العولمة الإعلامية هي التي يقصد بها تحديدا تسييد مفاهيم وقيم الدولة أو الدول ذات الفاعلية والأقوى على بقية دول العالم وبالذات عبر وسائلها الإعلامية حصرا وهذه العبارة تبرز اليوم عبر مفردات المتغيرات الدولية لتغدو الهدف الرئيس للسياسة الكونية التي ينتجها الغرب.
ان الغرب عموماً وأمريكا على الخصوص تتطلع إلى احتواء معظم الصحف والفضائيات والإذاعات المحلية، وذلك من خلال التفرد بمصادر المعلومات وتدفق المعلومات الهائل وحقها في التحكم في أجهزة البث القوية كيفما تشاء وبالصورة التي تراها مناسبة، مما يجعل وسائل الإعلام الضعيفة تتهاوى على أرض نظام العولمة الجديد، وذلك لأن تلك الوسائل تحتضن جمهوراً ضئيلا بسب ضعف إمكاناتها المادية وقدرتها على تغطية الأحداث الدولية بسرعة، الأمر الذي يجعل الجمهور العالمي الذهاب إلى التغطية العالمية السريعة وإلى التكنولوجيا الغربيه والأمريكية المهيمنة على سواه من التكنولوجيا العربية المتخلفة.
أما التكنولوجيا العربية الإعلامية في مجملها تعتمد على المكالمات الهاتفية في تغطيتها الإعلامية، الأمر الذي يجعلها لا تستطيع الصمود ومنافسة وسائل الإعلام الغربيه وميزانيتها الضخمة التي تفوق ميزانية الدول النامية.
أما من حيث الكفاءة والخبرة فأن الإعلامي الغربي يتلقى العديد من المهارات في مختلف فنون العمل الإعلامي، كصياغة الأخبار بالطريقة التي ترضي الحكومة ، وكذلك التعامل مع التكنولوجيا المعاصرة والتحدث بأكثر من لغة مما يجعله يتأقلم بشكل كبير مع ظروف تلك البلاد التي ينقل أخبارها.
أما الإعلامي العربي فخبرته تأتى عن طريق الخبرة والتجربة، لا عن طريق العمل الأكاديمي الإعلامي التدريبي الذي يتماشى مع متطلبات العصر الإعلامية، زد على ذلك أن وسائل التكنولوجيا الإعلامية الحديثة لا يستطيع التعاطي معها بسرعة، الأمر الذي يجعله يتخلف عن الركب التكنولوجي الإعلامي المتسارع.
أما فيما يتعلق بالرسالة الإعلامية الغربيه فأنها تحاول مخاطبة العالم جميعه وصهره بالأفكار الغربيه، مما يجعلها تؤثر في اكبر عدد ممكن من سكان العالم، وذلك بحكم أجهزة البث القوية والحديثة وتعدد اللغات التي تخاطب بها العالم، الأمر الذي يجعل من هذا النفوذ الإعلامي الغربي يهيمن على معظم أرجاء المعمورة كما هو الحال مع النظام السياسي الأمريكي الذي يبسط سيطرته ونفوذه على معظم دول العالم، فالإعلام يأخذ قوته ونفوذه من النظام السياسي، فكلما زاد النظام السياسي قوة وصلابة زاد الإعلام قوة وصلابة كما هو الحال مع الولايات الأمريكية. كل ذاك يعتبر تحدي واضح للاعلام العربي حيث الرسالة الإعلامية العربية ضعيفة ولا تكاد تخرج عن المحيط العربي، وذلك بحكم اللغة أو لعدم توحيد الجهود الإعلامية العربية لمخاطبة الرأي العام العالمي بمختلف قضايا الوطن العربي وهمومه.