في اثناء حرب الخليج الثانية ( عاصفة الصحراء ) و تحديدا في يوم 13/2/1991 الساعة الرابعة و النصف فجرا ، أرتكب الطيران الامريكي واحده من ابشع الجرائم بحق الانسان العراقي .
بقصفه ملجأ العامرية ( ملجأ رقم 25 الذي يقع في منطقة العامرية شارع العمل الشعبي ) .
مما أدى الى أستشهد 407 ، منهم 138 رجلا ، 269 امرأة ، و من بينهم 45 طفلا ، و 26 مواطنا عربيا.
كانوا جميعا ضحايا لهذه المحرقة ، و بحجة وجود مركز لقيادة العسكرية فيه .
واستخدمت أمريكا لهذا الغرض ، طائرتان من نوع (أف – 117) مزودتان بقنابل صنعت خصيصا لهذه العملية ، من نوع (جي بي يو/27)، المخصصة لحرق الأهداف الكونكريتية والموجهة بأشعة الليزر .
و رغم ان هذا القصف سبقته عملية استطلاع مكثف للطائرات الامريكية ، حيث بقيت تحوم حول الملجأ لمدة ثلاثة ايام .
تراقب و تستطلع الملجأ من الجو ، تصوره و تتعرف على تفاصيل دقيقة عن تصميمه ، و افضل الطرق في قصفه ، التي ستحدث اكبر ضرر به وباعلى الخسائر .
( حتى انه تم بعد ذلك تكريم الطيارين الذين قاما بالقصف لدقة اصابتهم للهدف ) .
وبعد القصف أدعت القوات الامريكية انها قصفت بنجاح موقعا للقيادة العراقية ، الا انه لم يكن هناك اي اشارة على صحة هذا الادعاء اصلا بوجود هذا المقر في الملجأ .
حتى اعترفت القيادة الامريكية انها قصفت (( بالخطأ )) هذا الملجأ ، نتيجة ( المعلومات ) الخاطئة .
وفي عام 2002 اقام الفنان علاء بشير نصبا يخلد هذه الواقعة المأسوية بنصب اسماه ( الصرخة ) في موقع هذا الملجأ ، والذي يصور رأس انسان يخرج من بين قوالب حجرية متينة محيطة به لوجه مشدود يدل من حركة شفته على صراخه الشديد في صورة تجعلك تعيش مأساة من ماتوا في هذه الجريمة .
مقالات اخرى للكاتب