Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
هل بقيت للعمل أخلاق؟
الأربعاء, نيسان 15, 2015
معتصم السنوي

 

 

إن سمات هذا العصر أنه قد تجاوز المرحلة التي كان الناس فيها يفصلون فصلاً حاداً بين وقت العمل ووقت الفراغ، بمعنى أن عصرنا قد خلق لنا كياناً ثالثاً يجمع بين القسمين اللذين قد يبدوان وكأنهما ضدان لا يلتقيان، وذلك بأن خلق ما يسمى (الفراغ العامل) أي الفراغ الذي لا بيده صاحبه بلا جدوى، بل يعمل فيه عملاً ينفعه وينفع الناس، ويدخل في هذا الباب ضروب الخدمات الاجتماعية غير المأجورة، التي نراها عند غيرنا من الأقوام في التقدم ونعجب لشرعة زيادتها وكثرة تنوّعها، وذلك للفارق البعيد بينهم وبيننا، فبينما هم يملأون الفراغ بالعمل متطوعين، ترانا نحن نملأ ساعات العمل بالفراغ متهربين؟ فهناك فراغ عامل، وهنا عمل فارغ.. وربما أزدات صورتنا في هذا الأمر بشاعة، إذا ما القينا نظرة إلى طريق التطور الحضاري كيف كان؟ ففي المراحل البدائية لم يكن الناس يعرفون هذه التفرقة بين عمل وفراغ، إلى الدرجة التي تجعل “للعمل كلمة خاصة في لغات القبائل المتخلفة، كما ينبئنا علماء الأجناس البشرية، وفيم يجعلون للعمل كلمة خاصة به، وهم لا يقسمون حياتهم هذه القسمة التي ابتكرتها أنماط حضارية أخرى لا شأن لهم بها؟ فليس عندهم هذا التوالي بين ساعات للعمل تعقبها ساعات للراحة بعد عناء، لأن هذه وتلك متداخلة في حياة عضوية واحدة. ثم جاءت مرحلة أكثر تنظيماً، ففصلت بين الفترتين، لتكون فترة العمل للعمل، وفترة الفراغ للفراغ، وهي الصورة التي ما زالت عالقة بأذهننا إلى حد كبير، غير أن ظروف الحياة الصناعية في عصرنا قد زادت من ساعات الفراغ زيادة حملت الناس على أن يفكروا في ملئها بصنف آخر من العمل، يغلب أن يكون اشباعاً لهواية أو أن يكون خدمة للآخرين. وأما نحن فقد زاد فراغنا أيضاً، لا لأننا أدخلنا الصناعة إلى الدرجة التي تؤدي إلى هذه النتيجة، بل زاد فراغنا لسبب آخر، هو زيادة عدد العاملين عن القدر المطلوب لأداء العمل زيادة رهيبة، حتى لقد علمت – مثلاً- إن هناك دوائر في أجهزة الدولة بها من الموظفين ما يفوق ملاكها الوظيفي المقرر أصلاً فكانت النتيجة هي أن معظم هؤلاء لا تظهر وجوههم إلا يوم صرف المرتبات، لأنهم حتى إذا واظبوا على الحضور، فلن يجدوا أماكن لجلوسهم مجرد جلوس وأعاقة من يعمل فعلاً!! فكان أن دمجنا نحن الفراغ بالعمل على نحو ما دمجت الشعوب المتقدمة، لكن الفرق هو أن هذه الشعوب تحاول أن تجعل الدمج عملاً كله، وأما نحن فنحاول أن نجعل الدمج فراغاً كله، وإن هذه الإشكالية لم تصب إلا نسبة قليلة من الشعب، هي -لسوء الحظ – متركزة في ” المتعلمين ” الذين يوزعهم بالألوف هنا وهناك دون أن يكون لهم عمل يؤدونه، وإذا وجدوه حاولوا التملص منه. ليست المأساة اقتصادية فحسب، فأنا أترك ذلك لرجال الاقتصاد، لكن للمأساة جانباً آخر يعنيني في المقام الأول، وهو ما أصاب ” أخلاقيات ” العمل من فساد يكاد يودي بها، فالأصل في الإنسان المتحضر هو أن يعمل مزهواً بأنه يعمل، لكننا نريد أن نجعل الأصل هو الفرار من العمل ما دامت الرواتب مضمونة في أوقاتها، أنه إذا كان العمل وأسلوب أدائه وطريقة النظر إليه، هو بمثابة المنظار الذي تنظر خلاله لترى روح الشعب على حقيقتها: أهو شعب جاد أم هازل أو شعب متفائل أم  يائس؟ أهو شعب مسؤول أم مستهتر؟ أهو شعب يحترم نفسه أم هانت عليه تلك النفس؟ أقول إنه إذا كان العمل وأسلوب أدائه وطريقة النظر إليه، هو بمثابة الترجمة الذاتية للشعب، فلست أدري ماذا يكون حكمنا على أنفسنا؟ . من خلال دراسة الواقع الوظيفي في الدوائر والوزارات العراقية على مدى أكثر من ثمانين عاماً، من قبل هيئة متخصصة في إدارة الأعمال شُكلت في السبعينات، بهدف تطوير الهيكل التنظيمي للدولة، أتضح أن هناك قانون واحد مقدس في هذه الدوائر.. هو ساعة دخول الموظفين إلى دوائرهم وساعة الخروج… فقط، أما ما الذي يفعله الموظف بين هذين الوقتين فهو لا يهم..! لقد كان “برنولد برخت” هو الذي سأل قائلاً: في العشية التي فرغ معها العمل في إقامة سور الصين العظيم، أين ذهب البناءون! – وله حق في السؤال، لأن هذا السور الهائل، لا بد أن يستوعب لبنائه ألوف الألوف من العاملين، فأين يذهب هؤلاء في اللحظة التي يتم عندها العمل؟ وكان أن أجاب أحد الأذكياء عن السؤال بقوله: أنهم يبدأون في ترميم الأجزاء الأولى من السور، ما دامت فترة طويلة قد انسلخت منذ البدء ببنائها، فأخلاقيات العمل تقضي على العاملين بأن ينشئوا، والا يكفوا عن صيانة ما أنشأوه- ذلك إذا بقيت للعمل أخلاق!.. وليس أمامنا إذا ما أردنا جعل مؤسسات الحكومة تعمل وفق منظومة (أخلاقية العمل) أن (تغربل الفضائيين) وتطهر الأجهزة من الفاسدين الذين يسيطرون على المفاصل المهمة لــــــكي يتطــــــابق حساب (الحقل) مع حساب (البيـــــــدر)، وتـــــدور عجـــــــلة التنمية للأمام دونما توقف!.

 

مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.45306
Total : 101