في الكيا المتجهة من الباب الشرق الى احد ضواحي شرق القناة حصلت على موقع ممتاز وهو المقعد الاخير من جهة اليسار وحصلت بموجبه على نافذة تطل على الشارع العام وجارا واحدا بدلا من اثنين وفسحة لحرية الحركة بكل الاتجاهات مع سيطرة على حركة الكيا وسائقها وكيفية مناورته مع سواق الكيات الاخرى المتزاحمة في نهر الشارع المليء بالحفر والمطبات التي تم اصلاح قليلا منها وترك الباقي للظروف وان يظن بعض الخبثاء ان هذا الاصلاح على بساطته كان دعاية انتخابية اتت ثمارها نوعا ما الا انه بكل الاحوال تصليح وانجاز واعادة اعمار للبنية التحتية للعاصمة هكذا يقول عنه المتحدثون من على شاشات الفضائيات غير المشمولة بحظر هيئة الاتصالات . في الكيا بدء احد ركابها الاشاوس عن الوضع القائم وتقصير بعض الاطراف وتمنى لو ان قانون الانتخابات كان يتيح للناخبين اختيار مرشحين استيراد حتى لو كانوا (باله) وعدد مدنا ودولا نجح من فازوا بانتخاباتها المحلية في اعادة اعمارها بشكل مذهل وذكر بخير اهل المانيا والاشقاء اليابانيين وتوقف عند مرحلة مابعد الحرب العالمية الثانية التي دمرت فيها المانيا واليابان بالكامل وكيف بدء اليابنييون نهضتهم العظيمة وبنوا اقتصادا ومدنا بعد ان رسموا سياسية وقانون يضع كل مسؤول تحت المجهر ليس من حين استلامه لمسؤوليته وحسب وانما ينبشون ماضيه ويحنطونه ويضعونه له في مكتبه طيلة فترة عمله فيه اضافة لسيف القانون المعلق فوق رأسه مع التأكيد على ( الشفافية ) التي حرص هذا المتحدث بالاصرار على وجودها كأساس لعمل ومراقبة المسؤول حتى انبرى له راكب اخر ورد عليه بالقول :ان الشفافية بالعراق لاتعادلها او تماثلها شفافية اخرى واضاف لدي الدليل المقنع على ذلك واختار اي مسؤول تم انتخابه لكي اريك شفافية ما حصل له ومعه وانا وانت في مكاننا هذا الذي سيطول جلوسنا فيه عند وصولنا للسيطرة بسبب انشغال جنودها بموبايلاتهم واحاديثهم مع بعضهم واصرارهم على تعطيل السير من دون ان يكلفوا انفسهم بنتفتيش ولو سيارة واحدة لفتت نظرهم او اثارة سحنة راكبها او راكبيها شبهة لدىهم . انظمت كيتنا المتهادية وسط الجمع الى زحام السيطرة الممتد الى مسافة لاترى منها السقيفة التي يقف تحتها الجنود ورفع السائق صوت المسجل والمطرب المعلن عن ( حرب .. حرب عندي مدافع بوسات واشفافك اكلبهن كلب ) فعلق راكب بالقول : كلها حرب حتى الحب اضافوا له حرفا ليتحول من حب الى حرب ويمكن هم مقدسة . قال الراكب الثاني للاول : المسؤول ياتي للسلطة عندنا وحيدا عن طريق الانتماء لمجموعة ما منتخبا كما نتصور ويحصل على الموقع بالمحاصصة كما نعرف لكن بعد ايام او شهور يسدد ما اتفق عليه مع المجموعة التي اوصلته ثم يلتفت لنفسه فترى خلال شهر كل اقربائه يعملون معه موظفين تم تعيينهم حتى وان لم تتكن هناك تعينات ثم تنزل رحمة الله بيوت وعقارات ومكاتب وهدايا ومناسبات وسيارات من احدث الموديلات وهذا يراه الجميع مع وقوف القانون عاجزا عن عمل شيء ولو سؤال خجول يقول له (كيف حصلت على كل هذا ؟) الا ترى اننا اكثر شفافية من الشفافية نفسها ؟
مقالات اخرى للكاتب