كثير ماكنت ولازلت أعول على دور المثقف في إصلاح أمر الأمة وهذه القناعة تتأتى من كون المثقف يمثل العنصر الفاعل والحي في جسد الأمة والعضو الأكثر إدراكا بما يحيطها, حيث ان كل الحركات الإصلاحية التي شهدتها مدن العام المتحضر اليوم كان يقف خلفها مثقف وحتى الأنبياء الذين جاءوا برسالة السماء هم يمثلون فكر المثقف في عملية الإصلاح والإرشاد ولكونهم الأكثر ادراكا في منهج بناء الأمة اختارهم الله من بين خلقة لذا فالمثقف يمثل صفوة المجتمع لكن هذا المثقف لايكون كذلك اذا اكتفى بالتنظير والثرثرة الكلامية التي طالما سئمتها ,,قنفات,, المقاهي , فنحن اليوم الحقيقة بحاجة إلى مثقف عضوي مؤثر في خطابه وفي فعله الميداني ولايعنينا هنا عنوان هوية المثقف ان كان شاعرا او قاصا او روائيا او ناقدا او مترجما بل كل من يشتغل في مشغل الثقافة وفي جميع مفاصلها الأدبية والفنية والإعلامية هو يدخل في تعريف المثقف,, الراهن الحالي يحتاج إلى مثقف استثنائي, مثقف يحمل قلب وفكر امة, مثقف متحرك في فعله الحركي ...الذي ينبغي ان يكون ملامسا لنبض الشارع وقريب من وجع الوطن... فا الأمة ولاسيما ونحن نعيش في ظروف غير اعتيادية اليوم لاتحتاج إلى مثقف,, عنوان ,, فحسب بل هي بحاجة الى مثقف النوع المثقف الذي يعرف قيمة الرب من قيمة الوطن وكرامة المواطن ...فهل نجد في عراقة عراقنا مثل هذا النوع الذين نحن بمسيس الحاجة له اليوم أكثر من أي وقت مضى بعد ان برزت بقوة ثقافات الموت والتكفير والإقصاء وثقافة الطائفة والعرق والعشيرة... اعتقد أنها مسؤولية الجميع في خلق المثقف النوعي فالشاعر مسؤول والقاص مسؤول والفنان مسؤول والإعلامي مسؤول... دعونا نفكر قليلا بمهمتنا ودعونا ندقق في المرحلة التي تلت سقوط النظام البائد فهل كان هناك دورا مميزا للمثقف ام ان ثقافة السياسي الغير مثقف هي التي كانت سائدة بسب تقوقع وسبات المثقف...؟؟ اعتقد ان ثقافتنا الكسولة هي التي جعلت السياسي الغير مثقف يتسيد المشهد وجعلت الأمة رهينة مزاجيات ذلك السياسي الذي جاء عن طريق الصدفة الى هذا الموقع او ذاك.... وخلاصة القول نحن لازلنا نبحث عن المثقف العضوي لخلق ثورة تصحيح وتنوير في جسد الأمة التي هي اليوم تسير الى أسوء مراحلها البنائية وحتما ان المنظومة البنيوية لاتستقيم إلابقيادة فارس مثقف لا بتهور سياسي أحمق.
مقالات اخرى للكاتب