بسنوات عمرها التي تعدت السبعون عاماً,وملامح وجهٍ عليه كل تأريخ العراق, وكل الألم والحرمان والظلم والحاجة, وعلى يديها كانت علامات القسوة من ما مضى,. وبتلك العباءة السوداء التي ترتديها. وقفت أمام باب أحد المسؤولين تطلب دقيقةٌ فقط تدخل عليه ,كررت المحاولة. ولكن في كل مرةٍ يمنعها حراس سيادتهِ من الدخول. وقفت وهي تشاهد كل من هب ودب يدخل دون استئذان, والسبب أنهم مقربون من سيادتهِ أو من توابعهِ.. لم تبكي , ولكن نبرات صوتها حملت دموعاً كثيرة , ذلك الصوت الذي يجعل كل شيء يهتز فيك يا عراق . قالت لأحد حراس (أبني أريد أفوت دقيقة وبس أني مريضة وطريقي بعيد), لم تجد شيئاً جديد..بل محاولات الرفض والمنع مستمرةٌ بوجهها .. رحلت تجر أذيال الخيبة .
لم أنهي ما ذهب من أجلهِ.. خرجتُ خلفها مسرعاً , ليس للحديث معها , بل لاني وجدت بأن تأريخ العراق يُهان كل يوم . والمرأة العراقية يهينها الفاشلون والطغاة وتوابعهم .
اللعنة عليك يا عراق .. وسأشتمك كل يوم.. واكفر باللحظة التي فيها أعلن وجود مكانِ أسمهُ العراق .. وتباُ لأرضك التي يسير عليها بعض الكلاب ممن يدعون بأنهم ساسة البلاد ..!!
سلامات يا قهر .. اخ منك يالساني