يقول الفنان كاظم الساهر في مطلع احدى اغنياته (كثر الحديث عن التي اهواها)ويبدو انها تتناغم مع ما تشهد الاوضاع السياسية من مساجلات واجتماعات ودعوات غداء وعشاء على قدم وساق الكل من اليمين الى اليسار ومن الشمال الى الجنوب يدعون الى (الاصلاح)ومنهم من يقترح ان تكون (هناك تنازلات متبادلة وحوار واسس مشتركة وعن مشروع وحدة وطنية وضرورة توحيد الجهود من دون تشتيتها وتعديل قانون الانتخابات ليوفر فرصة حقيقية لخيارات الناخبين وبناء الدولة ومؤسساتها). مع ان المواطن يدرك ومنذ عام 2003 ان الحكومات المتعاقبة على الحكم عبارة عن تجارة والحاكمين من الذين أنحرفوا عن جادة الصواب لمغريات مادية أو وجاهية أو سلطوية لما كان الاحوال لمجالات الحيادة المختلفة بهذه الصور التي نشاهدها يوميا في نشرات المنابر الاعلامية وعلى الهواء مباشرة وحتى ما كنا بحاجة الى هذه الدولة أو تلك المنظمة الدولية تتدخل لحل المعضلات وفق اجنداتها وما تريد تحقيقه على الارض في العراق والمنطقة خاصة بعد ان تحول البعض من الرسميين والبرلمانيين الى تجار وانطلاقا من مبدأ الربح والخسارة فقد وصلنا الى المرحلة التي سيخسر فيه التجار رؤوس اموالهم ليكونوا بعد ذلك مواطنين عاديين كحالنا من الدرجة الثانية خاصة بعد أن وصلت النسبة إلى ثمان وثلاثين بالمائة من عدد السكان وهذا يعني ان اكثر من ثلث العراقيين يعيشون كمساكين وفقراء أي لا يمتلكون سوى قوت يومهم وهذا فيه خطورة كبيرة على حقوق الانسان وعلى الواقع الديمقراطي ولعله يقود نحو تساؤل مهم ..هل وعلى حين غرة اصبح العراقيون فقراء بعد الاحتلال الامريكي ؟.. فكيف يكون للعملية الديمقراطية التي ينادي بها الجميع ديناميكية واساسها شعب جائع تتحكم بارادته الاجور اليومية التي ينتظرها وكيف نبني حقوقا لانسان لا يجد ما يسد رمقه اذا لم يجد عملا في وطنه .. ينادون بالاصلاح وهم كانوا ومازالوا منذ نحو اثني عشر عاما يعلنون فقط !! عن حركة الاصلاحات الحكومية التي تضمنت الغاء مناصب رئاسية ودمج وزارت بهدف تقليل الانفاق من خلال تخفيض الرواتب والمخصصات لتلك الدرجات الخاصة وحماياتهم تلك الاجراءات التي كانت انعكاسا لمطالب الجموع المليونية التي امتلات بها ساحة التحرير وسط العاصمة بغداد وعدد من المحافظات والمدن التابعة لها خرجت جراء سوء الخدمات التي تلكأت بها دوائر ومؤسسات الدولة في مختلف مجالات الحياة..هذه الجموع من العراقيين تتظاهر جمعة بعد اخرى وقد بحت اصواتها وهي تطالب بحقها الدستوري في التظاهر وتدعو من خلال الشعارات الى تنفيذ تلك الاصلاحات التي اعلنت دون تنفيذ ولم يتم الى الان فمن سرق وبصفقات وهمية ومشاريع على الورق فقط كلفت الميزانية المليارات من الدولارات لم يحاسب قضائيا والذي كان وراء ما الت اليه اوضاع البلاد والعباد واللافت ان معظم من يصرح من رسميين وبرلمانيين من ان (المرحلة الماضية كانت تشوبها الاخطاء وفسادا اداريا وماليا وتبذير الاموال وصفقات وكومشنات لهذا او ذاك وكان من المطلوب ان تكون هناك اصلاحات) وغيرها من التبريرات التي يتحمل هو وغيره مسؤوليتها فلو كانت الامور هكذا اليس من (الوطنية) !!ان يتقدم هؤلاء المعترفون في الفضائيات فقط الى القضاء وكما هو معروف أن الاعتراف سيد الادلة اليس هؤلاء هم السبب في (ضياع الخيط والعصفور)!!بحيث غدت الميزانية شبه خاوية تنظر ديونا ومساعدات من جهات وبنوك دولية لبلد يطفو على بحيرات من النفط ..ويتساءل العراقيون عن دور القضاء في ان يقتص من المفسدين والى متى الانتظار ؟؟وان تكون هناك فعلا (اصلاحات)عملية لمعالجة الاوضاع المالية والاقتصادية والامنية للبلاد وليس استهلاكا للمفردة وتفسيرها كما هي مقولة (كأننا والماء من حولنا .. قوم جلوس حولهم ماء).. باستبدال (س) بدلا من (ص) وفلان مكان علان ..الايكفي بعد نحواثني عشر عاما من الفوضى وتدمير البلد في معظم مفاصله وضياع البشر بين القتل والتشريد والهروب الى الشتات في دول اوربا وملايين النازحين داخل الوطن ومثلهم من الايتام والارامل..الى اين نحن ذاهبون.. افتونا يرحمك الله !!
مقالات اخرى للكاتب