لن ننتصر على داعش وفينا مصائب العصائب,والمتستر على الجريمة هو شريك فيها كما نص القانون والدستور العراقي,
وعندما تتستر الجهات الرسمية على من يقوم بالخطف والقتل فانها تكون شريكة معها في تلك الجرائم خصوصا عندما ترتكب تلك الجرائم بحق اقدس اهل العراق واكرمهم الا وهم الجيش العراقي البطل.
تسارعت الاخبار حول حصول اشتباك مسلح بين عدد من عناصر عصائب الحق وبين عناصر من الجيش العراقي في بغداد وتحديدا في منطقة حي القاهرة قرب جامع النداء,الاشتباك ادى حسب ما نقلته السومرية الى مقتل احد عناصر الجيش (قيل انه ضابط برتبة نقيب) وجرح ثلاث عناصر,بينما جرح اربعة من العصائب وقد تم اعتقال عدد من عناصر العصائب .
القصة لم تنتهي عند هذا الحد, فقد عادت العصائب وشنت جوما على نقطة للجيش قريبة من الحادث فاختطفت عدد من الجنود العراقيين واقتادتهم الى جهة مجهولة, قناة السومرية المقربة من المالكي بررت هذا الفعل الشنيع من قبل العصائب باختطاف الجنود بان (( "العصائب اعتقلوا اربعة جنود للتفاوض بشأن معتقليهم".)). اي ان السومرية قد صاغت الخبر وكان العصائب دولة وليست ميليشيا ,وان من حقها ان "تعتقل" الجنود الرسميين ولم تسمي العملية بالاختطاف!.
العصائب اختطفت عدد من الجنود العراقيين الابرياء الذين خرجوا لتنفيذ واجب رسمي ,لم تعلن حكومة المالكي الاستنفار العام,ولم تعلن وزارة الدفاع او الداخلية حالة التاهب القصوى بحثا عن اولئك الابرياء .
بعد قليل صرحت عصائب الحق للسومرية بان هؤلاء ليسوا تابعين للعصائب,في محاولة لتبرير ما جرى من عملية قتل وجرح وخطف لجنود عراقيين رسميين. رغم ان الجميع يعلم بان منطقة القاهرة وما يعرف بـ"الدلفية" تحديدا هي احد اوكار عصائب الحق منذ عشر سنوات. وان عمليات القتل والخطف كلها تجري داخل هذه المنطقة بالتواطيء مع نقطة التفتيش القريبة من جامع النداء, والتي تم ازالتها بعد ان افتضح امرها قبل سنة او سنتين تقريبا.
بعد ساعات ,وبعد ان كثر اللغط حول حقيقة ما جرى,وبعد ان اشتد الغضب الشعبي خصوصا من قبل ذوي الضابط الذي استشهد علي ايديهم, خرج المتحدث باسم قيادة عمليت بغداد ليقول بان عمليات بغداد اعتقلت احد عشر عنصر من عصابة متخصصة بالخطف في منطقة القاهرة.
لم يخبرنا العميد سعد معن عن مصير الجنود الذين اختطفتهم العصائب,ولا عن حال الجنود الذي جرحوا في الهجوم,ولا عن مصير عائلة الضابط الذي استشهد غدرا من قبل العصائب.
فقد ادعى العميد سعد معن بان تلك العصابة "خارجة عن القانون" وانها "ليست تابعة لاي جهة".
من حق العميد سعد معن ان يدعي ما يشاء, وباستطاعته ان يكذب على من لا يعرف المنطقة ولا يسكن فيها,لكن هل من حقه ان يجبر اهل المنطقة على كتمان حقيقة الامر والبوح بان تلك الجهة التي كانت تخطف الناس انما هي عصائب اهل الحق بقيادة المدعو محمد ابو الغاز والذي كان معتقلا ايام الاحتلال الامريكي ثم افرج عنه رغم عشرات عمليات القتل والخطف التي قام بها ؟.
لم ولن نستطيع ان ندحر عصابات داعش الارهابية اذا كان فينا من هم اشد ظلما وارهابا واجراما من داعش واخواتها,وتصفية البيت الشيعي من هذه العصابات,وتنقية صفوف الجيش العراقي الباسل من لوثة هذه العصابات يجب ان يكون في مقدمة اولويات اي قائد لعمليات بغداد, لان وجود هذه العصابات المحسوبة على الشيعة سوف يوفر لداعش المبررات والحواضن التي تحتاجها,وسوف تدفع اهل السنة لمساندة داعش ليس حبا فيها وانما كرها في هذه العصابات.
اقطعوا دابر داعش بتنقية البت الشيعي والجيش العراقي من امثال هذه العصابات التي بان ان ضررها اكبر من نفعها.
مقالات اخرى للكاتب