسعاد شعبه بدون مقابل ,هؤلاء أعزائي كالشموع التي تحرق نفسها لتضيء الدرب للآخرين وهذه حقيقة من مسؤوليتي المهنية أن أقدمها لرأي العام , ومواطن قريب من الحدث يتوجس خيفة من فقدان هذا الصرح والمعلم التاريخي والحاضنة للإبداع الشباب وورشة تنتج حب الوطن والتمسك بحضارته, أتمنى أن تطرق هذه الكلمات مسامع القائمين على الثقافة والسياحة والآثار وأصحاب القرار ووسائل
الإعلام من اجل خدمة العراق واستمرار هذا المحفل الكبير خصوصا انه يكتنز الكثير من الفنون التي يحتاج عرضها إلى دعم لوجستي ومعنوي.
مقالات اخرى للكاتب