تجري عملية تقييم العملية التعليمية في جامعة أوكسفورد وفق مستويات مختلفة تشمل أستطلاعات الرأي الوطنية مثل أستطلاع رأي الطلبة الوطني NSS ومقياس أداء الطلبة الدولي ISB ومن خلال الأقسام العلمية أو الكليات انتهاء بالتقييمات التي يجريها المدرسون أنفسهم. ولاشك أن معطيات وطنية ودولية مثل هذه تعين المدرس على تحسين تدريساته رغم أنها تعتمد تقييما عاما يعكس وجهات نظر الطلبة. والنتائج التي يتم الحصول عليها من خلال الأستطلاع الوطني لآراء الطلبة (الذي يغطي جميع طلبة الصفوف المنتهية في الجامعات البريطانية)ومقياس أداء الطلبة الدولي (الذي يشمل جميع طلبة الجامعات في الدراستين الأولية والعليا الذين يدرسون دواما كاملا ، بأستثناء طلبة الصفوف المنتهية ، في 120 جامعة) توفر معلومات حول القضايا التي تهم الطلبة وتساعد على أدراك الكيفية التي يستجيبون في ضوءها للبيئة التعليمية في أوكسفورد، أضافة الى كونها تمثل مصدرا لمقارنة المعلومات الصادرة عن مؤسسات أخرى. وعليك أن تضع في بالك أن أجابات الطلبة تتباين كثيرا لذا يمكن أن يكون التفسير مثيرا للجدل. مع ذلك يمكن أستخلاص فهم عام من خلال أجابات الطلبة لابد أن يعود بالفائدة على مناهج التعليم.
أن المعلومات التي تقوم بجمعها الأقسام العلمية والكليات تتصف بكثرتها المفرطة في مجملها فالتغذية المرتدة feedback التي يحصل عليها القسم العلمي الذي تعمل فيه يمكن أن تفيدك في معرفة مستوى رضا الطلبة عن تدريساتك أو محاضراتك. غير أن المدرسين يرون أنهم يحتاجون في العادة الى تقصي أكثر للعمل على تحسين أداءهم بأفضل صيغة ممكنة فجمع المعلومات من الطلبة أنفسهم يمكّنك من الحصول على معلومات ذات جدوى لابد أن تؤدي الى فعل مناسب. أن التقييم الذاتي يمثل علامة للأحترافية في التدريس حيث يعتبره هاونسل Hounsell (2010) جزءا أساسيا للممارسة الأحترافية الفعالة.
وغالبا ماتكون للمدرسين المبتدئين دوافعهم الذاتية للتقييم فهم يتطلعون الى معرفة ماأذا كانوا يؤدون عملهم بشكل صحيح كما أنهم يرغبون بتشخيص مواطن قوتهم وضعفهم ومقارنة أداءهم بأداء زملاءهم من المدرسين المتمرسين الذين يكنون لهم الأحترام. ومع تحقيق المدرس المبتديء المستوى المريح المرغوب في التدريس فأن عملية التقييم الذاتي المتواصلة تشكل رقيبا دائما على أداءه حيث تمكنه من تحقيق التحسن والنشاط المتواصلين الأمر الذي يؤدي الى تحقيق الرضا الوظيفي.
ولايمكن التغافل عن حوافز التقييم الخارجية لأنها ربما تشكل متطلبات ترتبط بوضعك الرسمي وخاصة مايتصل بفترة الأختبار الوظيفي probation or tenure قبل التثبيت في الوظيفة والتي تتولاها جهات خارجية مثل (وكالة ضمان الجودة) كما أنك ربما تتطلع الى الأقرار الذاتي بخبرتك التدريسية من جانب هيئات مثل (أكاديمية التعليم العالي) لأن أقرار مثل هذه الهيئة بقابلياتك التدريسية هو دلالة واضحة لها فائدة خارجية تستند الى تقييم شبكة المعلومات والقيم العامة وصلة ذلك بمختلف النشاطات التعليمية. أن حصولك على مثل هذا التقدير يدل على أنك قد شخصت فلسفتك ودافعيتك في التعليم ومنهجك بشأن أحتياجات الطلبة وألأهتمام بأجاباتهم فضلا عن توفر الرغبة لمراجعة طريقة تدريسك وتشذيبها والعمل على تحسينها بشكل مستمر.
أفكار وأدوات
يتطلع المدرسون الجيدون الى التجريب بشكل متواصل فهم يجربون طرق تدريسية مختلفة ويعملون على تقييمها بأهتمام ودقة. ومثل هذا النمط من النشاط هو شكل من أشكال (البحث داخل قاعة الدرس) فأنت تعمل على أجراء البحث بخصوص المنهج التعليمي مثلما تفعل حين تستخدم أساليب تجريبية في عملك البحثي الرصين.
جمع أجابات الطلبة
حين تصمم أداة لجمع التغذية المرتدة فأنه يتعين عليك أن تكون واضحا حول ماتنوي معرفته وكذلك الغرض من التقييم لأنه ينبغي أن تكون قادرا على العمل وفق ماتتوصل أليه من نتائج. ومن المستحسن أن تجعل تقيمك وعملك يتجهان نحو قضايا محددة وليس أستهداف جملة قضايا في آن واحد. وأذا كنت تروم الأطلاع على وجهات النظر الشاملة حول مادة دراسية ما فأن الأجابات يمكن أن ترد من مصادر أخرى مثل أستطلاع رأي الطلبة الوطني السنوي الذي يجيب عليه طلبة السنة الأخيرة. ومن المفيد أيضا جمع معلومات من الطلبة جزئيا خلال الفصل الدراسي لأن ذلك سوف يتيح لك أمكانية أجراء تعديلات مباشرة أستجابة للصعوبات التي يواجهها الطلبة أو المقترحات التي يطرحونها كما أنها تتيح الفرصة للطلبة الذين قدموا أقتراحاتهم بأن يستفيدوا من مثل تلك التعديلات.
أن عملية تقييم تدريساتك عملية ذات شقين فحين تطرح أسئلة تتعلق بتعلم طلبتك فأنك سوف تحصل على معلومات قيّمة حول مدى فهم الطلبة لما تطرحه عليهم الأمر الذي يعينك على أجراء التعديلات اللازمة لتضمن تعلم الطلبة لما تريده أنت نفسك. ثم أن طرح الأسئلة على الطلبة حول تعليمهم سوف يساعدهم على تقييم التعليم الذي يتلقونه هم أنفسهم. ومثل هذا التقييم الذاتي من جانب الطلبة يشكل جانبا مهما من العملية التعليمية حيث أننا نرغب بأن يقوم الطلبة ب (تنظيم تعليمهم بمساهمة واضحة منهم). وحين تتطلع الى تغذية مرتدة حول تدريساتك أو حول ما تعلمه الطلبة تأكد من أنك تجيب بأيضاحات صريحة حول ماتقوم به بالفعل بمنأى عن ماتحصل عليه من معلومات من خلال أجابات الطلبة.
والأستبيانات الطويلة أو القصيرة هي أكثر وسائل التقييم شيوعا لأستطلاع آراء الطلبة لكن هناك وسائل أخرى يمكن الأستفادة منها في هذا الخصوص مثل المقابلات أو مجموعات التركيز focus groups على أن يتناسب المنهج مع الهدف المحدد وكذلك البيئة التعليمية.
ملاحظات هامة
• لدى أجراء الأستطلاعات تأكد من أنك تستخدم لغة تشترك بها مع الطلبة.
• أسأل الطلبة عن الأمور التي تهمهم وألا لن تحصل على أجابات مجدية ومفيدة لأن التفكير بالأمور التي تروق لهم وليس تلك التي تهم المدرس فحسب سوف يؤدي الى أفكار أكثر فائدة.
• عليك أن تقر ماأذا كنت تحتاج الى تغذية مرتدة أو انك تحتاج الى تقييم بسيط ومحدد فحسب.
• أذا كنت تستخدم نسبا معينة للتقييم فعليك أن تقدم تعليمات واضحة حول الدرجات المقترحة حيث يفضل في الغالب أن نسأل الطلبة عن مدى أتفاقهم مع عبارة أو جملة ما.
• يمكن الحصول على مزيد من المعلومات أذا كانت الأجابة عن الأسئلة لاتقتصر على أستخدام (نعم) أم (لا) أنما تقتضي أيراد أجابة مكتوبة مثل (ماذا كان المدرس يعمل لمساعدتك على التعلم بشكل أفضل؟)
• أن شكل الأستبيان أمر مهم خاصة أذا كان نوع الأسئلة والأجابات يمكن أن تؤدي الى نوع من الملل أو التعب.
ترجمة: هاشم كاطع لازم – أستاذ مساعد – جامعة البصرة – كلية الآداب
مقالات اخرى للكاتب