Editor in Chief: Ismael  Alwaely

Editorial secretary: Samer  Al-Saedi

Journalist: Makram   Salih

Journalist: Saif  Alwaely

Journalist: Ibnyan   Azeezalqassab

Editor: Aboalhassan   Alwaely

Reporter: Abdulhameed   Alismaeel

مقالات وأبحاث
الاثنين, أيار 1, 2023
الثلاثاء, نيسان 25, 2023
الأربعاء, نيسان 19, 2023
السبت, نيسان 15, 2023
الجمعة, نيسان 1, 2022
الأحد, آذار 13, 2022
الأربعاء, شباط 16, 2022
الثلاثاء, شباط 15, 2022
السبت, حزيران 3, 2017
السبت, أيار 20, 2017
السبت, أيار 13, 2017
الجمعة, أيار 12, 2017
الاثنين, أيار 1, 2017
1
2
3
4
5
6
   
في وداع (العالم)..
الأربعاء, أيار 15, 2013
سهيل سامي نادر

 

كنت قد كتبت عددا من المقالات في صحيفة (العالم)، بعضها باسمي الصريح ، وبعضها باسم آخر، فلامني اصدقاء على أنني ما زلت أتخفّى حتى في عهد الحرية . بيد أنني كنت قد فعلت الشيء نفسه في صحيفة (المدى) في الايام التي كنا نتمنى فيها أن نشاهد شرطيا في شوارع فارغة . اعتدت الكتابة حتى دون اسم ، فالمهم عندي هو ما يقال ، وما يصل الى القلب والعقل ، وما يسلي . الحقيقة أن تجاربي في العمل الصحفي أكدت لي أن عمر الحرية قصير في العراق ، ومن يثق بالبطرياركيات السياسية في المنطقة انما هو غرّ. قلت لاصدقائي : انتظروا حتى يتمكنوا وسترون كيف أن حريتهم ستنسف حرياتكم بالديناميت!

إن خبرتي الصحفية ، لم تأت من التدريب والحسّ المهني فقط ، بل من الحدس السياسي ايضا . ليس هذا موضوع فخر ، بل موضوع تجارب مدعومة بالتأمل وفقدان الأمل . أنفي حساس لرائحة الاحتراق والخيانة والحماقة . اعتدت سماع خطب القادة في التلفزيون وأنا أنظر الى وجوههم ، مراقبا طريقتهم في إحماء كلماتهم ولاسيما عند غضب غير متطلب. ازاء ذلك لم اقدم تنازلات ضد اختياراتي الذوقية في اللغة والاساليب ، بيد أنني كنت اتوقف مليا عند اللحظات التي تريد فيها السلطة ان تتشاطر وتمارس الحذاقة. هذا بالضبط ما أهلني لأن انجو وأنقذ الكثيرين المتوهمين الذين وضعوا ثقتهم الزائدة على شجاعتهم وشوقهم.

حتى اولئك الذين كانوا على علاقة جيدة بالسلطات وتوهموا أن ذلك يسمح لهم برفع الكلفة قليلا ، ثبت لهم ان تدخلي بنصوصهم أنقذهم من اغراءات الحرية. في أيام الانفراجات كانت الحرية تحلّق قليلا بينما كان الصيادون يوجهون لها بنادقهم من فوق الابراج. رجال السلطة الكبار لا يحسنون القراءة ، لكن السلطة بالذات خبيرة بقراءة ما بين السطور ، وتقنيوها يمتلكون قاموسا صغيرا لكن فعالا .

كان هذا في عهد الدكتاتورية ، أما في عهد "الديمقراطية" فقد برزت سلطات قوى ما قبل الدولة قبل ان تتشكل السلطة الرسمية وتعلن عن ممارستها الغضب والعقاب . هذه السلطات ، كالمليشيات الارهابية والطائفية ، وقادة العشائر والافخاذ واولادهم المدللين ، ومافيات التجارة والسمسرة ، ورجال الدين ، كانت تخيف الصحفيين وما زالت . أذكر أن أحد رجال الدين زعل من خبر نشرته صحيفة (المدى) فهدّد باكتساحها ، ثم ارتخت اعصابه قليلا بعد أن اتصل به زميل عرّف نفسه بأن جده من رجال الدين القدامى المعروفين (يوم لم يكن لرجال الدين مليشيا) فرد عليه كما لو أن الرئيس السابق يتكلم : انا متنازل لكن كيف امنع الاولاد .. فهم في الطريق اليكم؟!

قبل فترة قصيرة هاجمت جماعة تابعة لرجل دين اربع صحف ، منها الصحيفة التي كنت اكتب فيها. الغريب أن هذا الرجل كان معزولا ومنكلا به ، وفجأة احتاجته السلطة في مهمة صغيرة . الجماعة كذّبت علنا قيامها بهذا الاعتداء الشائن ، لكنها نست أنها ألزمت ، عن طريق التهديد ، واحدة من الصحف التي هوجمت ، بنشر توضيح في الصفحة الاولى ، وصفحة كاملة على طريقة سين وجيم مع رجل الدين اياه وصورة له .

من يكذب علنا قادر على احراق البلد علنا .. لكن السلطة لم تحرك ساكنا الا بعد قيام المعتدين بالمهمة ، فصرّح واحد من أتباعها ان كل شيء تحت السيطرة وانهم سيعاقبون المعتدين . ما حصل أن النفاق والكذب مشيا بـ "اقتدار عال" المسافات التي قطعتها زمر العدوان في شوارع بغداد من الكرادة الى الوزيرية تحت بصر الشرطة.

بإغلاق صحيفة (العالم) أصبحنا نمتلك دليلا على أن محاربة الحرية يمكن ان تجري بوسائل "ليبرالية!" ناعمة ، أي ليس برش المحررين برشاش ، ولا بسجنهم ، ولا بختم باب الجريدة بالختم الاحمر ، بل بمنع الاعلانات عنها وايصال رسائل تخويف الى صاحبها ومحرريها . لقد انتهى عصر صحافة القطاع العام ، ولم يعد المحررون والفنيون يأخذون رواتبهم من الدولة (ما عدا الاستثناءات) بل من وكيل ذكي يمارس دورا سياسيا يموله اولغارشي او حزب غني او مسؤول حكومي . في عالم الرأسمال والممولين والمشاريع الصحفية والاعلامية هناك تفاصيل خفية عن المحررين . أن الرأسمال الذي ما زال بلا خبرة قد يتخفى خلف المبادئ والاعيب الرجال الاحرار والمصالح الشعبية . السلطة تعرف هذا . تعرف انها هي اللاعب الأكبر الذي لا يخسر إن ارادت التدخل في حقل سيء التنظيم النقابي وأفراده يعملون بلا عقود!

أعرف من التجربة أن مهنتي مشتبكة حد الابتلاء بالشروط العراقية السياسية ، وبالسلطات على انواعها واحتياجاتها، ولم تكن في يوم من الايام محمية من قاعدة قانونية، بل كانت دائما في مهب رياح المصادفات، والاخطاء الفنية غير المحسوبة، وارادة بعض الاشخاص النافذين. إن اغتصاب حرية الصحافة قديم ، والنظام السابق هو مجرد مثال ، بيد أنه مثال استثنائي ، فقد أسس قاعدة اعلامية وصحفية عريضة ، في حين أنه حدّ من تطورها القانوني والمهني والتقني. كان يتوسع افقيا ويفلس عموديا. لقد احتاج دوما الى الصحفيين والاعلاميين ، ليس كممثلي السلطة الرابعة، بل كمنشدين وهتافين ، ولقد ظل يراقبهم ويحاسب صغائرهم حتى لم يعد لهم ما يقولون، وباتوا من كثر ما طحنوا يتماثلون بتقنياتهم ويميلون الى تصفية كل شغف واهتمام وفضول تتميز مهنتهم به.

والآن نعرف ان السلطة الحالية التي لم تطور قاعدة قانونية حقيقية للاعلام والمهنة لحد الان، وتركت عشرات الصحفيين والاعلاميين تحت رحمة عصابات الغدر والاجرام من دون حماية ، استخدمت قوانين العهد السابق وفعّلتها وهي التي لاتني تجتث البعض المحسوب عليه بقانون جرى استخدامه بطريقة تتصف باللامسؤولية والعنف، كما استخدمت العصا السحرية للبورجوازية (من دون ثقافتها وفكرها الحر) لقطع الارزاق ، وكم الحرية بشريط حريري. إن السلطات في العراق تتناسل على وقع مخاوفها من الحرية. هل غادرنا الماضي؟ ها نحن نلتقي به ملفوفا بشعارات جديدة وقد اضحى مضحكاً من السمنة واعمال التجميل.

لزملاء المهنة في صحيفة (العالم) اقدم لكم احترامي وتحياتي ..


مقالات اخرى للكاتب

 
أضف تعليق
نطلب من زوارنا اظهار الاحترام, والتقيد بالأدب العام والحس السليم في كتابة التعليقات, بعيداً عن التشدد والطائفية, علماً ان تعليقات الزوار ستخضع للتدقيق قبل نشرها, كما نحيطكم علماً بأننا نمتلك كامل الصلاحية لحذف اي تعليق غير لائق.
الاسم :

عنوان التعليق :

البريد الالكتروني :

نص التعليق :

1500 حرف المتبقية
أدخل الرقم من الصورة . اذا لم تستطع القراءة , تستطيع أن تحدث الصورة.
Page Generation: 0.37987
Total : 101