قد يتفق جميع المتتبعين للشان العراقي ان ولاده حكومه العبادي في مثل هكذا ظرف امرا لا يحسد عليه بتاتا فلم يكن بالامر السهل بل كانت تمر بظروف لم يمر بها العراق اطلاقا .
حيث تسلم دفة حكمة في ظل سيطرة داعش لاغلب المحافظات الغربية والشمالية ووضع اقتصادي منهار وفسادا نخر البلاد من اقصاها الى اقصاها وتناحرا سياسي بين كتلا واحزاب في ظل استغلال الكرد للاوضاع المترديه التي يمر بها العراق .
فما كان بها الى اعادة ترتيب الاوراق المختلطة فان اعادة ترتيبها ليس باالامر السهل بل يحتاج لتظافر جميع الجهود .
فلعلها يدرك ان بناء مثل هكذا دوله محطمه يحتاج الى الى اصلاحات في جميع جوانبها والتي بداها بتغيير كثير من قيادات وزارة الدفاع الذين كانوا سببا باضعاف المنظومة العسكريه لما تحمله تلك المنظومة من قيادات هشه .
ولا يختلف الحال في وزارة الداخليه والتي كان لها ايضا في تغيير تلك القيادات الفاسده ,فيما لحقها امرا اخر الا وهو ملف الفضائيين في وزارة الدفاع الجنود الذين لا وجود لهم وتذهب رواتبهم الى ضباط الوحدات العسكريه والتي كانت عباره عن سلسله من السراق تمتد الى القائد العام للقوات المسلحه والتي بينها قائد القوات البريه السابق علي غيدان خلال لقاء اجري معها في احدى القنوات الفضائيه واصفا مسالة الفضائيين ورواتبهم كانت على علم ودرايه من قبل رئيس الوزراء والذي كان له نصيبا فيها ايضا .
مما دفع اصوات النشاز داخل الحكومه الذين راو ان تلك الاصلاحات ستجعلهم في خطر خصوصا بعد فضحه لملف الفضائيين الذي اثقل كاهل الحكومه العراقيه بمليارات الدولارات .
وتعد الاصلاحات التي تجري رويدا رويدا الافضل في تاريخ الحكومات المتعاقبه بد سقوط النظام البائد والتي لقت ترحيبا دوليا واسعابما فيها الولايات المتحده الامريكيه جاء ذلك على لسان وزير خارجيتها جون كيري واصفا بان حكومة العبادي قد نجحت الى حدا ما تجاوز الطائفيه والتصدي لداعش.
فيما بقي البعض من الذين يعيشون على اوهام الماضي وبفكر القائد الضروره والذي ترسخ في مخيلتهم منذ النظام البائد وتعايشوا مع هذا الفكر مما جعلو من المالكي قائد ضروره ايضا لكن دون ان يشعروا بذلك حتى باتت مخيلتهم لا تستقبل اي تغيير يصب في مصلحة العراق .
فلعل بصيص الضوء في النفق المظلم قد بان وقافلة الاصلاح تسير بالاتجاه الصحيح
مقالات اخرى للكاتب