عشنا الصراع الطائفي ولكننا لم نشهد محاكمة المتسببين لهذا الصراع , عشنا الفساد الاداري ولم نرى محاكمة واحدة تعاقب المفسدين , عرفنا سراق المال العام ولم تتم محاسبتهم , سقطت الموصل وصلاح الدين ولم تتم محاكمة الساقطين الذين عملوا على اسقاطهما , رأينا مجازر كثيرة ومنها مجزرة سبايكر وسجن بادوش ولم نرى مرتكبي هذه المجازر خلف القضبان ولم تتم محاسبة المسؤولين عنها ومعاقبتهم .
ولو دققنا وتمحصنا جيدا لوجدنا ان كل هذه اللآلام والاخفاقات حدثت بوجود نفس القادة السياسين الموجدين الان على قمة الهرم الحكومي الا ان مراكزهم الحكومية تغيرت فمن كان رئيسا اصبح نائبا ومن كان نائباً اصبح رئيساً , لذلك سيستمر كل شيء الا البناء والتقدم .
لاتستقيم الامور الا بوقفة جادة لمراجعة كل ماحدث ومايحدث , قد تكون الامال معقودة بالسيد حيدر العبادي وهذا امل العراقيين ولكن المهمة اصعب من يقوم السيد العبادي بها لوحده , السيدالعبادي يسبح في بحر متلاطم الامواج وزورقه (حزب الدعوة) الذي يعاني من عقدة التمسك بالسلطة خوفا من ضياعها قد تؤدي الى ضياع بوصلته الوطنية وبالتالي يتعرض للغرق .
امام السيد العبادي طريقين اما ان يقود حركة اصلاحية داخل حزب الدعوة وهذا امر لايقدر عليه او يقوم بتشكيل حزب او تيار او كتلة تمثل خطه الاصلاحي وهو قادر على ذلك , انه سيجد كل الكفاءات العلمية والثقافية وحتى الوطنية تتسارع اليه عندما تجده يناضل من اجل عراق لكل العراقيين .
بأعتقادنا ان الاحزاب ذات الطابع الطائفي فهمت الرسالة واستوعبتها لكنها لاتريد ان تتخلى عن خطابها الطائفي لان خطابها المتطرف هو من يبقيها على رأس السلطة , اذن كيف ستوفق مابين مطاليب الشارع وطروحاتها الطائفية , انها ستلجأ الى المراوغة من خلال تغيير قادتها , كلما تتسخ صورة تبدلها بصورة اخرى فهي لاتستطيع ان تستمر الى مالانهاية بالوجه الحسن ذو المفاهيم الوطنية والسمات العراقية التي تجتمع فيه كل مكونات الشعب العراقي , لذلك نقول للسيد حيدر العبادي لاتكن صورة تستبدل بالمستقبل القريب .
مقالات اخرى للكاتب