قال عالم : الوعي شقاء .. الأذكياء ليسوا سعداء .. العقل المتقد لايجعل صاحبه يهدأ ( د.عبدالجبار الرفاعي )
لاأدري من القائل : أحياناً نجد أنفسنا ضمن القطيع نقول ما يقوله الآخرون .. وانا اخاطب بهذا السطور التابعين وجمهور القوائم والكتل والأحزاب التي تكررت على الساحة السياسية منذ سقوط نظام البعث والى اليوم ... فانتخابات مجالس المحافظات على الأبواب وبدأ حراك الدعاة والوعاظ والنفعيين للتحريض على المشاركة فيها لتغيير الوجوه الحالية كما يزعمون .. مستغفلين الملايين التي اكتوت بنار فشلهم وفسادهم الغير مسبوق !متناسين أن البديل في المجالس او في مجلس النواب يأتي من نفس القوائم الفاشلة والفاسدة ، فلا بديل يستطيع ان يتصدى لهذه الحيتان ( الكيانات السياسية ) التي تمتلك المال والقوة ووسائل الاعلام .. اضافة الى ممثلية الانتخابات الغير مستقلة ، والتي تشكلت بالمحاصصة من بدء تأسيسها .. وهذا يعني ان صوت الناخب ليس له دور في الفوز .. حيث توزع المقاعد بالتزوير وبالتفاهم  بين رؤساء الحيتان ! فالذي ينتخب يمارس عملية شرعنة للتزوير وتدوير نفس الكتل الفاسدة !هذا هو واقع الحال .. ولكن القطيع التابع لكل كيان لايريد ان يفهم ويعتبر مشاركته فيها مقدسة نصرة للسيد الزعيم ممثل المذهب السائر على نهج محمد وآله .. وانا اقصد جماهير التحالف الوطني ممثل الأكثرية الأكثر نكباً وخسارة في الذي جرى !وبمراجعة سريعة للأثر النبوي ونهج علي التي توضح مميزات الحاكم الذي كان يختارون صلوات ربي عليهم .. وكيف يذمون الحاكم العاجز والغير نزيه في عدالته .. فالنبي الاكرم (ص) : اذا رأيت من اخيك ثلاث خصال فأرجّه : الحياء والامانة والصدق .. او قوله : اذا رايتم الرجل لايبالي بماقال او قيل فيه ، فانه لبغي او شيطان ..
اعتقد سلوك وتصرفات الوجوه الحاكمة كانت خلاف المواصفة النبوية !
نرجع لإمام الحق علي ع : اذا رفعت أحداً فوق قدره ، فتوقع ان يحط منك بقدر مارفعت منه ( جل الذين في مشهد الحكم هم من صنف المتردي الواطئ  ) .. او قوله ع : عاملوا الأحرار بالكرامة المحضة ، والأوساط بالرغبة والرهبة والسفلة بالهوان .. 
نحن نقيس الحق من خلال شخص المقدس الزعيم الذي قد ورث قداسته من رمز سابق مقدس عند الاتباع .. وعلي ع يقول : لايُقاس الحق بالرجال ، وإنما اعرف الحق تعرف أهله ، واعرف الباطل لتعرف من أتاه ..
لم نرَّ قائداً .. ولذلك ساد الفشل في كل شيء لان المتصدين ليس لهم في حرفة القيادة والمسؤولية وإنما اهتمامهم في السلب والنهب .. فالولايات مضامير الرجل ( علي ع) وهؤلاء ليسوا خيول مضامير وإنما هم حميربدرجة عالية من الاستحمار .. ولكن هل من  متعّظ ؟ وله قوله (من خالط الانذال حقٌر ) فهل رأى الناس غير الاستهتار بمقدراتهم واحتقارهم ؟!
فالسعيد من وعظ بغيره ، والشقي من إتعّظ به غيره ( علي ع ) .. فمن حمل مالايطيق عجز وهل رأى العراق أعجز منهم ؟وختاماًاذكركم بقول النبي الاكرم (ص) : من ولي احد من المسلمين وفيهم من هو أحسن منه ، فقد خان الله عزوجل ورسوله وللتذكرة  أقول أيها الجمهور الذي ركن عقله جانباً وفوض الزعيم الرمز لكي يفكر بدلاً عنه .. انت مسؤل امام الله في اختيارك لسافل او اللص تضعه في موقع المسؤولية ..  فأنت حين تنقل من هو بالحضيض  من تحت الارض وتضعه في قمة السلطة فانه سوف يفقد توازنه ويعيث في وضعك فساداً!
لك الله ياعراق الضيم