اية تعاسة لبلد , لايحمي مواطنيه , ولايذود عنهم إن وقعت الاهوال والمحن والاخطار , ولا يصد عنهم الارهاب الدموي , ويقتنص من الجناة القتلة , بل يتركهم يقترفون اعمال بشعة ضد المواطنين في الموت والقتل والذبح , دولة وحكومة وبرلمان , لا تلتزم باخلاق المسؤولية والواجب والشرف العسكري , تجاه الشعب والوطن , وبحفظ مصالح البلاد من اية اخطار داخلية او خارجية , كأن هناك انفلات كامل للمسؤولية والواجب , او ان هناك تسيب وعدم مبالاة بحقوق وكرامة المواطن , لذلك يجرنا السؤال المشروع , لماذا وجدت مؤسسات الدولة والبرلمان والحكومة , وماهي اهميتها ؟ هل وجدت لاشباع الاطماع الشخصية والذاتية , بالانانية المتخمة بالامتيازات والملذات الشخصية ؟ وليس لخدمة الشعب والحفاظ على مصالح الوطن . واية تعاسة حينما يتجول الارهاب الدموي بحرية تامة في اي بقعة او منطقة من العراق , زارعاً الخوف والرعب في قلوب المواطنين , كأن العصابات الارهابية والاجرامية من داعش والدواعش , هي المسيطرة على مقدرات الوطن والمواطن , في ارتكاب جرائم مروعة في القتل , او انتهاك كرامة وانسانية المواطن العراقي , في استباحة حياته , دون رادع يردع , هكذا يغتال الارهاب الدموي حياة المواطن , ويشرد عشرات الالاف من المواطنين من مناطق الموصل وسنجار , في الفرار الى اقليم كردستان , خوفاً من الموت وبشاعة القتل الوحشي , هكذا اصابت الكارثة والمحنة الانسانية الخطيرة , في حياة المسيحيين والايزيديين , الذين وقعوا تحت رحمة الاختيار الصعب , اما الاعتناق الاسلام والخضوع لسلطة داعش بالمذلة البشعة , او تطبيق ( عهد الذمة ) اي دفع الجزية , وتكون حياتهم في خطر في اية لحظة , حسب مزاج الدواعش . وهكذا الدولة العراقية تعجز عن حماية مواطنيها , وتفشل في تأمين ابسط المستلزمات الضرورية , التي يحتاجها النازحين , وتفشل في فك الحصار عن المدن والمناطق , التي احكم الطوق عليها من قبل عصابات داعش , وقطعت بهم سبل الحياة الاساسية , مثل الضلوعية وبلدروز , او المناطق التي استباحتها , واشهرت سيف الذبح والقتل , مثل الموصل وسنجار , الذين احكموا طوقها واحتلوها , واقترفوا فيها مجازر دموية رهيبة , بحق المسيحيين والايزيديين , وفي مناطق اخرى من البلاد , حيث تصرفت هذه العصابات الاجرامية , بوحشية ضد سكان المدن المحتلة , من قتل جماعي , وسبي النساء واختطاف الاطفال , وتدمير دور العبادة والكنائس وهدم مراقد الانبياء . وهكذا يشرد المواطن من داره ومناطق سكناه , واخر احصاءيات المنظمات الدولية الانسانية , بان هناك اكثر من مليون و800 ألف نازح , هجروا قسراً من ديارهم , وهناك اكثر من 4000 الف فتاة من المسيحيين والايزيديين , تباع في الاسواق العامة , او تتعرض للاغتصاب من هؤلاء القتلة الجناة , تحت سمع وبصر الضمير العراقي , العاجز عن تقديم طوق النجاة والانقاذ , وحتى عن تقديم ابسط المستلزمات المساعدة الضرورية , بكل انواعها للنازحين , هكذا يكون مصير المواطن العراقي مجهول الهوية , مهما كان انتماءه الديني او الطائفي او العرقي او القومي , كأن العراقي ولد مع الخوف والرعب والمجهول طيلة حياته , ان هذه المآسي المروعة ,ينبغي ان تتبدل في ظل الحكومة الجديدة , اذا ارادت ان تقترب من الهموم ومعاناة العراقيين , وتواسي المفجوعين , وتخفف عنهم ثقل المصائب التي عصفت بهم , بان تحاول ان تقدم طوق الانقاذ , ان تستغل الدعم الدولي الكبير , العسكري والانساني , في تقديم كل اشكال الدعم المادي والمعنوي , وتشديد الضربات العسكرية , وتجنيد كل امكانيات الدولة , في الاسراع في خدمة النازحين , والعمل الحثيث في طرد وجود داعش من المناطق المحتلة , وتحريرها حتى يتمكن النازحين الى العودة الى ديارهم سالمين , قبل حلول فصل الشتاء والامطار , عند ذاك ستكون المعاناة مضاعفة , لذلك يجب البحث في كل الوسائل الممكنة والمتاحة بطرد غول داعش الوحشي.
مقالات اخرى للكاتب