Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
سلوك الإجترار!!
الجمعة, آذار 15, 2013
د. صادق السامرائي

الإجترارهو أن تسترجع ما وضعته في معدتك إلى فمك , وتقوم بمضغه وابتلاعه مرة ثانية أو أكثر.

والمعروف أن المجترات ruminants كالأغنام , أنها تجتر ما تأكله كالحنطة والشعير, وكأنها قد إبتلعته ورطبته في معدتها ذات الأقسام الأربعة , لتقوم بعد ذلك بطحنه بأسنانها ,  لتتمكن من هضمه بسهولة ومن غير تخمة أو عسر.

والبشر لا يمكنه أن يجتر طعامه لأنه سيحرق مريئه وبلعومه , فمعدته قد سكبت أحماضها على الطعام فأوهنته , وأعدته لأنزيمات هاضمة في الإثني عشري والأمعاء الدقيقة الأخرى , التي تأخذ منه ما تريد وتلقي بما لا تريده كفضلات.

لكن البشر أيضا يعاني من حالة الإجترار, فهو لا يجتر طعامه بل أفكاره , ويتواصل في تداولها ما بين أجياله, فيحقق حالة المراوحة في أطيان الحالة المقيمة التي يعاني منها.

وعندما يجتر البشر أفكاره يتأخر, لأنه سيعيش في عزلة عن أجواء وظروف التقدم , ويعيد التفاعل مع ذات الموضوعات , التي تفاعلت معها أجيال عديدة من قبله.

ومن يتأمل أحوالنا , تتضح أمامه بجلاء مأساة إجترار الأفكار , التي نعيشها ونعاني منها جميعا, وكأننا ما خطونا إلى الأمام , ولا عرفنا طعم المعاصرة والحياة , التي نحن في زمنها السريع الإنطلاق إلى معالي الرقاء والأمل والرجاء.

فلا زلنا نتحدث عما جرى في قرون بعيدة , ونؤلف الكتب والمقالات عن موضوعات لا تقدم لنا شيئا نافعا , بقدر ما تحقق إسنادا نفسيا وإنفعاليا لحالة التأخر والإنحدار الأشد إلى الوراء.

وربما نغفل هذه العاهة الحضارية , التي تسببت بإضطراب المراوحة  وعدم المبارحة , وبالسير إلى الخلف , لأنها تستنزف الطاقات الحية للأجيال , وتسكنها في تراب الأجداث , وكأنها تريد أن تحل المشاكل القائمة ما بين القبور, وتحسب ذلك إبداعا وتقديما مفيدا للحالة التي نتفاعل معها.

فالأمم التي تريد أن تتقدم وتتأكد في عصرها , يتوجب عليها التحرر من عاهة إجترار الأفكار والمعارف , وأن يكون سلوكها مبنيا على قواعد الإنطلاق إلى أمام.

لأن الأزمان تتبدل والأجيال تتغير, ولا يجوز لها أن ترتكب جريمة إستعباد أجيالها بهموم جيل واحد , أدى ما عليه وحقق وجوده, وسطع بكل ما فيه وغادر الأرض , وكأنه أوكل مشاكله إلى العديد من الأجيال من بعده.

ومن هنا فأن الأمة لا يمكنها أن تلحق بغيرها, وتتقدم إن لم تعي هذه المعضلة الحضارية , وترتقي بكل ما فيها إلى زمنها , وتعاصر وجودها الكبير, وتتخلص من الثقل الإنحداري الذي أحنى قامتها , وبعثر خطواتها وأوقعها في وديان لا تريد الوقوع فيها, وأوردها ما لا يرويها , بل وكأنها تضع الرمل في فمها وتحسبه الماء.

إن الإجترار بأنواعه مشكلة جوهرية تقيّد القدرات وتحطم القابليات , وتضع التطلعات في زنزانة الظلام والإحتراق, وتهتك أعراض المُثل والأخلاق والقيم والقواعد , التي تريد من البشر أن يرتقوا ويتفاعلوا مع زمانهم لا زمن غيرهم البعيد. ويعين على الإنصفاد في قيود الضياع والذوبان في تراب المجهول , والغياب البعيد في طريق مسدود , لا يعرف النماء والإنطلاق إلى عالم رحب سعيد , ويأسر الأجيال في قبضة الفناء والإنقراض.

ويبقى الإجترار مشكلة تربوية حضارية بحاجة إلى مواجهة وتحدي وإصرار على إزاحتها , وتقرير مصير المسيرة اللاحقة , لأبناء الأمة في طريق الحياة الصاعد.

 

د-صادق السامرائي

 

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.39164
Total : 101